خاص || أثر برس شهدت قرية “أبو حمام“، صباح أمس الثلاثاء، عملية “إعدام” بالطريقة التي كان يتبعها تنظيم “داعش” خلال فترة تواجده في ريف دير الزور، إذ تقول مصادر أهلية إن ذوي الشاب عبود البحر، نفذوا قصاصهم من قاتل ابنهم بإطلاق الرصاص عليه من مسافة قريبة، مشيرة إلى أن عملية القصاص من الشاب عادل عبد العدل، جاءت بعد اعترافه بالجريمة.
وعلى الرغم من وجود ما تسميه “قوات سوريا الديمقراطية” بـ “الأمن العام” و”المحاكم” التي تديرها، إلا أن “شريعة داعش”، مازالت هي الحاكمة بين السكان، تبعاً لعدة عوامل ترتبط بقلة الوعي المجتمعي، وتعزيز العادات العشائرية كـ ” الثأر”، من خلال تأطيرها بما يسميه التنظيم “القصاص”، مع العلم أن المنطقة كانت تشهد عادات تتناسب مع الواقع المعاش في ظل القوانين السورية، إذ كانت عادة “دفع الدية”، لأهل المقتول أكثر حضوراً من “الثأر”، وعدم تدخل “قسد” في مثل هذه المواقف، يأتي بهدف ترك أبناء العشائر العربية غارقين في صراعاتهم التي يمكن أن تأخذ “قسد”، موقفاً داعما لأحد طرفي الصراع إن اقتضت مصالحها ذلك.
المشكلة تكمن في تعشيش ثقافة “داعش” في العقل الجمعي للمنطقة، وجعل شرائعه ومناهجه الدينية ثقافة معتمدة من قبل عدد كبير من سكان مناطق شرق الفرات، بما يجعل مهمة الدولة السورية في إعادة تأهيلهم، ومعالجة جملة الآثار السلبية التي خلفتها سنوات وجود “داعش” صعبة للغاية، وإن استمرارية وجود هذه المظاهر في مناطق سيطرة “قسد” على الرغم من وجود عدد كبير من المنظمات التي تعمل في المنطقة بدفع أمريكي، يكشف عن عدم رغبة هذه المنظمات المساهمة بشكل فعلي بإزالة الآثار النفسية والمجتمعية للتنظيم في النفس البشرية.
إن وجود ثقافة خطرة كـ “معتقدات داعش”، ضمن أي مجتمع، يعني الذهاب نحو المزيد من التعقيد في جملة من الملفات، وترك فكر التنظيم المتشدد يتمدد بين الأجيال في المنطقة، يتوزاى مع سماح “قوات سوريا الديمقراطية” لعوائل عناصر التنظيم دون سواهم بالعودة إلى مناطقهم الأصلية، بما يفيد ببقاء التشدد الديني عاملاً مجتمعياً في مناطق شرق الفرات، مع الإبقاء على المدنيين غير المرتبطين بـ “داعش”، معتقلين ضمن المخيمات التي تديرها “قسد”، وتقول المعلومات إن “عدد من سمح لهم بمغادرة مخيم الهول في ريف الحسكة الشرقي إلى قراهم الأصلية من عوائل تنظيم داعش وصل إلى ٢٠٠٠ شخص، كان آخرهم خروج ٣٢ عائلة من المخيم إلى مدينة منبج والقرى المحيطة بها في ريف حلب الشرقي”، وهذا يهدد بعودة التنظيم من جديد.
إن جملة ممارسات “قسد”، في المناطق ذات الطابع العشائري، تشير إلى حمايتها لفكر “داعش”، ليكون عامل ابتزاز للمجتمع الدولي سياسياً، وعامل لتبرير الممارسات التعسفية من اعتقالات ومداهمات لضمان خضوع هذه المناطق لقوتها.
محمود عبد اللطيف – المنطقة الشرقية