أثر برس

دمر وقدسيا وضاحيتها تعاني أزمة مواصلات واقتراحات بإلغاء الميكرو

by Athr Press H

خاص أثر برس|| يعاني معظم الأهالي في ضواحي دمشق، من أزمة مواصلات يومية، تفاقمت بالتزامن مع عودة طلاب المدارس والجامعات إلى دوامهم، وغياب الحلول الفورية لمواكبة هذه العودة، ما دفعهم للمطالبة بإلغاء خطوط ميكرو دمّر وقدسيا وضاحيتها، أو تنظيم عملها.

مشاكل من بداية الخط حتى نهايته

تقول نور “موظفة”، مشكلة النقل تبدأ من بداية الخط حتى نهايته، معظم السائقين يرفضون إكمال خط “سبينس”، يتجمعون عندما يُعرف بـ “المجبل”، و”سوق أبو خليل”، ينتظرون اكتمال عدد الركاب، والانطلاق إلى دمشق، بينما تضيع فرصتنا بالحصول على مقعد، ويستمر انتظارنا لساعات فوق جسر الرئيس، لأن الميكرو ممتلئ قبل أن يصل إلينا.

الطالبة الجامعية حلا، من سكان دمر تتحدث لـ “أثر” عن مشكلتها “نجبر على الخروج قبل حوالى الساعتين يومياً للوصول إلى جامعتنا، ونتيجة العدد القليل لسيارات النقل، فإنني مضطرة لاستعمال “نصف ميكرو” ودفع مبلغ 1500 ليرة سورية أجور مواصلات يومياً”.

وتضيف حلا، اضطررت مؤخراً لإكمال طريقي مشياً على الأقدام من الجامعة إلى منزلي في دمر، بينما يرتفع سعر استئجار سيارة تاكسي إلى 10 آلاف ليرة سورية، تقول: أفكر جدياً بإيقاف تسجيلي الجامعي العام القادم، بسبب أزمة المواصلات.

سكان المناطق يعملون برواتب قليلة لتجنب النزول لدمشق

راما “مدرسة” في إحدى المدارس الخاصة القريبة من منزلها تعمل بأجرٍ متدنٍ لتوفّر على نفسها جهد الانتظار للحصول على مقعد في الباص أو السيرفيس، لكي تستطيع توفير مبلغ وجهد بالصعود برفقة الطلاب في المكاري التي يستأجرونها لإيصالهم، وتضيف “الإدارات في المدارس الخاصة “تضربنا منّيه” لأنها تستطيع تأمين مكاري للنقل”، وتبين راما لـ “أثر” أن أي عمل لها في دمشق سيعرضها لحسومات باعتبار أنه من المستحيل الوصول بالوقت المناسب لأي مكان في العاصمة.

ما هو حال كبار السن؟

العم أبو جورج متقاعد عمره 78، يقول لـ “أثر”: إنه يضطر للنزول لدمشق عدة مرات شهرياً لزيارة الأطباء والحصول على الراتب التقاعدي، مضيفاً أن المشكلة بالنسبة لكبار السن ليست فقط  قلة المواصلات، وإنما بعدم استطاعتهم مزاحمة الشباب من أجل كرسي في باص أو سيرفيس.

يشكو العم أبو جورج ارتفاع أجور النقل، المترافق مع سوء الخدمة والفوضى بين السائقين، يقول “المبالغ التي أدفعها للمواصلات يجب أن تكون ثمناً للدواء، أتمنى لو يتم استبدال السرافيس بباصات كبيرة تؤمن لنا مقعد مضمون نستخدمه بطريقة كريمة تليق بالإنسان”.

مافي مازوت

أبو سامر سائق سيرفيس يفند المشكلة، يتم توزيع كمية 27 لتر من المازوت يومياً، تكفي 7 رحلات لمنطقة دمر، و5 رحلات لضاحية قدسيا، مما يجبرنا على شراء المازوت الحر، بمبالغ مرتفعة، بالتالي مبلغ 200 ليرة للراكب لاتكفي “نحنا خسرانيين” عدا عن تكاليف صيانة وإصلاح السيرفيس.

تجارة رابحة

يفضّل سائقو المواصلات العامة في دمشق، الطلبات الخاصة على الالتزام بخطوطهم، يقول أبو سامر: التعاقد مع روضة أو مدرسة أو طالب “أربح لنا”، كل طالب يدفع بين الـ 30 والـ 40 ألف شهرياً، كما أن رحلة المدرسة قصيرة، باعتبار أن المدارس قريبة من السكن، وبالتالي فإنها “تجارة رابحة” لسائقي المكاري مقارنةً بتعرفة السيرفيس 200 ليرة للراكب الواحد فقط.

وأقر أبو سامر لـ “أثر” أنه عند سؤال شرطة المرور للركاب عن قيمة التذكرة التي دفعوها فإن الجميع يعطون معلومات مغلوطة لصالح السائق، خوفاً على خسارته ومنعاً لاحتجازه في سجن “عدرا” مع الخارجيين عن القانون.

من جهته، طالب أبو محمد بزيادة كمية المازوت من أجل إتمام العمل على أكمل وجه، منوهاً بأن استراحة المكاري اليومية تكون بين الـ 2 ظهراً والـ 4 عصراً وهي وقت ذروة بالنسبة للركاب.

