خاص|| أثر برس اشتكى عدد من السوريين، من ارتفاع تكلفة علاج الأسنان، حيث إن هناك أطباء باتوا يطلبون مبالغ تفوق راتب المواطن الشهري في معظم الأحيان، لافتين إلى أن العلاج أصبح “لمن استطاع إليه سبيلاً”.
منذ شهرين والألم يرافق أسنان حسن حيث لا قدرة له على علاجها، فلجأ إلى العلاجات المؤقتة لتسكين الألم مستخدماً المسكنات والعلاجات الطبيعية حتى وصل الأمر به إلى التهاب في اللثة ما اضطره إلى قلع ضرسه، بحسب ما قاله لـ “أثر”.
بدوره، يوسف الذي لا يملك القدرة على تحمل تكاليف تصليح أسنان ابنه، ذكر لـ “أثر” أنه لجأ إلى إحدى المستوصفات لتركيب جسر مقابل دفع مبلغ رمزي لأن إمكاناته المادية منعته من زيارة طبيب خاص.
منى ليست الأفضل حالاً، فبعد رحلة من الوجع الذي أفقدها طعم الراحة طلبت من طبيب الأسنان قلع ضرسها من دون أن تلجأ للزراعة، لأن زرع ضرس واحد يكلفها أكثر من 350 ألف ليرة أي أنها تحتاج إلى عمل إضافي لتؤمن المبلغ.
وفي السياق ذاته، أحد أطباء الأسنان الذي رفض التعريف باسمه، قال لـ “أثر”: “نظراً لتكلفة علاج الأسنان الباهظة تراجع الاهتمام تراجعاً كبيراً بالصحة الفموية لأنها أصبحت عبئاً كبيراً على المريض إذ بات كثير من الناس لا يذهبون إلى الطبيب إلا بعد أن يصل الأمر بهم إلى درجةٍ لا يتمكنون فيها تحمّل الألم، ونصادف يومياً أشخاصاً يسألون عن الأسعار وبعد أن نعلمهم بها يذهبون من دون رجعة”.
وأضاف الطبيب: “تبدأ تكلفة تصحيح ضرس واحد لدى طبيب مختص من 75 ألفاً ليرتفع حسب وضع كل حالة؛ هذا وتختلف التسعيرة بين طبيب وآخر فغلاء الأدوات والمواد وتأثير سعر الصرف أحدث إرباكاً للأطباء والمرضى، حتى أصبحت تكلفة علاج السن الواحد تفوق الراتب الشهري، مع الإشارة إلى أن الأسعار لا يحددها الطبيب بل تصدر عن النقابة وعلينا الالتزام بها، إضافة إلى أن كلفة تجهيز وتشغيل عيادات الأسنان مرتفعة مقارنة بالتخصصات الطبية الأخرى فبعضنا يستأجر عيادته وليست ملكاً له”.
من جانبه، الأستاذ الدكتور رشاد محمد ثابت مراد، سفير المجلس العالمي لزراعة الأسنان ICOI والأستاذ في جامعة دمشق ونقيب سابقاً، بيّن في حديثه مع “أثر” أن الأسعار لا شك أنها مرتبطة بغلاء التكاليف المتعلقة بالطاقة الكهربائية والمواد وجودة المواد وهذا خيار المريض حيث تضاعفت الأسعار وكل أمور الحياة متعلقة بكثير من التفاصيل وبقيت التسعيرة نفسها منذ عشر سنوات وهذا مؤشر يفسر مضمون الاختلاف، مضيفاً: “هناك أنواع مختلفة لنمط الخدمة شكلاً ومضموناً وهناك ثقة واتفاق بين الطبيب والمريض فطبيب الأسنان السوري يعد الأرخص أجراً في العالم والأكثر مهارة ودقة وإخلاص وهنالك توافق كبير وطلب للخدمات الطبية السنية المختلفة ولم تقف الخدمات يوما ًوهي ميسرة ومطلوبة والنقابات كافة ووزارة الصحة والقطاع الخاص مصدر ثقة ودعم لكل الأطباء”.
بدوره، طبيب آخر رفض الكشف عن اسمه، قال لـ “أثر”: “مشهد المرضى وهم يعانون من مشاكل عدة، ويعجزون عن متابعة علاجهم كارثي؛ ففي الحالات العرضية نستطيع النظر إنسانياً إلى أوضاع بعضهم أما الذين يعانون مشاكل كثيرة فنأسف لحالتهم ونحاول مساعدتهم قدر المستطاع”، ويعطي مثالاً: “هناك مرضى يزورون العيادة وتكون أعراض الألم لديهم في أسنان عدة، ولكن بسبب السعر يطلبون معالجة السن الأكثر تضرراً، ويتناولون المسكنات لتخفيف الألم إلى حين التمكن من علاجها”.
وفي السياق، أوضح صاحب أحد مخابر صناعة الأسنان أن تكلفة صناعة الأسنان ترتفع وتنخفض متأثرة بتقلبات الدولار، لأن المواد الأولية في صناعتها مستوردة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار معدات التصنيع والأجور وغيرها.
وأضاف لـ “أثر”: “يختلف سعر السن باختلاف المادة المصنوع منها، إذ يتراوح سعر سن الزيركون بين 350 و400 ألف، بينما تبلغ تكلفة سن الخزف 250 ألفاً، وتكلفة زراعة السن الواحد 350 ألفاً، أما تكلفة سحب العصب فتبلغ 150 ألفاً”.
دينا عبد