أثر برس

الاشتباكات مستمرة رغم بيان “قسد”.. محاولات لإنهاء أزمة سجن الصناعة بـ “التراضي”

by Athr Press Z

 خاص|| أثر برس تواصلت الاشتباكات بين “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” وعناصر تنظيم “داعش” الذين تحصنوا في “سجن الصناعة”، والمباني المحيطة به، فيما قالت “قسد”، عبر بيان أنها سيطرت على السجن بشكل كامل بعد قتلها لـ175 عنصر من التنظيم، في وقت ألقت فيه المروحيات الأمريكية منشورات ورقية فوق حي غويران تطلب فيها من الأهالي التبليغ عن وجود عناصر التنظيم في الحي.

التهديد الأخير
استخدمت “قسد” مكبرات الصوت لمخاطبة عناصر “داعش” الذين من غير المعروف ما هو تعدادهم الأصلي، ففي حين أن معرفات التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي تقول إن عدد المهاجمين كانوا 200 عنصر مع تمكنهم من إخراج 800 عنصر من السجن، فإن “قسد” تقول إن عدد من يتحصنون في السجن هم فقط 200، في وقت تتضارب فيه الأنباء عن حجم الخسائر البشرية لكلا الطرفين.

الدبابات الأمريكية ظهرت للمرة الأولى في مدينة الحسكة من خلال تمركزها صباح اليوم عند “دوار الباسل”، بعد أن كانت مجموعة من العربات المصفحة من طراز “برادلي”، الأمريكية قد دخل خط المعركة منذ يوم أمس، ولا نية على ما يبدو لأي تقدم برّي جدي من قبل “قسد” أو القوات الأمريكية، إذ تقول مصادر خاصة بـ “أثر برس”، أن اعتماد القصف الجوي والبرّي المكثف لهدم السجن على من فيه هو السيناريو الأقرب في حال رفض عناصر التنظيم تسليم أنفسهم وفقاً لـ “الفرصة الأخيرة” التي منحتهم إياها “قسد” عبر مكبرات الصوت، ولا يبدو أن عناصر التنظيم سيقومون بتلبية هذه الدعوة.

المصادر تشير إلى أن “قسد”، لم تقم بأي محاولة اقتحام جدية للمنطقة التي يتحصن فيها “داعش” والتي لا تزيد مساحتها عن 5 – 7 كم مربع من المباني المحاصرة التي لا يمكن لعناصر التنظيم المتطرف الخروج منها إلا إذا حدث خرق متعمد من قبل “قسد”، لتسمح لعناصر التنظيم بالفرار نحو ريف الحسكة الجنوبي أو الشرقي لإنهاء الأزمة، كما تصف المصادر محاولات الاقتحام بـ “غير المنطقية”، لكون أكبر مجموعة من “قسد” حاولت الهجوم كان عددها يتراوح بين 25 – 40 عنصراً على الأكثر.
لم يكن من المنطقي انسحاب “قسد” بشكل سريع من المباني المحيطة بالسجن، كما أن حجم التعزيزات الأمنية والعسكرية التي نقلتها إلى المنطقة وتدخل القوات الأمريكية في المعركة جاء مبالغاً فيه، بهدف تهويل الهجوم بما يسمح باستمرار الحديث عن خطر تنظيم “داعش” الذي يهدد المنطقة الشرقية، وتؤكد مصادر “أثر برس” أن القوات الأمريكية و”قسد” قادرة على إنهاء الأزمة خلال ساعات من خلال توظيف التعداد الذي استقدمته بشكل فعّال في عملية اقتحام سريعة إذا ما أرادت إنهاء الأزمة دون استثمارها سياسياً.

كذب إعلامي
حاولت المحطات والصحفيين الموالين لـ “قسد” الإجابة على سؤال “من أين بدء الهجوم؟”، من خلال زعم وجود أنفاق تمتد تحت مدينة الحسكة قادمة من منطقة “رأس العين”، التي تحتلها القوات التركية، والمسألة غير منطقية لكون المسافة تزيد عن 90 كم يتخللها وجود نهر الخابور بمسار متعرج، وتقول مصادر ميدانية: “إن الهجوم بدأ من الطرف الجنوبي لمدينة الحسكة وانطلاقاً من “غابة الأسد”، القريبة من سجن الثانوية الصناعية، مع تهاون واضح من حواجز “قوات سوريا الديمقراطية”، القريبة من “دوار البانوراما”، الذي يقع على بعد 2 كم فقط من السجن”.

الصفحات الموالية لـ “قسد” ذهبت نحو اتهام النازحين المتحدرين من دير الزور وريفها بتسهيل عمل المجموعات التابعة لـ “داعش”، الأمر الذي لاقي استجابة من “قسد”، نفسها لتقوم بحملة اعتقالات بين صفوف النازحين المقيمين في أحياء “العزيزية – الصالحية”، بتهمة موالاة التنظيم والانتماء لخلايا تابعة له، في حين وردت أنباء عن قيام “قسد”، بتصفية 4 أشخاص بينهم شقيقين بحجة أنهم من خلايا تنظيم “داعش”.

إطالة المعركة تزامنت مع حديث عن احتمال تحرك عناصر تنظيم “داعش”، في أحد السجون الكبرى في منطقة الشدادي والذي يعرف لدى وسائل الإعلام الكردية باسم “سجن الكم”، في حين أن السكان المحليين يسمونه بـ “سجن الكتيبة”، وعلى هذا الأساس نقلت “قسد” والقوات الأمريكية تعزيزات ضخمة إلى محيط السجن، فيما زعمت صفحات موالية لـ “قسد” وجود عملية استعصاء في السجن على خلفية سماع السجناء بما يحدث في سجن الصناعة، إلا أن مصادر “أثر برس” تؤكد عدم تسجيل أي حدث أمني في السجن أو محيطه خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

 محمود عبد اللطيف- المنطقة الشرقية

اقرأ أيضاً