خاص || أثر برس “صبايا بدي دكتور تجميل شاطر أعمل أنفي بمين بتنصحوني؟”، “حابة أعمل نحت جسم، حدا بيعرف دكتور شاطر ومو غالي؟”، أسئلة لم تعد غريبة على صفحات التواصل الاجتماعي، وضمن جلسات النساء والرجال أيضاً، مع الإقبال “الكبير” على عمليات التجميل، كما يصفه أصحاب المهنة، والرغبة الشديدة لدى الكثيرين بتصحيح عيوبهم كما يروها.
وقال اختصاصي الجراحة التجميلية وأمين سر الرابطة السورية لأطباء الجراحة التجميلية والترميمية الدكتور رزق الفروح، لموقع “أثر”: “إن عمليات التجميل في الآونة الأخيرة شهدت إقبالاً كبيراً من الشباب والفتيات على حد سواء، فربما لم تعد مساحيق التجميل كافية لتلبية الرغبة في إظهار الجمال أو تغطية العيوب”.
وأضاف: “بات كثيرون يلجؤون إلى الحقن والشد وتجميل الأنف دون مراعاة الآثار الجانبية الكارثية أحياناً إن تمت بيد غير خبيرة في مراكز التجميل غير المرخصة من وزارة الصحة والتي انتشرت بكثرة أيضاً وبحاجة إلى رقابة صارمة”، مؤكداً أن الرابطة رفعت أكثر من كتاب إلى وزارة الصحة حول ذلك.
وحذّر د.الفروح من انتشار ما يسمى دورات تدريبية مأجورة بمبالغ كبيرة مدتها عدة ساعات أو أيام وتعطي شهادة في حقن الفيلر والبوتوكس وغيرها، متابعاً بالقول: “هذه دورات غير مغطاة من وزارة الصحة وخطيرة على المجتمع، فطبيب الاختصاص يدرس الجراحة التجميلية 6 سنوات ليحصل على إجازة أكاديمية مرخصة من الوزارة لممارستها وليس بإمكان شخص اتبع دورة مدتها ساعات أن يصبح مخولاً بإجراء هذه العمليات بعد الحصول على شهادة تدريب تعلق بصدر مكان عمله ويستغلها المتدرب ليمارس عمليات التجميل”.
واعتبر د.الفروح أن لوسائل التواصل الاجتماعي دوراً فيما يمكن تسميته هوس عمليات التجميل لدى الشباب ولمختلف مناطق الجسم عبر الترويج لمراكز تجميل غير مرخصة تقدم عروضاً جاذبة كابتسامة هوليوود وعين القطة وغيرها، موضحاً أن الهدف الحقيقي من عمليات التجميل هو إصلاح العيوب والتشوهات الخلقية الولادية أو الناجمة عن الحوادث.
وأشار د.فروح إلى أن عدداً من الأطباء من مختلف الاختصاصات توجهوا إلى عمليات التجميل الأمر الذي يعني/تعويم اختصاص الجراحة التجميلية/ وابتعاد باقي الاختصاصات عن مجالها العلاجي الحقيقي، حيث بيّن أن عدد أطباء اختصاصي الجراحة التجميلية لا يتجاوز 250 طبيب وطبيبة.
من جانبه، اختصاصي الأمراض الجلدية والتجميل وزراعة الشعر الدكتور مهيار متوج، أوضح لـ “أثر” أن الطلب على إجراء التجميل من حقن البوتوكس والفيلر وزراعة الشعر زاد في الآونة الأخيرة خاصة من قبل الذكور ليشكّلوا نسبة الربع تقريباً أي 25%، مبيناً أن الطلب على إجراءات التجميل من مختلف الأعمار، حيث يراجع العيادة أشخاص فوق السبعين عاماً ويُنصح أن لا يتم أي إجراء قبل سن البلوغ أو حتى 18 عاماً.
وبيّن الدكتور متوج أنه لا يوجد أي مانع لأي إجراء تجميلي، وأن المواد المستخدمة صحية وآمنة ولكن وجود حالة صحية أو مرض مزمن كالأمراض الوعائية والعصبية مثلاً لدى الشخص يمكن أن يحول دون ذلك، ومن واجب الطبيب تقديم النصيحة للمرضى بذلك.
ويرى الدكتور متوج أن أغلب المراجعين من الإناث يطلبن إجراءً تجميلياً يتطلب تغييراً في الشكل أحياناً بينما المراجعين من الذكور يطلبون إجراءً تصحيحاً لعيب معين أكثر من التجـميل ومعظمهم يطلبون زراعة شعر الرأس.
واعتبر الدكتور متوج أن التكلفة المالية لإجراءات التـجميل ليست بالعالية محلياً مقارنة بالدول الأخرى فهي تحتاج إلى مواد وفريق طبي ووقت وجهد يتجاوز الست ساعات أحياناً بالإجراء الواحد وقد يحتاج أحياناً إلى أكثر من مرحلة.
وأشار د.متوج إلى أن عدد ممارسي التجـميل زاد بشكل كبير وبعضهم من غير الاختصاصيين ويقدمون إجراءات غير علمية وأن وزارة الصحة ونقابة الأطباء هي المعنية بمراقبة ذلك.
ولفت متوج في حديث لـ “أثر” إلى أن عدداً كبيراً يراجع عيادته بعد أن قام بإجراء تجميل الحقن أو غيره في مراكز غير مختصة علمياً وأكاديمياً ولم تكن النتيجة غير مرضية، الأمر الذي يجعل الطبيب المختص لا يعرف ما هي المواد المستخدمة وهو شخصياً يرفض متابعة هذا النوع من المراجعين، مشيراً إلى أن طلب التحسين في الشكل ليصبح أفضل أمر عادي ويسهم براحة نفسية ورضا عن الذات بينما توجد حالات لدى بعض الشباب منها التوجه إلى طلب تجميل بحيث يصبح الشكل خارج عن المتعارف عليه وذلك حرية شخصية لا يوجد أي مانع طبي من إجراء تغيير بالشكل طالما المواد المستخدمة آمنة وبيد طبيب مختص.