أشارت تقارير إلى أن هجمات تنظيم “داعش” في سوريا باتت أكثر جرأة، لا سيما بعد العملية التي نفذها في سجن الصناعة بالحسكة الذي تسيطر عليه “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” التي أمّنت هروب عدد من قيادييه ذوي الخبرة.
وفي هذا الصدد أعلن التنظيم في تسجيل صوتي، إطلاق حملة “ثأر” لزعيمه السابق المدعو أبو إبراهيم القرشي، الذي قُتل في شباط الماضي، غربي سوريا، حيث قال المتحدث باسم التنظيم، “أبو عمر المهاجر” في تسجيل على “تليغرام”: “نعلن عن غزوة الثأر للشيخين الشيخ أبي ابراهيم الهاشمي القرشي، والشيخ المهاجر أبي حمزة القرشي”، ودعا مناصري التنظيم إلى استغلال ما وصفه بـ”الفرصة المتاحة، فأوروبا على صفيح ساخن” في إشارة إلى الحرب في أوكرانيا، لاستئناف شن عمليات في أوروبا.
وفي سياق الحديث عن استعادة تنظيم “داعش” لقوته في سوريا والعراق، نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” تقريراً، أشارت خلاله إلى أنه قبل ثلاثة أشهر، شنَّ ما لا يقل عن 100 مسلح من “داعش” أكبر هجوم للتنظيم منذ سنوات، على سجن “الصناعة في الحسكة، وأدت العملية التي نسقها القيادي البارز في تنظيم “داعش” المدعو “أبو مقداد العراقي”، إلى مقتل ما لا يقل عن 140 من عناصر “قسد” وأمّنت هروب المئات من أعضاء التنظيم، بمن فيهم القادة المسجونون منذ فترة طويلة من ذوي الخبرة، مثل “أبو دجانة العراقي، وأبو حمزة الشرقي”.
وحول هذا الهجوم، قال حينها قائد وحدة القوات الخاصة التي عملت على تمشيط سجن الصناعة هفال قرتاي: “قسد كانت على دراية منذ فترة ملموسة أن سجن الصناعة سيصبح هدفاً لهجوم داعشي، وتلقت تقارير استخباراتية عن ارتفاع عدد خلايا التنظيم في المنطقة”، مشيراً إلى أن “بعض المسلحين يعبرون نقاط التفتيش تحت قناع مدنيين دون مواجهة أي مشاكل”.
ونقلت “الشرق الأوسط” عن مصادر محلية تأكيدها على أن الفارين تم نقلهم جنوباً في عملية إخلاء مخطط لها مسبقاً باتجاه المنطقة الصحراوية شمال الباغوز وشرق البصيرة، على امتداد الحدود العراقية، وقد أصبحت هذه المنطقة، معقلاً لـ”داعش”، على مدى الاثني عشر شهراً الماضية، حيث يفرض التنظيم نظاماً لفرض الضرائب على المدنيين المحليين والشركات الصغيرة، ويستقبل الفارين الذين “أعلنوا التوبة”، مضيفة أنه “على نطاق أوسع في جميع أنحاء صحراء البادية المركزية في سوريا، يدير “داعش” شبكة من الملاجئ والمخيمات ومعسكرات التدريب الصحراوية الصغيرة”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من خلال هذه المواقع الصغيرة والمتنقلة، شنَّ “داعش” حملة اعتيادية استهدفت “قسد” والجيش السوري.
وبحسب التقرير الذي نشرته “الشرق الأوسط” فإنه خلال الأشهر التي أعقبت الهجوم على سجن “الصناعة” أصبحت هجمات “داعش” أكثر جرأة، وفي بعض الحالات أكثر تعقيداً، مشيرة إلى سلسلة من الهجمات المنسقة والمتزامنة في ريف حمص وجنوب الرقة في آذار الفائت، وحول هذه الهجمات قال سابقاً مصدر عسكري سوري لـ”أثر”: “داعش يعمل في البادية السورية بنظام قطاع الطرق، إذ تعمد لتبديل مواقع تمركزها باستمرار، لتنفذ هجمات محدودة على القوافل التجارية والعسكرية بحثاً عن المؤن والذخيرة والحصول على ما يمكن بيعه لتأمين تمويل ذاتي”.
ووفقاً لمصادر “أثر” فإنه غالباً تنسحب المجموعات التابعة لتنظيم “داعش” إلى داخل “منطقة خفض التصعيد”، المحيطة ببلدة التنف التي تسيطر عليها القوات الأمريكية، التي تُعرف باسم منطقة 55 كم، مشيرة إلى إن “حملات التمشيط تتزامن بموجات تشويش على أجهزة الاتصال السورية مصدرها القاعدة الأمريكية في بلدة التنف الحدودية مع العراق، ما يزيد من صعوبة تنفيذ المهام القتالية في منطقة صعبة لجهة المناخ والتضاريس”.