أثر برس

منخفض جديد في سوريا الإثنين القادم.. وخبير مناخ يشرح أسباب تسمية “سعودات الشتاء”

by Athr Press G

خاص|| أثر برس انتهى اليوم الخميس أول سعودات الشتاء “سعد دبح” البارد جداً هذا العام، ليبدأ مباشرة “سعد بلع”، بالتوازي مع استمرار الهطولات المطرية في معظم المحافظات السورية.

وقال أستاذ علم المناخ في جامعة اللاذقية الدكتور رياض قره فلاح لـ”أثر” إن المنخفض الجوي الذي يسيطر حالياً على البلاد سينتهي ليل اليوم، وتستقر الأجواء لمدة ثلاثة أيام، على أن يبدأ تاثير منخفض جديد الإثنين القادم، مصحوباً بالهطولات المطرية.

وبحسب قره فلاح، بدأ ظهر اليوم “سعد بلع” بعد أن انتهى أول سعودات الشتاء “سعد دبح” البارد جداً، مذكراً أن أربعينية الشتاء انتهت مع نهاية كانون الثاني وكانت هذا العام أشبه بالربيع، فيما بدأت مع بداية شباط خمسينية الشتاء تبعاً للتقويم الغربي، وهي بحسب الاسم تتكون من خمسين يوماً تبدأ في الأول من شباط وتنتهي نهاية 21 آذار مع أول أيام بداية فصل الربيع.

وتنقسم هذه الفترة إلى أربعة أقسام تعرف بما يسمى “السعودات”، وهي: “سعد الذابح” أو” سعد ذبح”،  يستمر 12.5 يوم، من 1 شباط وحتى 13 منه،  و”سعد بلع” يبدأ من منتصف 13 شباط وينتهي في نهاية 25 منه، أما “سعد السعود” يبدأ في 26  شباط وينتهي في منتصف 10 آذار، “سعد الخبايا” يبدأ في منتصف 10 آذار، وينتهي 21 منه.

قصة السعودات:

وحول أصول التسمية، يوجزها قره فلاح بأنها تعود  إلى حكاية جرت مع أبن أحد أمراء البادية ويدعى سعد سافر مع أبناء قبيلته بحثاً عن الكلأ، وقبل مغادرته أوصاه أبوه الوصية الآتية: “إذا ما هبت يا بني رياح جنوبية واضطرب الجو وحل البرد الشديد والمطر الغزير فاذبح ناقتك، ويذبح من معك أيضاً، واتخذ وجماعتك من جلود النياق مأوىً تأوون إليه، ومن لحمها طعاماً لكم”.

غادر سعد وجماعته القبيلة في منتصف كانون الثاني، وفي اليوم الأول من شباط هبت رياح جنوبية تحولت بعدها إلى رياح شمالية باردة، وازداد اضطراب الجو، وبدأت الأمطار تهطل بغزارة واشتد البرد، حيث أصبح من الصعب على سعد وجماعته متابعة الطريق، ما جعل سعد يتذكر وصية أبيه له ولجماعته، فقرر تنفيذ الوصية، وطلب من جماعته ذبح نوقهم فرفضوا الاستجابة لطلبه عازمين على متابعة السير، فلم يكترث سعد برفض جماعته، وقرر تنفيذ الوصية بمفرده، فذبح ناقته وأخرج أحشاءها، وجرد لحمها ليقتات به، وجعل من جلد الناقة خيمة يحتمي بها من المطر والبرد، وبقي سعد مختبئاً داخل جلد الناقة مدة 12 يوماً ونصف اليوم لا يستطيع مغادرتها، وبعد ظهر اليوم 13 تحسن الطقس نسبياً وخرج سعد من داخل جلد ناقته ليرى رفاقه ونياقهم أمواتاً على مقربة منه.

وفي فترة الجو المضطرب قلق أبو سعد كثير على ابنه، لخوفه ألا يكون سعد قد نفذ وصيته وكان يردد (إن سعد ذبح ربح ، وإن ما ذبح ما ربح)، ولهذا سمي أول السعودات بسعد ذبح.

وأضاف قره فلاح: تعزا تسمية “سعد بلع” إلى أن الأمير في هذه القصة كان  نفد كل ما لديه من طعام، ولم يبق في حوزته إلا القليل، فأخذ يلتهم (يبلع) من طعامه ما يسد رمقه، ولذا فقد سميت هذه الفترة بسعد بلع، فيما يقال في رواية أخرى إن هطول المطر توقف في هذه الفترة، وكان سعد ينظر من خلال ثقوب خيمته ليرى المياه تبتلعها الأرض يوماً بعد يوم حتى تسربت جميعها في باطن الأرض ولم يبق منها شيء ظاهر عند نهاية اليوم 25 من شباط ، ولهذا سميت الفترة بسعد بلع، أي (السماء تمطر والأرض بتبلع).

وتابع قره فلاح: في “سعد السعود” تستمر القصة حيث استطاع ابن الأمير الخروج من خيمته لبعض من الوقت ليعود إليها مجدداً، وكان يخرج في آخر الفترة لمدة أطول، حيث اتسمت بداية الفترة بالبرودة ونهايتها بالدفء، مما جعل سعد يشعر بالسعادة لصحو الجو وارتفاع درجة الحرارة وقلة سرعة الرياح، ولهذا سميت الفترة بسعد السعود الباردة في أولها والدافئة في آخرها، وفيها قيل (بأول سعد السعود بترتجف القرود وبآخره بيدفا كل مبرود).

مع نهاية سعد السعود في منتصف يوم 10 آذار يبدأ سعد الخبايا ويستمر حتى نهاية يوم 21 آذار بداية فصل الربيع، ومدلول التسمية في قصة سعد هو أن الدفء قد حل في كل أرض في هذه الفترة واستقر الجو، واطمأن سعد بأنه يستطيع الخروج نهائياً من مخبئه والعودة إلى قبيلته وفي هذه الفترة تخرج كل الحيوانات المختبئة كالأفاعي وغيرها ولهذا قيل المثل (بسعد الخبايا بتطلع الحيايا) و(بسعد الخبايا بتتفتل الصبايا).

اقرأ أيضاً