أثر برس

ساحة استعراض عسكري لروسيا وورقة ضغط بيد الغرب.. مهمة سوريا في حرب أوكرانيا

by Athr Press Z

في ظل استمرار الحرب الأوكرانية والتقدم الروسي، تهتم التحليلات ببحث خلفيات ومرتكزات وتبعات هذه الحرب، حيث أجمع العديد منهم على أن روسيا وقبل إطلاقها لهذه العملية، اعتمدت على العديد من المرتكزات السياسية والعسكرية التي خلقتها منذ عام 2015 في سوريا.

في هذا الصدد نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية مقالاً قالت فيه:

“بالنسبة لبوتين أصبحت سوريا نقطة التقاء لسلسلة من المصالح الروسية، ومكاناً يمكنه فيه اختبار أسلحة جديدة، واتخاذ موطئ قدم في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​، ورعاية الوكلاء، وصقل حيل التضليل، والأهم من ذلك، تجربة يده في الدبلوماسية العالمية في ساحة ضل فيها الغرب طريقه.. طوال الوقت، كان بوتين يدعم الرئيس الأسد ويفعل كل ما في وسعه لإعادة تأهيله على الساحة العالمية وبناء رواية مفادها أنه وحده كان الزعيم العالمي القادر على التقاط الأشياء”.

وفي “تايمز أوف إسرائيل” العبرية جاء:

“يقول مراقبون إن التدخل الروسي العسكري في سوريا منح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين موطئ قدم متجدد في الشرق الأوسط حيث يمكنه من خلاله تأكيد القوة الروسية على الصعيد العالمي، ومهد الطريق لهجومه على أوكرانيا” مضيفة أن “قرار موسكو عام 2015 بالانضمام إلى الحرب في سوريا كان أول عمل عسكري لها خارج الاتحاد السوفيتي السابق منذ انهيار الاتحاد، وأصبحت الدولة السورية ساحة اختبار للأسلحة والتكتيكات الروسية التي يمكنها الآن استخدامها في أوكرانيا، وأظهرت موسكو أيضاً لمسة دبلوماسية حاذقة في سوريا، وخلقت ترتيبات مع الغرب أجبرت قبولاً ضمنياً لتدخلها، وشكلت دوريات مشتركة مع تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي التي دعمت المتمردين السوريين لفرض الهدنة في بعض المناطق، كما أبرمت تفاهمات مع إسرائيل سمحت للأخيرة بتنفيذ ضربات جوية ضد أهداف في سوريا، و أقامت ما يسمى بخط عدم تضارب مع واشنطن لمنع الحوادث المؤسفة بين الطائرات الأمريكية والروسية التي تحلق في سماء سوريا”.

أما صحيفة “الشرق الأوسط” فأشارت في تقرير لها إلى الطريقة التي يستغل بها المعسكر المضاد لروسيا الملف السوري للضغط على روسيا في أوكرانيا، حيث نشرت:

“مضت واشنطن في خطتها لاستضافة مبعوثي الدول الحليفة لها في الملف السوري غداً الخميس، ما سيشكل فرصة لاختبار الحلفاء مدى انعكاس الحرب الأوكرانية والتصعيد العسكري الروسي – الغربي هناك على المسرح السوري، ولا خلاف على أن الحرب الأوكرانية، مناسبة لاختبار هذه المواقف ومدى التمسك فيها، وسط وجود رأيين: الأول، يقول بضرورة الفصل بين الملفات وعدم تداخلها، بحيث تفصل واشنطن مفاوضات الملف النووي الإيراني والوجود العسكري في سوريا عن التصعيد شرق أوروبا، وبين دعوات للتشابك بين الملفات وعدم إمكانية العزل بينها إذا طال أمد الحرب وتلمس إمكانية تبادل توجيه الضربات في سوريا لأسباب أوكرانية”.

نقلت سابقاً وكالة “نورث” المعارضة عن مصادر أمريكية لم تسمها، أن واشنطن تنوي رفع عقوباتها عن المناطق السورية الخارجة عن سيطرة الدولة، في خطوة ربطها العديد من الخبراء بالتصعيد الحاصل في أوكرانيا، الأمر الذي قد يفسّر إلى حد ما تصريح وزير الخارجية فيصل المقداد، الذي أكد خلاله على وجود تأثير كبير للحرب الأوكرانية على سوريا، منوّهاً إلى الأطراف المشتركة بين الملفين السوري والأوكراني.

 

أثر برس 

اقرأ أيضاً