أثر برس

روسيا تعلّق عمل آلية منع التصادم مع “إسرائيل” في سوريا

by Athr Press A

جاء العدوان الذي نفّذه الكيان الإسرائيلي في محيط العاصمة دمشق، ليلة أمس الأحد، للمرة الأولى بعد عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وسط أنباء تفيد بتوقف العمل لما يسمّى “الخط الأحمر” بين موسكو و”تل أبيب” الخاص بمنع التصادم بين الطرفين في سوريا.

وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أفادت بأن “وزير دفاع الكيان الإسرائيلي يوآف غالانت أجرى مؤخراً تقييماً مع قادة الجيش، للأوضاع في سوريا بعد الخطوات العربية”، موضحةً أن التقدير الإسرائيلي يشير إلى أن استعادة سوريا لموقعها العربي “تطور سيئ على المديين القصير والمتوسط؛ لأنها تجعل أي عدوان إسرائيلي أقل شرعية”.

وأكدت الصحيفة، أنّ “إسرائيل بعثت رسائل واضحة إلى المجتمع الدولي مفادها أن التطبيع العربي مع سوريا لن يمنعها من مواصلة الهجوم على الأراضي السورية، ولن يؤثر في التصرفات الإسرائيلية”.

وقبل يومين من العدوان الإسرائيلي الأخير، نقلت “الجريدة” الكويتية عن مصدر دبلوماسي غربي كبير، قوله: إنّ “روسيا علّقت العمل بما يسمى “الخط الأحمر” مع “إسرائيل”، مضيفاً: إنّ “إسرائيل فشلت أخيراً في الاتصال بـ”الخط الأحمر”، وبعد محاولات عدّة فاشلة، طلبت توضيحاً من السفير الروسي لديها أناتولي فيكتوروف، الذي أبلغها أن الخط معطل لأسباب تقنية”، مشيراً إلى أنه “على الرغم من تطمينات السفير الروسي الضمنية، بأنه لا قرار سياسياً أو أمنيًا وراء إغلاق الخط، فإن الاتصال بين الجانبين مقطوع منذ أكثر من ثلاثة أسابيع”.

الدبلوماسي الغربي كشف أن “إسرائيل اضطرت لشن ضربتين داخل الأراضي السورية من دون الرجوع إلى موسكو لإبلاغها كما كان يجري في السنوات الماضية، إذ كانت “تل أبيب” تبلغ الجيش الروسي بمواقع ضرباتها في سوريا قبل دقائق عدّة بما يسمح لموسكو بالتحرّك ولا يؤثر في فعالية الهجمات”.

ومنذ الحرب في أوكرانيا، ازدادت الخلافات بين موسكو و”تل أبيب” على خلفية دعم الأخيرة لأوكرانيا وإمدادها بالسلاح، بالإضافة إلى وقوفها لجانب المعسكر الغربي بقيادة واشنطن ضد موسكو، وفي هذا السياق لفت الدبلوماسي الغربي إلى أنّ “الجهات الإسرائيلية بدأت تأخذ بالحسبان إمكانية أن يكون هناك رد روسي على هجماتها في سوريا، أو حتى تعرّض الطائرات الإسرائيلية المقاتلة لاستهداف روسي وهي في الأجواء”، مشيراً إلى أنّ “جيش الكيان الإسرائيلي غيّر بروتوكول الهجمات، وأصبح يتجنب القصف المباشر فوق الأراضي السورية ويقوم بالقصف من جهة البحر أو من “الجولان” السوري المحتل، كما بدأ الطياريون الإسرائيليون اعتماد أساليب مراوغة، عبر إطلاق صواريخ وهمية لاستثارة المضادات الجوية السورية ومن ثم تنفيذ الهجوم”.

وخط منع التصادم بين موسكو و”تل أبيب”، اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على فتحه عام 2015 لتفادي وقوع أي حوادث بين الطرفين في سوريا، وتجنب إصابة أي قوات أو معدات روسية، ويربط قاعدة “حميميم” العسكرية الروسية شمال غرب سوريا، مع قيادة أركان جيش الكيان الإسرائيلي.

وشهد العام 2018 إسقاط طائرة شحن روسية فوق البحر الأبيض المتوسط جرّاء إصابتها بصواريخ الدفاعات الجوية السورية التي كانت تتصدى للصواريخ الإسرائيلية، وحمّلت موسكو “تل أبيب” المسؤولية عن إسقاط الطائرة؛ لكن الطرفين تمكّنا من إنهاء التوتر بينهما وعادا إلى تفعيل آلية منع التصادم المُتفق عليها بينهما.

وشنّ الكيان الإسرائيلي عدوانه الثاني في أيّار الجاري، ليلة أمس، مستهدفاً مواقع في ريف دمشق.

وأفادت مصادر “أثر”، بأن الدفاعات الجوية السورية تصدت للصواريخ الإسرائيلية في محيط قطنا في ريف دمشق الغربي، وفي محيط منطقة الكسوة في ريف دمشق الجنوب الغربي، على حين استهدف صاروخ إسرائيلي مبنىً مهجوراً في منطقة عقربا الواقعة في غوطة دمشق الغربية، بينما أصاب صاروخ آخر مستودعاً طبياً في محيط مطار دمشق.

وكانت الدفاع السورية، أكدت في بيان لها، أنه “في نحو الساعة 23:45 من مساء 28 أيار 2023، نفّذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً بعض النقاط في محيط دمشق، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها، واقتصرت الخسائر على الماديات”.

أثر برس

اقرأ أيضاً