على الرغم من أن الحضور الإيراني في ملف التقارب السوري- التركي ليس جديداً، لاقى الإعلان الروسي عن انضمام إيران إلى المحادثات التركية- السورية بوصفه وسيطاً إلى جانب روسيا، اهتماماً في الأوساط السياسية التحليلية، خصوصاً أنه تزامن مع تخييم الهدوء على المحادثات السورية- التركية.
تشير التقديرات إلى أن قرار انضمام إيران إلى هذه المحادثات جاء بطلب من سوريا، وفي هذا الصدد أكد المحلل السياسي المختص بالشأن التركي حسني محلي، في مقال له نشره موقع قناة “الميادين” أنه “من الواضح أن دخول إيران على الخط قد جاء بطلب من دمشق التي أرادت بذلك أن توازن بالدور الإيراني المعلومات التي تتحدث باستمرار عن مصالح شخصية ورسمية مشتركة ومتشابكة بين الرئيسين بوتين وتردوغان، وهو ما كان سبباً كافياً بالنسبة إلى موسكو لئلا تضغط على أنقرة في موضوع إدلب والشمال السوري عموماً، ولكنها نجحت في إقناع أنقرة بطلب المصالحة مع دمشق”، مشيراً إلى أن الترحيب التركي بانضمام إيران إلى مسار التقارب السوري- التركي يأتي في الوقت الذي تتآمر فيه “تل أبيب” وواشنطن ودول غربية وأخرى حليفة لها في مواجهة إيران، التي تعرضت لهجوم بمسيّرات مجهولة استهدفت مجمعاً عسكرياً في مدينة أصفهان.
وكذلك لفتت صحيفة “الشرق الأوسط” إلى أن هذا القرار بقناعة كل من روسيا وتركيا وسوريا، مشيرة إلى أنه “يبدو أن أنقرة وموسكو أصبحتا مقتنعتان بضرورة مشاركة إيران في مسار التطبيع بين تركيا وسوريا، بعدما تصاعد الحديث مؤخراً عن تأنٍّ في خطوات التطبيع”، لافتة إلى تصريحات الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، أمس الأربعاء وشدد فيها على ضرورة استمرار اللقاءات بين بلاده وروسيا وسوريا، مع إمكانية انضمام إيران، للوصول إلى تحقيق الاستقرار في شمالي سوريا، مؤكدة أن تصريح أردوغان، جاء قبل زيارة محتملة للرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إلى أنقرة، جرى تأجيلها، الشهر الماضي، بسبب أجندة الرئيس الإيراني المزدحمة.
بينما قال المحلل السياسي التركي فراس رضوان أوغلو، في حديث نقله موقع “العربي الجديد”: “ليس من العقلانية السياسية تجاوز إيران في سوريا”، معتبراً أن “دخول إيران على خط التقرب التركي مع سوريا يشكل ضغطاً أكبر على الولايات المتحدة”، مضيفاً أن “تعاون إيران مع تركيا في الملف السوري ينسحب إلى ملفات أخرى، وفق مبدأ تبادل المصالح”.
يشار إلى أنه بعد إعلان انضمام إيران إلى المحادثات السورية- التركية، أعلن أردوغان أن بلاده ستُطلع إيران على نتائج الاجتماعات السورية- التركية مؤكداً أنه “ستتبلور هذه العملية بحسب مواقف الأطراف” وذلك بعدما دعا إلى ضرورة عقد اجتماع سوري- تركي- إيراني- روسي، لبحث ملف الشمال السوري بالتحديد.
يذكر أن ملف التقارب السوري- التركي تم إعلانه في البداية من قبل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، بعد الزيارة التي أجراها في تموز 2022 إلى كل من دمشق وأنقرة.