أثر برس

“دا.عـ.ش” نشط في سوريا.. جغرافية متوتـ.ـرة للإشغال و”مثلث المـ.ـو.ت” أفضل ملجأ لعناصر التنظيـ.ـم

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس تساؤلات كثيرة تدور إزاء بقاء تنظيـ.ـم “دا.عــ.ش” فاعلاً في الشرق والشمال الشرقي السوري وفي باديتهما، وصولاً لتنفيذه عمليات وإنْ على فترات زمنيّة مُتباعدة تطال مناطق واقعة تحت سيطرة الدولة السوريّة، أو مواقع لحلفائها وقوىً رديفة وكذلك مناطق مدنيّة، اسـ.ـتهدافات تطال أيضاً مناطق ســ.يطرة “قوات سوريا الديمقراطيّة- قسد” و”التحالف الدولي” بقيادة واشنطن، تساؤلات تطرح عن إمكانيات بقاء تأثيره كتنظيـ.ـم هُزم بالكامل، وأُنهيت تركيبته القيادية الهرميّة، مُتحولاً للعمل الفردي كما يظهر ذلك في عملياته، التي تأتي وفق تسمية مراقبين لها بطريقة “الذئاب المنفردة”.

بؤر للاستخدام:
من المعلوم أنّ “داعش” أعلن خلافته في العراق ، لينطلق إثرها بامتداداته إلى سوريا شرقاً وشمالاً، وصولاً لمدن في الريف الدمشقي، وبلدات بالجنوب السّوري قُبيل هزيمته، وبالتالي ارتبطت الأقطار بنشاط رئيسي للتنظيم فيهما لسنوات عدة حتى نهاية العام 2017 ، وبدايات العام 2018، شكّل فيها سيطرة على جغرافيّة واسعة امتدت حتى جبال “القلمون” في لبنان، تحت مسمى “الدولة الإسلاميّة في العراق والشام”، جغرافيا مطلوبٌ بقاءها قلقة -حسب تعبير مراقبين- لا يرون ذلك يجري بمعزل عن الوجود الأمريكي ومصالحه في المنطقة، وهذا لا ينفي بالضرورة الحيثيات التي أنتجت التنظيم كأحد تعبيرات القراءة “السلفيّة الوهابيّة” للإسلام في وجهها التكفيري للمخالفين عقدياً ودينياً، والتي وجدت بيئة مواتية بخلفيات عدة، ناهيك عن التقاء مصالح وجدها “الإسرائيلي” مع مختلف فصائل التنظيمات المسلّحة في سوريا، لاسيما في الجنوب، ومنها مع “داعش” وما يزال.

يؤمّن “إقليم كردستان” في العراق بيئة حاضنة لحركة مسلحي التنظيم، كعنصر إشغال للحكومة المركزيّة في بغداد، لاسيما في ملف المناطق المُتنازع عليها، لذا تجد عملياته في محافظات قريبة من هذه المناطق (كركوك، الموصل، الرمادي، ديالى، وصولاً إلى القائم) بحسب مصدر عراقي لـ “أثر”.

وتشكّل المناطق المتنازع عليها شريطاً يبلغ طوله ما يزيد على 1000 كم يمتد من الحدود مع سوريا حتى الحدود الإيرانية، وتبلغ مساحتها نحو 37 ألف كم مربع، ويمر هذا الشريط إلى جنوب محافظات الإقليم الثلاث: “أربيل والسليمانية ودهوك” التي تتمتع بحكم ذاتي، ويشمل أراضٍ في محافظات نينوى وأربيل وصلاح الدين وديالى، إلى جانب محافظة كركوك، وسيطرت “قوات البشمركة” تدريجياً على المناطق المتنازع عليها مستغلة ضعف القوات المسلحة العراقيّة التي أعادت تشكيل وحداتها إثر قيام الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر، بحل الجيش بعد اجتياح العراق عام 2003، ثم في أعقاب الفوضى التي سادت إثر اجتياح تنظيم “داعش” في العام 2014، لاحقاً تمكنت القوات العراقية و “الحشد الشعبي” من استعادة مدينة كركوك، بعد أن سيطر الأكراد عليها، وبجانب السيطرة على كركوك وحقولها النفطية، جرت السيطرة أيضاً على مناطق عدة أخرى متنازع عليها، منها قضاء سنجار غربي الموصل، وقضاء مخمور وناحية بعشيقة إلى الشرق، وأضاف المصدر: “إن هجمات تنظيم داعش لم تكن منتظمة زمنياً، غير أنها ما تزال تُنفَّذ من مناطق لا يُراد أن تكون السيطرة فيها كاملة للحكومة المركزيّة، ولعل ما سُجّل من إلقاء مروحيات أمريكيّة لأسلحة حقبة الحرب على التنظيم، وما تلاه أنّ الاستخدام ما يزال جارياً وأنه لا تفريط بنشاطه الذي يُبرر أيضاً الوجود الأمريكي”.

