أثر برس

دلائل اعتداء “التحالف الدولي” على موقع عسكري سوري في هذا التوقيت

by Athr Press Z

||خاص أثر برس

مهد لاعتداء “التحالف الدولي” بقيادة أمريكا على موقع تابع للقوات السورية في البوكمال أمس، جملة من التصريحات التي أظهرت تخوف الكيان الإسرائيلي من التعاون العراقي-السوري الميداني في أراضي شرق الفرات السورية.

الموقع التابع للقوات السورية والذي تعرض لاعتداء طائرات “التحالف الدولي” كانت مهمته محاربة “داعش”، وقبل يوم واحد من هذا الاعتداء تمكنت القوات السورية من صد تقدم لمسلحي “داعش”، أي أن هذا الموقع من المفترض أنه لا يشكل خطراً على قوات “التحالف الدولي” وحلفائها.

لكن طائرات “التحالف الدولي” قامت بعمليتها ضد موقع القوات السورية بالتزامن مع التخوف الذي أعلن عنه موقع “ديبكا” العبري من تحرك عراقي في الأراضي السورية، والذي تمثل باستهداف مواقع “داعش” بالمدفعيات وتحقيق إصابات دقيقة، حيث جاء في الموقع العبري: “هناك استعداد لآلاف المقاتلين من الحشد الشعبي العراقي للدخول إلى الأراضي السورية عبر الحدود العراقية بقيادة أبو مهدي المهندس، للقتال ضد داعش في آخر جيوبه وذلك بعد موافقة الرئيس الأسد”، مشيراً إلى أن ما يزيد من خطورة هذه الخطوة على الكيان الإسرائيلي، هو أنها ستكون بالتنسيق مع الجانب السوري، لافتاً إلى أن هذا الأمر من شأنه أن يغير مجرى الأمور في الشرق الأوسط.

ولوحظ أنه في الفترة الأخيرة ازداد الحديث في أروقة الكيان الإسرائيلي عن الخطر الذي يحدق بـ”الوجود الإسرائيلي”، وكان ما أدلى به موقع “ديبكا” هو إشارة واضحة إلى أن التخوف الإسرائيلي يصل إلى الشرق السوري أيضاً وليس محصوراً بالجنوب فقط، والتقدم الذي يحصل شرق الفرات والتقارب العراقي-السوري في مجال العمليات العسكرية يلفت الأنظار الإسرائيلية مثلما يلفت الأنظار التركية، حيث اجتمع اليوم عند الحدود العراقية-التركية وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، وقائد القوات البرية أوميت دوندار، وقائد الوحدات التركية المنتشرة في المنطقة، بهدف الاطلاع على  معلومات حول التطورات وسير العمليات عند الحدود العراقية.

لا بد أن هذا الاعتداء يحمل دلائل عديدة، كانت الدولة السورية وحلفاءها قد تحدثت عنها سابقاً وحذّرت منها، أبرزها أن القوات الأمريكية التي تقود “التحالف الدولي” مجرد قوة احتلال تسعى إلى تحقيق مصالح معينة لها ولحلفائها، ويبدو أن الولايات المتحدة بالفعل لمست في الفترة الأخيرة خطراً يمس مصالحها ومصالح حلفاءها، ما دفعها للقيام بخطوة كهذه، ويبدو أيضاً أن هذا الخطر كبير إلى حد دفعها لرفع قناع محاربة “داعش” الذي تختبئ ورائه.

غارات “التحالف الدولي” على مدار ما يقارب عام ونصف على المناطق السكنية في ريف دير الزور، والضحايا المدنيون من أطفال ونساء واضح أنهم لم يكونوا كافيين لتحريك المجتمع الدولي، إذ يبدو أن هذا الانتهاك الواضح لسيادة الدولة السورية لن يكون على قدر من الأهمية لدرجة أن يحرك المجتمع الدولي.

زهراء سرحان

اقرأ أيضاً