بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية التركية يتموضع ملف عودة اللاجئين السوريين ضمن قائمة أولويات السلطات التركية، حيث أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان فور فوزه بولاية رئاسية جديدة، أنه تم استكمال التجهيزات لإعادة 600 لاجئ سوري، وأن الخطة التركية تشمل إعادة مليون لاجئ سوري “طوعياً”.
التصريحات التركية المرتبطة بخطط إعادة اللاجئين السوريين “طوعياً”، تم ربطها بإنشاء “منطقة آمنة” شمالي سوريا وهو مشروع وضع حجره الأساس وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الأسبوع الفائت، وهو مشروع يتعارض مع مسار التقارب السوري- التركي، لأن سبق وأن أكدت الدولة السورية رفضها هذا المشروع رفضاً قطعياً.
هل ستكون العودة “طوعية”؟
تؤكد التقديرات أنه من دون التنسيق مع الدولة السورية لا يمكن إعادة اللاجئين السوريين طوعياً، وفي هذا الصدد أكد كبير مستشاري الرئاسة التركية لشؤون الشرق الأوسط بين أعوام 2007-2014 أرشد بك هورموزلو، في لقاء تلفزيوني أجراه مع قناة “روسيا اليوم” أنه “من دون أن تكون هناك علاقة طبيعية أو تفاهم مع الدولة السورية سيكون إرسال السوريين إلى سوريا بطريقة قسرية”، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيكون مخالفاً لقواعد القانون الدولي ولحقوق الإنسان.
وأشار هورموزلو، إلى أنه “من هذا المنطلق أرى أن الأشهر القادمة ستشهد أيضاً تحركات معينة بهذا الاتجاه”، وفي هذا الصدد سبق وأن أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن “عملية التقارب السوري- التركي لا يمكن أن تتم إلا بمشاركة عسكرية ودبلوماسية حازمة ومنسقة”.
منذ بدء الانتخابات التركية، حرصت الحملات الانتخابية على التشديد على موضوع عودة اللاجئين السوريين لارتفاع وتيرة الغضب في الشارع التركي إزاءهم.
وتضيف تركيا أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري، وعمل هؤلاء اللاجئين لإنشاء مشاريع استثمارية أدت دوراً إيجابياً في الاقتصاد التركي، حيث وصلت نسبة الشركات التي يمتلكها السوريون إلى 29% من نسبة الشركات التي يملكها الأجانب، وبحسب “منتدى معاهد العلوم الاقتصادية الأورومتوسطي فيميز”، فإن هناك توقعات بنمو الاقتصاد التركي مع دخول الصبية السوريين الذين يمثلون 15% من مجموع السوريين إلى سوق العمل، وأشار قبل أيام وزير الخارجية التركي إلى هذا الدور الإيجابي بقوله: “لا يصح القول إن تركيا ستعيد السوريين كلهم إلى بلادهم”، لافتاً إلى وجود قطاعات في تركيا مثل الزراعة والصناعة، بحاجة إلى يد عاملة.