خاص || أثر برس معاناة يومية ومستمرة في نقص وشح المياه، يعيشها سكان معظم المناطق بمحافظة ريف دمشق، حيث اشتكى لـ “أثر” أهالي حي الدقاق في كفربطنا، وسكان من مدينة حرستا، البيطارية، أشرفية صحنايا، الرحيبة، رأس النبع والمساكن العسكرية بمدينة قطنا وسعسع.. من عدم وصول المياه إلى الأحياء، مع وجود تعديات على الشبكة وعدم وجود تسلسل دور واضح للمياه.
رد على الشكاوى:
– كفربطنا:
وهنا أوضح عضو المكتب التنفيذي لقطاع المياه والصرف الصحي والكهرباء في محافظة ريف دمشق خليل داود لـ “أثر” أنه تم التعاقد مع إحدى الجهات المانحة لتجهيز بئر حي الدقاق في كفربطنا بمنظومة طاقة شمسية لتحسين الواقع المائي، مبيناً أن بئر الإرشادية في البلدة يزوّد ثلاث مناطق منها (حي الدقاق)، والبئر يعمل فقط على التيار الكهربائي، وساعات التقنين الكهربائي الطويلة تؤثر بشكل سلبي على كميات الإنتاج والتزويد، كما يتم العمل على وصل البئر بمجموعة توليد ليتم استثماره وتشغيله لساعات إضافية وفق كميات المازوت الواردة والمخصصة.
– حرستا:
وبحسب داود، تم أيضاً التواصل مع الجهات المانحة للمساعدة في تجهيز عدد من آبار المياه في حرستا بعد معاناة الأهالي من انقطاع المياه بشكل مستمر، لافتاً في حديثه مع “أثر” إلى أن أغلب الآبار العاملة في حرستا تعمل على التيار الكهربائي وغير معفاة من التقنين، وهذا يؤثر سلباً على كميات المياه المنتجة.
فيما نوه بأن انخفاض كميات المياه الواصلة من مدينة دمشق بسبب انخفاض المناسيب، وتراجع الغزارة في مثل هذا التوقيت من كل عام يساهم بالانقطاعات المتكررة، علماً أن كمية المياه الواردة من دمشق تتراوح بين 3500م إلى 4300م / اليوم، ناهيك عن الأضرار الكبيرة التي تعرضت لها الشبكة خلال الأزمة والتي يتم معالجتها تباعاً، وحالياً يتم التعويض أحياناً عبر تشغيل بعض الآبار بواسطة مجموعات التوليد حسب كميات المازوت المخصصة والموزعة على آبار المؤسسة العامة لمياه الشرب، فيما تم مؤخراً الانتهاء من أعمال صيانة الشبكة المغذية لعدة حارات (كماشة، بيت مصلح، السيل)، مع العمل على تجهيز (بئر) كماشة وتنزيل مضخة ليتم استثماره، إضافة إلى ذلك يتم تنفيذ منظومة طاقة شمسية لبئر صمصم بمساعدة منظمة أوكسفام والعمل بمراحله الأخيرة، علاوة على ذلك أكد داود لـ “أثر” أنه تم الاتفاق مع شركة كهرباء ريف دمشق لتزويد آبار مشروع الوحدة بخط معفى من التقنين الكهربائي كونها تضخ للخزان العالي، وسيتم البدء عند توفر الاعتمادات اللازمة في المؤسسة.
– البيطارية:
أما في البيطارية، بين عضو المكتب التنفيذي أنه تم تنظيم ضبوط بحق المتعدين على شبكة المياه، مع العمل على إزالة التعديات على الخطوط خارج البلدة، ويتم حالياً قمع التعديات على خطوط الشبكة داخل البلدة، ناهيك عن توجيه إنذارات إلى 59 مخالف في البلدة، كما يجري العمل على وضع الآبار التي يتم تجهيزها في الخدمة بأقرب وقت ممكن، فيما نظمت الضابطة العدلية في المؤسسة 16 ضبطاً عدلياً، للمخالفين الذين لم يستجيبوا للإنذارات الموجهة إليهم.
– الرحيبة:
وفي حديثه مع “أثر” أشار داود إلى تأخر الدور المعتمد والمعلن عنه في تزويد مدينة الرحيبة بالمياه، إذ كان كل 14 يوماً، وأصبح كل 22 يوماً، ونتج ذلك عن تعرض ثلاث مضخات للعطل ما أدى لعدم انتظام الدور، ويتم حالياً إجراء الصيانة اللازمة، علماً بأنه يوجد لدى وحدة مياه الرحيبة صهريج حجم كبير وجرارين يقومان بالعمل على مدار الساعة لتأمين المياه الصالحة للشرب للذين لا تصلهم المياه في أدوارهم المحددة.
– قطنا:
فيما يعود انقطاع المياه في رأس النبع بمنطقة قطنا المساكن العسكرية كما ذكر داود لـ “أثر” إلى انخفاض منسوب نبع الباردة – عرنة وانخفاض غزارته، إذ إن المنطقة المذكورة تقع نهاية الحلقة الثانية بحي الباسل الذي يقع ضمن الشريحة المرتفعة في مدينة قطنا، لذا تتأثر بانخفاض الضاغط، حيث يتم تغذيتها من خط 63 مم مأخوذ من خط عرنة والذي تم تنفيذه بداية العام الحالي لتحسين الوضع المائي فيها بسبب عدم وصول الماء بشكل جيد من خط إمبيا، وذلك أيام الاثنين والخميس من كل أسبوع، علماً بأن المؤسسة قامت مؤخراً بتركيب خزاني أوكسفام سعة كل منها 75 م3 بجانب خزان إمبيا 100م وذلك لزيادة السعة التخزينية، منوهاً بأن المؤسسة تقوم بتزويد مشروع إمبيا بكمية المحروقات اللازمة حسب توفر الامكانية لتشغيل مجموعة التوليد مع الإشارة إلى أن المشروع مزود بمنظومة طاقة شمسية تعمل لمدة سبع ساعات على الأقل يومياً وقد تأثرت مؤخراً بسبب قلة السطوع الشمسي في الأيام الأخيرة، وسيتم تعويض ذلك بزيادة ساعات تشغيل حسب الإمكانية.
