خاص || أثر برس تمثل الحرف والصناعات اليدوية هوية الشعوب في مواجهة الحداثة، فهي رسالة الماضي للحاضر والمستقبل لما تمثله من إرث ثقافي وتراثي مهم، ويحاول المسؤول عن هذا القطاع إعادة ما دمره الإرهاب من حرف تقليدية تراثية بورشات التدريب ضمن مشروع البرنامج الوطني للتنمية المستدامة للحرف التقليدية في كل من سوق المهن اليدوية (التكية السليمانية) وخان الزجاج وسوق القزازين في دمشق.
إذ أكد عرفات رئيس شعبة المهن التراثية أوطه باشي في تصريح لـ “أثر” أن الهدف من هذا المشروع هو الحفاظ على ما تبقّى من الحرف السورية التي تأثرت تأثراً كبيراً بالحرب بدعم من اليونيسكو.
وبيّن أنه بلغ عدد المشاركين في هذه الورشات 250 متدرباً ومتدربة، وبلغ عدد الحرف التراثية التي تم تعليمها وإتقانها 15 حرفة تراثية، بإشراف الحرفيين المهرة وشيوخ الكار.
ويقول أوطه باشي: “إن هناك تخريباً ممنهجاً طال الحرف التراثية في السنوات الأخيرة، تمثّل في وقت ما بتسهيلات وإغراءات قُدِّمت لاستقطاب الحرفيين إلى دول مجاورة، لكن ليس أمراً خافياً بالمقابل أن بعضهم اضطر للهجرة بسبب الظروف الصعبة التي نعرفها جميعنا”.
وأضاف: “إن أغلب الصناع غيروا مهنهم تبعاً لتغير العصر؛ فتحولت محالهم من منتجة للصناعات اليدوية بأيدي أمهر الصناع إلى محال أنتيكات تتنوع ماركاتها أما الإنتاج السوري فقد ذهب مع ريح الحروب”.
وتابع: “إن توالي الحروب والإرهاب وتراجع الأوضاع الاقتصادية وهجرة السياح وقلة الاهتمام الحكومي عوامل متراكمة أدت إلى هجرة الصناعة الحرفية واستبدالها بمهن جديدة، على حين اعتزل آخرون العمل بالمهنة بلا رجعة”.
يضيف شيخ كار العجمي: “بعض الحرفيين اليوم يعملون في بيوتهم، ويحاولون التحايل على فقدان وغلاء المواد الأولية، وتعلّمنا في الحرب أيضاً التركيز على القطع المطلوبة في المعارض الداخلية”.
وختم أوطه باشي حديثه بالقول: “لجأ عدد كبير من العاملين بالحرف التراثية إلى القروض التي منحتها وزارة الصناعة، ولكن مع ظهور وباء كورونا، ازدادت الصعوبات، فلم يعد بالإمكان المشاركة في المعارض الخارجية أو تسويق المنتجات والمشغولات، بالطبع الأمور أصعب للحرفي غير المنتسب لأحد التنظيمات الحرفية، لكن الحاجة ملحة لإنقاذ الحرفيين جميعهم، والأصح من بقي منهم، لا من يتاجر بالحرف، فالفرق بينهما كبير”.
نور ملحم – دمشق