أثر برس

يتم إطعام أطفاله “خبز حاف” أحياناً.. دار التسول بريف دمشق يشكو نقص الدعم

by Athr Press G

خاص || أثر برس  تراجعت الحالة الصحية للأطفال الموجودين في دار التسول بمنطقة الكسوة بريف دمشق، بعد انسحاب النقطة الطبية التابعة لمنظمة الهلال الأحمر السوري، دون أن يكون هناك سبب معلن، بوقت كشفت مصادر في الدار عن مشاكل عدة تعاني منها.

اختفاء المساعدات:

حيث أوضح مصدر مطلع على شؤون دار التسول -فضل عدم ذكر اسمه- لـ”أثر” أن انسحاب نقطة الهلال الأحمر الطبية من الدار شكل عائقاً كبيراً للحصول على العلاج المناسب للأطفال الموجودين، وازدادت حالات الأمراض النفسية والذهنية والجسدية، مشيراً إلى أن أغلب الحالات تعاني من مشاكل صحية، نظراً لعدم وجود غذاء متكامل بالإضافة إلى أنه تم تقديم كميات ملابس للأطفال من قبل الجمعيات ولكنها اختفت من الدار، وبقي الأطفال دون ملابس شتوية تحميهم من البرد.

وتابع المصدر أن الأطفال الموجودين في الدار يتم جمعهم من الحدائق والشوارع، والبعض منهم أسرهم تخلت عنهم بسبب الظروف المعيشية الصعبة وعدم قدرتهم على تحمل نفقاتهم المادية.

كما أضافت أخصائية نفسية مشرفة على الدار -فضلت عدم ذكر اسمها- لـ “أثر” أن الأطفال الموجودين في الدار بحاجة إلى دعم كبير من جهات عدة، بسبب صعوبة حالاتهم النفسية والجسدية، لافتةً إلى أن “العديد منهم مرضى نفسيين بسبب الظروف التي يعيشونها في الدار المتمثلة بغياب التدفئة ونقص الغذاء”.

طعام الأطفال خبز وبرغل:

من جانبها، كشفت مديرة دار التسول ميساء عدرا لـ”أثر” أن عدد الأطفال الموجودين في الدار هو 43 طفل، وحالتهم الصحية غير جيدة نظراً لعدم توفر الطعام الكافي لهم، مبينةً أن “الدار يتم دعمها من قبل جمعية الكسوة الخيرية وجمعيات أخرى متواجدة في المنطقة ومحيطها، بإشراف مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بريف دمشق، ولكن الدعم يكون بكميات قليلة فعلى سبيل المثال يتم جلب 30 وجبة طعام فقط والعدد الموجود في الدار أكثر من ذلك وبهذه الحالة يتم تأمين القليل من البرغل والخبز لإطعام من لم يتم تقديم وجبة له”.

وتؤكد عدرا أن انسحاب نقطة الهلال الأحمر الطبية من الدار أثر بشكل كبير على الأطفال من الناحية الصحية، مبينة أن له دور كبير في فحص الأطفال وتقديم الدواء إضافة إلى أنه كان يوجد طبيب نفسي يشرف على وضعهم، موضحة أنها “استلمت إدارة الدار من جديد وليس لديها معلومات عن أسباب انسحاب النقطة الطبية للهلال إلى الآن”.

كما بينت عدرا لـ”أثر” أن جمعية تنظيم الأسرة تقوم بجولات أسبوعية إلى الدار، لفحص الأطفال ومعالجتهم بالأدوية المتوفرة لديها، وفي حال عدم توفر الدواء تتم كتابة وصفة طبية لتأمينه من قبل مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بريف دمشق.

المساعدات غير كافية:

كما أكد مصدر من داخل المركز -فضل عدم ذكر اسمه- لـ”أثر” أن هناك صعوبة كبيرة في تأمين الطعام للأطفال، وبالتالي هم معرضين للمرض بشكل كبير لعدم توفر الغذاء الصحي لهم، موضحاً أن “مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بريف دمشق والجمعيات الخيرية ترسل بعض الأغذية للأطفال مثل (لبنة، جبنة، مربيات) لكن الكميات قليلة وغير كافية، وفي حال عدم القدرة على توفير غذاء لهم يتم إطعامهم خبز فقط”.