– سعسع:
وعن واقع المياه في سعسع أوضح أن عدد الآبار العاملة تصل إلى 7 بغزارة 15م3 / سا لكل بئر، لكن التقنين لمدة ساعة أو ساعتين وصل، مقابل 22 ساعة قطع، أثر سلباً على كمية المياه المنتجة، فيتم تشغيل مجموعات التوليد لتخفيف الضغط الكهربائي، وذلك حسب كميات الوقود المتوفرة والمخصصة للمؤسسة، وقد تم العمل مع المجتمع المحلي والجهات المانحة بتركيب منظومات الطاقة الشمسية للآبار في سعسع.
– أشرفية صحنايا:
بالنسبة لوضع المياه في أشرفية صحنايا، فقد تم اتخاذ جملة من التدابير لتحسين الواقع، مؤكداً أن البلدة تتغذى عن طريق العقدة الثامنة 7 ضخات أسبوعية، إضافة إلى مشروع الريمة، مع وجود 21 بئراً عاملاً في أشرفية صحنايا بغزارة وسطية حوالي 7-10 م3/سا، وقامت المؤسسة بإعادة صيانة خط600 ملم في موقع عقدة المواساة ووضعه بالخدمة، إلا أن انخفاض كميات المياه الواصلة من مدينة دمشق بسبب انخفاض المناسيب وتراجع الغزارة، وتوحيد مخارج الكهرباء في جميع أنحاء البلدة، أدى إلى حصول نقص في الإنتاج المائي والضاغط، بالإضافة إلى عدم توفر الكهرباء الذي يعرقل الاستفادة وسحب المياه إلى الخزانات المنزلية، وسيتم البدء بتنفيذ أعمال توصيل خزان المصطبة 10 آلاف م ووضعه بالاستثمار خلال عام 2024 لصالح مناطق: (أشرفية صحنايا وصحنايا والكسوة وضاحية 8 آذار).
– النشابية:
إحدى الشكاوى الواردة كانت من منطقة النشابية، ويقول عدد من الأهالي إن منطقتهم تتميز بكثرة الآبار الموجودة فيها، وعلى الرغم من ذلك تعاني من قلة المياه في فصل الشتاء ما دفع الكثير منهم للاعتماد على الصهاريج المتنقلة والتي تعد أسعارها تفوق قدرتهم.
“لا مياه ولا كهرباء” بهذه الجملة بدأ العم “أبو حيدر” أحد المشتكيين حديثه لـ”أثر” موضحاً أن “واقع المياه في منطقتي حزرما والنشابية سيئ جداً نظراً لارتباطه بفترات وصل التيار الكهربائي، وبالتالي لا تستطيع الآبار ضخ المياه بشكل كبير لجميع الأهالي”، مضيفاً أن “منطقة حزرما تحتوي على بئرين إحداهما تعرض غطاسه لتلف وتم سحبه من قبل وحدة المياه في المنطقة منذ ثلاثة أشهر ولم يتم إصلاحه حتى الآن، ما جعل مصير المياه مرتبط بضخ بئر واحدة في ساعة الوصل الواحدة لتيار الكهربائي في اليوم”.
وتابع أن أهل المنطقة أخبروا وحدة المياه بحاجتهم إلى الغطاس وعلى الرغم من ذلك لم تتم إعادته، مشيراً إلى أن عدد سكان المنطقة أكثر من 7 آلاف نسمة، والمياه لا تغذي النصف منهم، والكثيرين يلجؤون إلى التعبئة المياه من الصهاريج المتنقلة.
من جهته، أكد رئيس بلدية النشابية حسين مبارك لـ”أثر” أن التيار الكهربائي هو السبب الرئيسي لعدم وصول المياه إلى الأهالي حيث تعتمد البلدة بالكامل على الآبار الارتوازية وبالتالي ساعة وصل كهرباء يومياً لا تكفي لضخها إلى جميع المنازل، منوهاً إلى أن “ساعات وصل التيار الكهربائي غير محددة ومواعيدها غير ثابتة”.
وتابع أن منطقة النشابية تتألف من ثلاثة أحياء كبيرة (التل، حزرما، النشابية) ويعتبر كل حي من الأحياء بلدة بالكامل نسبةً لعدد السكان القاطنين فيه.
يشار إلى أن مؤسسة مياه دمشق وريفها أوضحت مسبقاً لـ”أثر” أن أساس مشاكل المياه في ريف دمشق وأهمها أن تشغيل محطات الضخ و الآبار الإنتاجية في دمشق وريفها يتطلب توفر حوامل الطاقة، ونظراً للظروف الراهنة التي تمر بها سوريا في ظل العقوبات الاقتصادية فهناك معاناة بسبب نقص هذه الحوامل، لذا تلجأ المؤسسة لتشغيل مصادرها المائية عبر التنسيق مع الجهات المانحة لتجهيز آبار مع منظومات طاقة شمسية في (حرستا – عين ترما – مسرابا – عربين – النشابية – حرستا الجبل).
لينا شلهوب – ولاء سبع – ريف دمشق