خاص|| أثر برس لم يكد يتناهى قرار وزارة الاقتصاد القاضي بالسماح بتصدير زيت الزيتون إلى أسماع الأهالي حتى ضربوا الكف بالكف، ورفعوا العشرة أمام إمكانية تأمين مؤونتهم من الزيت الذي بات ضرباً من المستحيل لأصحاب الدخل المحدود، فمنذ بداية الموسم الخجول وقبل صدور قرار السماح بالتصدير كان البيدون سعة 16 كيلو يباع بـ 1.2 مليون ل.س، متسائلين كم سيرتفع السعر بعد صدور القرار، خاصة بعد هجمة التجار على شراء الزيت لتصديره؟
استغرب عدد كبير من الأهالي بحديثهم مع “أثر” من هذا القرار ومن توقيت صدوره الذي جاء في “عز” الموسم، ليقضي على أي أمل لدى الكثير من عامة الشعب بأن تنخفض أسعار الزيت قليلاً ليصبح بالإمكان كمات تغطي الحاجة، بوصفه مادة أساسية للأسرة بشكل عام.
ورأى الأهالي أن المستفيد من تصدير زيت الزيتون هو التاجر الوسيط الذي يملك المال كما يملك رخصة الاستيراد والتصدير، حيث يشتري الزيت ويخزنه، لبيعه بأسعار مرتفعة في الأسواق المحلية مستفيداً من صدى قرار فتح التصدير الذي يوحي مباشرة برفع الأسعار.
وأشار الأهالي إلى تغيّر العادات الشرائية لزيت الزيتون بالنسبة للكثير من العائلات خلال السنوات الأخيرة، فمن كان سابقاً يشتري بيدون وأكثر، بات اليوم يشتري بالكيلو والليتر وحتى بمبلغ 5000-10000 ل.س، لعدم إمكانية شراء بيدون بات ثمنه يحتاج إلى قرض أو جمعية.
من جهتهم، رأى مزارعون أن القرار لن يغيّر في أسعار زيت الزيتون، على الأقل بالنسبة للمزارعين الذين بينهم عدد لا بأس به بالكاد استطاع تأمين مؤنة منزله من الزيتون والزيت، بسبب قلة الإنتاج للموسم الحالي.
وأشار المزارعون إلى ارتفاع مستلزمات الإنتاج التي أدت إلى رفع سعر زيت الزيتـون، مدللين بأجور العمال، المعاصر، النقل، سداد ديون الضمان.
بدوره، أكد رئيس اتحاد فلاحي طرطوس فؤاد علوش لـ”أثر” أن صدور قرار السماح بتصدير زيت الزيتون لن يؤثر في أسعار الزيـت محلياً، لأن سعره يضاهي الأسواق الخارجية ولذلك فإنه لن يشهد ارتفاعاً.
وأشار علوش إلى أن بيدون زيت الزيتون سعة 16 كيلو غرام يباع حالياً بين 1.200000- 1.250000 ل.س، وهذا السعر باهظ بالنسبة لأصحاب الدخل المحدود.
وكانت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية أصدرت قراراً يسمح للشركات والمعامل المرخص لها بفلترة وتعبئة زيت الزيتون بتصدير كمية 10 آلاف طن.
وكانت مديرة مكتب الزيتـون في وزارة الزراعة عبير جوهر بينت لـ”أثر” أن التقديرات الأولية لإنتاج الزيتـون في سوريا هي 740280 طن، أي بزيادة قدرها 6 % عن الموسم الفائت، يخصص منها نحو 148055 طناً لتصنيع زيتون المائدة والجزء الأكبر نحو 592224 طناً يوجه للعصر وإنتاج زيـت الزيتـون، الذي يتوقع أن ينتج عنه نحو 94754 طن زيـت زيتـون.
صفاء علي – طرطوس