التنف.. مثلث الموت:
كشف مصدر خاص لـ”أثر” أنّ تنظيم “داعش” يجد ملاذاً آمناً في البادية حيث مناطق سيطرة القوات الأمريكيّة في جنوب شرقي سوريّا “التنف”، هناك حيث التجمعات للسكان البدو، ما يُمكّن عناصره من التخفي كرعاة للأغنام، على يتم تزويد آلياتهم بالمحروقات عن طريق مهربين في تلك المنطقة ينشطون بين حدود الدول الثلاثة (سوريا، العراق، الأردن)، ناهيك عن تأمينها لمناطق تواجدهم في “الوعر الشرقي” وومنطقتي “الرشوانيّة” و”الصرايم” شمالي قرية “حميمة”، الواقعة بين محطتي T2 , T3عبر مهربين من منطقة الـ55 كم، بالتنسيق وما كان يُعرف بجيش “مغاوير الثورة”، الذي كان ترأَّسه “مهند الطلاع” ويُضيف المصدر أنه “يتم جلب المياه لعناصر التنظيم كل أسبوع، بعبوات مياه ومواد غذائية، إضافةً لما يحتاجونه من قطع غيار لآلياتهم المُستخدمة، وهنالك أيضاً مصدر آخر لتأمين المياه عن طريق السدود حيث تخزينات مياه الأمطار، مثل سد أبو كتبة، وسد عيشة، ناهيك عن الآبار المتواجدة في الحمّاد السوري، كمياه آبار حميمة، والتي يقصدونها كرعاة للأغنام، يتم تسليم ما يُهرب في أماكن بعيدة عن مقراته أو مخابئ أسلحته”.

وأشار المصدر إلى أن أراضي البادية الشاسعة أعطت “داعش” إمكانيات التحرك وإنْ كان في فترات لتنفيذ هجماته، منها ما طال الطريق الدولي الرابط بين دير الزور ودمشق، وأوقعت هجماته شهداء وجرحى، سواء من المدنيين أم العسكريين، على حين توفر السيطرة الأمريكيّة بمنطقة “التنف” ملاذاً آمناً لعناصره من الاستئصال.

كما أكد المصدر وجود ارتباط بين ما يُعرف بـ “جيش مغاوير الثورة” والتنظيم، لافتاً إلى أن ماجرى أخيراً من هيكلة للفصيل المذكور وإبعاد “الطلاع”، المُنحدر من مدينة “موحسن” بدير الزور عن رأس هرم قيادته أوقف “التخادم بين هذا الفصيل وتنظيم داعش” بانتظار ما ستؤول إليه الأمور وفق تركيبة جديدة لهذا الفصيل بمُسمى “جيش سوريا الحرّة” بعد اجتماع عُقد بين المُتزعم الجديد الذي عينته القيادة الوسطى الأمريكية في الخامس والعشرين من أيلول الماضي، “فريد القاسم”.

“دواعش” قسد:

يتحدث قياديون كانوا في عداد تركيبة إدارة “قسد”، وانضموا لاحقاً لعمليّة التسويّة التي تُجريها الحكومة السوريّة عن ماهية نشاط “داعش” في مناطق سيطرة “قسد”، ومنها في دير الزور، إذ قالوا: “إن عموم ما يجري من أعمال تُسند له يُمكن وضعها في سياقات عدة، أولها: استهدافات فعليّة ينفذها، وأخرى: تُلصق به وأخرى: تصفيات بينيّة، وهناك اغتيالات تمت وما تزال لقادة عرب ضمن تشكيلات قسد، وهذه من تنفيذها، ومنها أيضاً مايتم لمناوئين لوجودها من شخصيات عشائرية وازنة، أما غالب ما نسمع عنه من استهدافات للتنظيم، فهي ليست أكثر من تصفيات تجري لعناصر كانوا ضمن فصائل الجيش الحر التابع لأنقرة، وما زامنه من تنظيمات كانت مُسيطرة، أو بالعكس هي تصفيات لعناصر نشطوا في التنظيم إبان سيطرته، إذ يفرض الواقع العشائري عدم كشف الفاعلين هوياتهم، خشية ردة الفعل، حتى وإن كان من يُقتل هو من عناصر داعش، فالحسابات العشائرية لأقاربه ستتعامل مع ذلك أنه ثأر واجبٌ رده على فاعله”.

وأضاف المصدر: “بعد سيطرة “قسد” لم تتم محاسبة أحد، وكثيرٌ من عناصر “داعش” ومنهم قياديون ودعاة انضموا لصفوفها”، مؤكداً أنّ ما يُحتفظ به في سجونها هم من الأجانب أو العرب، أما المحليون من أبناء المنطقة فجرى ضمهم، ولعل ما يُمكن ملاحظته وهو ما يؤكد كلامنا أن ما يحدث من اغتيالات وتصفيات يستهدف فقط أبناء المُكون العربي، لنخلص لنتيجة أن هناك نشاطاً لخلايا “داعش”، نشاط في مواجهة مناوئين لها سابقاً، ونشاطٌ لمناوئين لها من الفصائل السابقة وجدوا فرصة للانتقام، على حين أن المُتهم يبقى التنظيم، خشية ردات فعل عشائرية”.

عثمان الخلف- دير الزور 

اقرأ أيضاً