كما بين المصدر أنه لا توجد في الدار تدفئة مناسبة بسبب عدم توفر المازوت أو شوفاجات، إذ توجد مدافئ كهربائية تحوي (شمعة واحدة) معلقة على جدار الغرف، منوهاً إلى أن “الدار يعتمد على خط كهربائي صناعي أي أن التيار الكهربائي يتوفر من الأحد إلى الخميس صباحاً، ومن الخميس ظهراً إلى يوم الأحد التالي يكون الدار دون تيار كهربائي ويبقى الأطفال على العتم ومن دون تدفئة”.

وبالنسبة للملابس الشتوية، أوضح المصدر لـ”أثر” أن الملابس المقدمة من قبل الجمعيات والمؤسسات الخيرية لا تتناسب مع الأعمار الموجودة في الدار، وأغلبيتها من البالة ومستعملة وغير جيدة للأطفال.

دار التسول لرعاية الأطفال فقط:

بدورها،  أوضحت مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل في ريف دمشق فاطمة الرشيد لـ”أثر” أن الدار يضم 40 حالة من الأطفال المتسولين من جميع الأعمار، يتم جمعهم من الحدائق والشوارع، بينهم 12 حالة مرضية (تخلف ذهني)، مشيرة إلى أنه “تتم رعاية الدار من قبل مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في ريف دمشق بالتعاون مع منظمات غير حكومية ومؤسسات خيرية مثل جمعية (تنظيم الأسرة وبيارق الخير) والكثير من الجمعيات، لدعمها من حيث الطعام والملابس والرعاية الصحية بالإضافة إلى أنه تتم إقامة ورشات مهنية لتعليم الأطفال”.

وتابعت أن دور هذا الدار هو رعاية الأطفال المتسولين ولا علاقة له بمعالجة الحالات المرضية المتواجدة فيهـ لذلك تم التواصل مع هيئة ابن سينا لسحب هذه الحالات ورعايتها في مركزهم طبياً، كما تم التعاون مع مديرية صحة ريف دمشق للإشراف على الأطفال ومتابعتهم صحياً.

صحة ريف دمشق:

وهنا بيّن مدير صحة ريف دمشق الدكتور ياسين نعنوس لـ”أثر” بأنه يتم التعاون مع مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بريف دمشق، وإرسال فريق طبي كامل بشكل أسبوعي إلى الدار، للكشف عن الحالات المرضية ومعالجتها، وصرف الدواء اللازم لكل حالة، وفي حال وجود حالات إسعافية يتم التواصل مباشرة مع مديرة الشؤون الإجتماعية، وإرسال سيارة إسعاف لنقل المريض إلى المستشفى.

الجمعيات الخيرية ترد:

من جهته، لفت مدير جمعية الكسوة الخيرية بشار الشيخ لـ “أثر” إلى أن المساعدات المقدمة لدار التسول كانت بطلب من مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، إذ تم التواصل معه في شهر أيلول العام الماضي لرعاية الدار، وتم وضع جدول لمدة ثلاثة أشهر من قبل المديرية يضم جميع الجمعيات الخيرية الموجودة في المنطقة المحيطة للكسوة، حيث تتولى كل جمعية إطعام الأطفال يوم واحد ضمن هذه المدة.

كما نفى الشيخ أن يكون هناك نقص في الكميات الغذائية المرسلة إلى الدار، موضحاً أنه “قام بتقديم 40 وجبة غذائية في اليوم المخصص لجمعيته، ويتم تقديم المساعدات بشكل كاف لجميع الحالات الموجودة”.

بينما أوضحت مديرة جمعية بيارق الخير عواطف مكنا لـ”أثر” أن طلب التعاقد مع مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بريف دمشق متوقف على توقيع وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، وفي حال تم توقيع العقد سيكون لهذا الدار حصة كبيرة من المساعدات والدعم، حيث تم القيام بدراسة عامة لإعادة هيكلية الدار من جديد وتقديم الدعم المناسب لها.

الجدير بالذكر أن مديرة الخدمات في مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بريف دمشق وفاء أبو حمرة أشارت مسبقاً لـ”أثر” بأن مهمة مكتب المتسولين في المديرية هي جمع المتسولين ووضعهم في معهد التسول (دار التسول) في منطقة الكسوة، لتأهيلهم وتعليمهم مهنة جيدة يستفيدون منها في حياتهم.

ولاء سبع  – ريف دمشق

اقرأ أيضاً