خاص|| أثر برس دخلت المواجهات في دير الزور بين مقاتلي العشائر العربية و”قوات سوريا الديمقراطيّة- قسد” شهرها الثاني وتحولت إلى معارك كرٍ وفر، وسط استهدافات تطال مقار ونقاط عسكريّة لـ”قسد” في بلدات وقرى الريف الشرقي.
ووفق مصادر عشائرية فإنه بدا في الأيام القليلة الماضيّة أن ثمة سعياً من “قسد” لإخماد انتفاضة العشائر، وزعمت أن المقاتلين ضدها ينتمون إلى خلايا لتنظيم “داعش”، وذلك بتسجيلات صوتية وبيانات تتبنى باسم التنظيم عمليات استهداف مقار ونقاط عسكريّة لها في عموم الشرق السوري.
ولفتت المصادر إلى أن “قسد” تهدف من هذه المزاعم، إلى تحقيق هدفين: الأول هو الحصول على الدعم والتدخل المباشر على أنها تُحارب خلايا للتنظيم، وبالتالي تبرير حربها ضد العشائر المُنتفضة، والثاني هو وضع أهالي المنطقة بين خيارين: إما الهدوء وعودة الأمور لسابق عهدها، والقبول باستمرار وجودها، أو عودة سيطرة “داعش”.
وتشير مصادر أخرى إلى أن ثمة سيناريو “قديم- جديد” تعمل الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود “التحالف الدولي” على تنفيذه في الكواليس، ويتضمن إبراز “هفل عبود جدعان الهفل” وهو أحد أبناء قبيلة “العكيدات” قائداً للحراك، وهفل الهفل هو المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية منذ نهاية ثمانينات القرن الماضي، وحاصل على الإجازة في الهندسة من إحدى الجامعات الأمريكية ويحمل الجنسيّة الأمريكية منذ العام 1990.
وأشارت المصادر إلى أن إبراز “هفل الهفل” هي مسألة تعمل عليها واشنطن منذ بداية الحراك المسلح ضد “قسد”، إذ جرى العمل حينها لإبرازه للتفاوض مع الأخيرة وبالتالي توقيف الحراك.
وعلّق أحد كبار مشايخ قبيلة “العكيدات” عبد الكريم الهفل، على هذا السيناريو بقوله: “إن هذا السيناريو ليس بالجديد، وإن ازداد زخمه في الآونة الأخيرة، فالمذكور (هفل الهفل) لا وزن له في القبيلة، وهو مقيم خارج البلاد أصلاً، وما من أحدٍ يعرفه”، مضيفاً أن “الأمر مكشوف بوصفه مُخططاً أمريكياً لشق صفوف أبناء الجزيرة، لوأد الانتفاضة، وهذا الشخص صناعة أمريكية جرى إعداده منذ انطلاق الأحداث في سوريا”.
وأشار عبد الكريم الهفل، إلى أن “هفل الهفل” كان يشغل عضوية “الائتلاف السوري المعارض” وأكدت مشيخة “آل الهفل” أنهم لا يعترفون به، وقال عبد الكريم الهفل: “ما يُمارسه (هفل الهفل) هو إساءة لهذه المشيخة ذات الإرث الكبير والتي تلقى احتراماً وتقديراً بين قبائل المنطقة”.
وسُجّلت ليل أمس استهدافات عدة طالت مقار ونقاط لـ”قسد” وحركة عناصرها وآلياتهم، إذ ذكرت مصادر محليّة أن عربة عسكرية من نوع “همر” لـ”قسد” جرى تفجيرها بعبوة ناسفة من قبل مقاتلي العشائر على إحدى طرق بلدة “الجرذي الشرقي” وسط معلومات عن مقتل كامل طاقمها، كما جرى ضرب حاجز لها عند دوار بلدة “الحصان” بالريف الشمالي الغربي، أعقبه إعلان حظر للتجول في الريف المذكور.
كما شهدت بلدات “غرانيج وأبو حمام والكشكية والحصين” اشتباكات متفرقة بين “قسد” وقوات العشائر، وسط فرض حالة حظر تجول فيها.
وفي أيلول الفائت، نقلت قناة “العربية” عن مصادر عسكرية أمريكية تأكيدها أنه “في الوقت الذي يعرب فيه مسؤولين عسكريين أمريكيين عن قلقهم من تصرفات قسد إزاء المدنيين، يوقنون بأنه لا بدائل لديهم في المنطقة، وأن التحالف مع قسد كان ناجحاً، ولا يزال جوهرياً”.
عثمان الخلف- دير الزور