أثر برس

“رمضان بات موسماً للتجارة والربح”.. قلق وخوف يراود السوريين من ارتفاع الأسعار

by Athr Press B

خاص|| أثر برس قلق وخوف من ارتفاع أسعار السلع الغذائية يراود قلوب السوريين وهم يستعدون لاستقبال شهر رمضان المبارك حتى بات الحديث عن توقعات الأسعار من أولويات نقاشهم في جلسات العائلة والعمل والجوار.

يتساءل بحسرة العم أبو حمزة: “هل سيصل سعر كيلو التمر من نوع الوسط إلى 50 ألف”، مضيفاً لـ “أثر”: “سعر الكيلو حالياً للنوع الوسط من 35 إلى 40 ألف، وسعر الكيلو غرام من عدس الشوربة وصل إلى 20 ألفاً بالتأكيد سوف ترتفع أسعار كل السلع، فرمضان موسم للتجارة والربح ولا أحد يفكر بالناس الفقيرة وحتى متوسطة الحال ولا يعلمون أنه ليس الكل لديه أحد في الخارج يرسل له الحوالات ليكمل باقي مصروفه”.

وتابعت سناء: “شهر رمضان يأتي هذا العام في آذار ونيسان وهو وقت أقرب للطقس الربيعي لذلك سيكون مناسباً لسهرات ما بعد الإفطار والزيارات لكن يا حسرة كل ذلك يحتاج إلى دخل”، مضيفة: “من الصعب إعداد وجبة مناسبة فأقل طبخة تصل تكلفتها إلى أكثر من 100 ألف ليرة سورية وارتفاع الأسعار بشهر رمضان بات طقساً مؤكداً كما في كل عام”.

أما وداد، تتوقع حال ربات البيوت في رمضان، قائلة لـ “أثر”: “والله الوضع صعب على الجميع كيف يمكن تحقيق معادلة الاقتصاد المنزلي وتلبية أساسيات الحياة، في سوريا معادلة مستحيلة الحل لأن الأساسيات غير متوفرة غلاء في السلع وقلة في الغاز والكهرباء، لماذا لا تُطبق عبارة رمضان كريم بشكل عملي من قبل التاجر، ناهيك عن ارتفاع آجار البيوت وغير ذلك، لذلك من الآن نفكر كيف ندبر مصروف رمضان والعيد”.

وتعتبر أم سعيد نفسها أفضل من الكثير من الأشخاص، قائلة: “الله يعين الناس أنا ابني في الإمارات وأرسل لي هذا الشهر مبلغ إضافي على المصروف لأشتري منذ الآن مؤنة لرمضان قبل غلاء الأسعار”، مؤكدة أن الأسعار تحلق عالياً ولا ضمير أو صيام يمكن أن يُخفضها والحجّة ارتفاع التكاليف.

تبتسم الشابة نجوى وتقول: “رمضان شهر الصيام وفي سوريا سيكون صيام حقيقي فلم يعد مستغرباً أن تقتصر وجبة الإفطار عند المغرب على صنف طعام بسيط تضاف إليه شوربة أو سلطة أو أي صنف مقبلات دون أن يجتمعوا كما اعتدنا في كل رمضان وللصائم أن يشتهي ويختار”، متابعة: “والدتي تحدثنا عن طقوس رمضان القديمة في إعداد موائد الإفطار وتبادل أطباق الطعام بين الجيران التي تسمى السكبة، وعن دعوات الإفطار بين الأصدقاء والأهل وأول يوم يكون الإفطار في بيت كبير العائلة جد أو عم أو خال، لكن منذ عدة أعوام بات من الصعب تحقيق ذلك فأقل دعوة تكلف مليون ليرة “.

“بالورقة والقلم” يقول مروان الرجل الخمسيني لـ”أثر”: “أبسط سلعة غذائية يرتفع سعرها مرة أو مرتين بالشهر مثلاً كيلو البندورة الآن بـ 10 آلاف ليرة سورية وسيصل نهاية شهر رمضان إلى 15 ألف ومثلها الكثير من الخضار يعني أقل صحن فتوش بـ 70 ألف، أما الفول الذي اعتادت العائلات الشامية وجوده على مائدة إفطار رمضان ضمن قائمة المقبلات إذا كان على أصوله بالزيت والطحينة يصل إلى 30 أو 50 ألف لأسرة مكونة من 4 إلى 5 أشخاص”، ويختم حديثه مبتسماً: “الله يعين الذي يأتيه ضيوف ففول وفتوش إنخرب البيت وراح الراتب”.

“كيلو الرز مستقر بين 12 ألف و15 ألف مثلاً هذا صنف وغيره الكثير”، تقول إحدى الموظفات التي رفضت ذكر اسمها مكتفية بأم خليل، وتتابع: “لا تنسوا أن اللحوم بمختلف أنواعها باتت في الأحلام فسعر الكيلو غرام حالياً نحو 200 ألف ليرة سورية”، داعية أن تستقر الأسعار في رمضان فالغلاء وصل “حد لا يصدق” بحسب تعبيرها.

بينما أضافت زميلة أم خليل، الموظفة مروة: “حتى لو كان لدينا بعض المال من الصعب شراء كميات كبيرة من الخضار أو البيض أو اللحوم لعدم توفر الكهرباء وأجواء رمضان تقارب إلى الربيع والصيف نوعاً ما لذلك يجب أن توضع بالثلاجة لذلك نشتري وفق حاجة الاستهلاك اليومي والله يعينا على ارتفاع الأسعار كل يوم”.

من جانيه، أبو يونس (أحد أصحاب محلات السمانة بمنطقة المزة) يقول لـ “أثر”: “من الطبيعي أن ترتفع الأسعار في رمضان كما في كل مناسبة أو موسم فكيف الحال إذا كان في سوريا السوق يشهد عدم استقرار فسعر المحروقات يرتفع والمواد الأولية للتصنيع فالتاجر يشتري من المنتج بسعر عالي ويضطر للبيع بسعر يحقق فيه ربح يلبي التزامته لأجرة المحل والعمال وحاجة أسرته”.

العم منير صاحب إحدى البقاليات بيّن أنه في رمضان لن يبيع بالدّين كما اعتاد، مضيفاً لـ “أثر”: “أبيع بالدين لمن لا يستطيع الدفع ومعظم زبائني موظفون وعمال بسيطو الحال يصل حساب بعضهم إلى المليون ليرة بين أسعار زيت ومنظفات وتوابل ورز وعدس وجبنة وغيرها يتم تسديدها دفعات وأحياناً مربحي يكون بسيط لكن أعزي نفسي بأن الطمع حرام وأني أصنع خير خاصة بالظروف الصعبة لكن برمضان من الصعب البيع بالدين، فحجم الاستهلاك أكبر والأسعار سوف ترتفع باليوم، كل المواد أصبح لها سوق يشبه البورصة ومع ذلك رمضان كريم لن نقصر إن شاء الله مع المحتاجين”.

 

اقرأ أيضاً