أين يختفي مازوت الدولة؟

يشتري السائقون يومياً 30 ليتراً من مادة المازوت من محطات الوقود الحكومية بسعر 15 ألف ليرة سورية، ويبيعون 20 ليتر منها بربح 40 ألف ليرة، يقول أبو محمد: “نربح من بيع المازوت ونحنا قاعدين في بيوتنا ومريحين السيارة والجو رواء، والمشتري يكون إما من عائلة ثرية أو ممن لديه سيارة تعمل لصالح المدارس”.

 

“الميني فان” تشارك في الدبكة على الخطوط

أبو الهدى سائق “ميني فان” خصوصية على خط قدسيا، يتحدث لـ “أثر” عن آلية عملهم ويقول: “نشتري البنزين بمبلغ 70 ألف ليرة، تكفينا لـ 5 رحلات من وإلى قدسيا، نأخذ من الركب 1500 ليرة، وهو سعر (رحماني) مقارنةً بالتكاسي”.

ويضيف أنه لايوجد بديل حالي سوى الفان، لإنقاذ الناس من ساعات الانتظار الطويلة تحت جسر الرئيس، أو تشديد الرقابة على عمل السائقين بدلاً من الفوضى التي دفعتهم لبيع المازوت والجلوس في منازلهم.

ماهو دور النقل الداخلي تحت الجسر؟

أبو حيدر رئيس خط النقل الداخلي في الريف والمدينة قال لـ “أثر”: “نقوم بتوزيع باصات النقل الداخلي على كافة الخطوط، لكن نواجه صعوبة في توفير الخدمة على مدار الساعة، لذلك نحاول تشغيل خطوط بعيدة وقريبة يصل مدى بعضها لأكثر من 160 كيلو متر، إضافةً إلى تشغيل 30 باص”.

يؤكد أبو حيدر أن كافة مشاكل الخطوط بسبب السائقين، الذين يقومون ببيع المازوت، والعمل لصالح المدارس، إضافةً لقيامهم بتأجير بطاقتهم الذكية.

وأيّد رئيس خط النقل الداخلي في الريف والمدينة اقتراح العديد من الأشخاص بأن يتم تحويل المازوت من المكاري إلى باصات النقل الداخلي، وبرأيه أن هذا المقترح سيكون مفيداً جداً بالنسبة للحركة على الخطوط باعتبار أن الباصات تلتزم بالخطوط وتخدم عدداً أكبر من الركاب برحلة واحدة، وخاصة وأن عملهم يبدأ من الـ 5 صباحاً وحتى الـ 9 والنص ليلاً إلى حين انتهاء مخصصات المازوت.

“GPS نظام تعقّب قادم بسرعة

أفاد عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل والمواصلات في دمشق، مازن دباس لـ “أثر” بأن مشروع “GPS” طرح من قبل محافظة دمشق وكان العمل فيه سيبدأ مع بداية العام 2021 الحالي، ولكن تم تعديل المشروع ليكون سورياً بشكلٍ عام، وبالتالي فإنه يتم العمل على الموضوع ضمن أروقة الوزارات، كاشفاً بأن “التعليمات الكاملة” ستنشر خلال أقل من شهر واحد.

تكسي السرفيس يعمل ولايمكن ترخيص السيارات الخاصة

وعن تكسي السرفيس قال الدباس لـ “أثر” إن المشروع قائم، ويجب على السيارات العاملة على الخط الحصول على لصاقة من قبل هندسة المرور، موضحاً أنه لا يمكن ترخيص باصات “الميني فان” للعمل كوسيلة نقل عامة بسبب وجود مرسوم يضبط الموضوع، ولكن تم السماح لهم بالعمل للوصول إلى بعض النقاط الجبلية كمنطقة “ركن الدين”.

ماذا عن اقتراحات إلغاء المكاري وتسليم الخطوط للنقل الداخلي؟

بيّن عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل والمواصلات في دمشق، أن أكثر من 740 آلية محرومة من الحصول على المازوت اللازم للعمل لعدم التزامهم بالضوابط، نافياً أن تكون محافظة دمشق قد أعطت تراخيص للسيارات للعمل لصالح المدارس.

وأشار إلى أننا خسارنا 500 باص خلال الحرب، وبالتالي فإنه من الصعب إلغاء تراخيص المكاري لصالح الباصات، وأن القانون الموضوع حالياً يقتصر على مخالفة السيارات المقصرة، وأن خطوط دمر وقدسيا وضاحية قدسيا لا يوجد عليها باصات نقل داخلي أساساً وأنهم يقومون بإرسال باصات بحسب الحاجة.

 

ىمن يضبط عمل المكاري المخالفة لخطوطها؟

أكد الدباس أن عملية ضبط ومعاقبة المكاري المخالفة لخطوطها من مسؤولية شرطة المرور، داعياً الجميع لتقديم الشكاوى مما يساهم بضبط المخالفين.

يذكر أن مدير الشركة العامة للنقل الداخلي كشف في وقت سابق أن مدينة دمشق وريفها بحاجة إلى 800 حافلة للنقل، غير متوفر منها حالياً سوى 271 باصاً فقط.

وتعتبر أزمة المواصلات في مدينة دمشق وريفها، من أشد الأزمات المعيشية قساوةً، خاصة مع نقص وسائل النقل خلال الحرب، وغياب المحاسبة القانونية، ما جعل الأهالي تحت رحمة السائقين المستغلين الذين يفاقمون الأزمة يوماً بعد يوم.

فراس جليلاتي

اقرأ أيضاً