أثر برس

سوريا والعراق.. عن الحرب وكرة القدم

by Athr Press M

خاص || أثر سبورت

عانت ما عانته الكرتان السورية والعراقية من تراجع في الأداء والنتائج بسبب ظروف الحرب التي مرت عليهما وأثرت على كافة نواحي الحياة فيهما، ومنها الرياضية فغابت البطولات والدورات عن أراضيهما وصالاتهما واكتفيا بنشاطاتهما المحلية فيما كانت ملاعب وصالات الدول الأخرى بديلاً لملاعبهما وصالاتهما فكان التراجع عن التتويج وإن حصل فبالنادر.

الكرة العراقية كتبت تاريخها والسورية تحاول صناعته:

رغم أن اتحاد الكرة السورية واحد من أقدم المنتخبات العربية حيث تأسس عام 1936 وانضم للفيفا عام 1937 إلا أن الإنجازات التي حققتها الكرة السورية ضعيفة وبالكاد تذكر والبطولات التي فازت بها كانت على حساب تواضع البطولة والمنتخبات المشاركة فيها، حيث فاز بلقب دورة المتوسط عام 1987 التي شاركت أغلب المنتخبات فيها بالفريق الثاني وببطولة غرب آسيا عام 2012، وبالميدالية الذهبية في دورة الألعاب العربية عام 1957 واحتل المركز الثاني في كأس العرب ثلاث مرات أعوام 1963 و1966 و1988، وكانت أفضل مشاركة له في تصفيات كأس العالم عام 1986 حيث وصل للمباراة الفاصلة المؤهلة للنهائيات مع المنتخب العراقي وخرج.

وعدا ذلك لم يتجاوز الدور الأول في أغلب المشاركات في البطولة الرسمية.

أما منتخب العراق فكان حتى وقت قريب أي إلى ما قبل الأحداث التي عصفت به أحد أفضل المنتخبات العربية وأحد أقوياء آسيا فهو بطل كأس العرب 4 مرات متتالية آخرها عام 1988، وبطل دورة الألعاب العربية عام 1985، وبطل غرب آسيا 2002 و2005 ، ووصل لنهائيات كأس العالم عام 1986 على حساب منتخب سوريا بعد التعادل معه في المباراة الفاصلة التي جرت في دمشق ذهاباً بدون أهداف وفوزه إياباً في الطائف بثلاثة أهداف لهدف، كما فاز بكأس آسيا عام 2007، وبكأس الخليج عدة مرات، وشارك ببطولة الألعاب الأولمبية 5 مرات ووصل للدور ربع النهائي عام 1980، وشارك بكأس القارات عام 2009، ناهيكم عن إنجازات أخرى لمنتخبات الشباب والناشئين والأندية العراقية.

الحرب تزيد الطين بلة:

وجاءت الحرب على البلدين فسببت ما سببته من دمار لهما وكانت الكرة ضحية لهذه الحرب فتراجع الأداء ومعه النتائج وزاد الطين بلة حيث منع الفيفا المنتخبات السورية والعراقية بكافة الألعاب من اللعب على أرضها، ما اضطر اتحاد الكرة في البلدين لإيجاد أراضٍ وصالات بديلة لتلعب فرقهما عليها مبارياتها، فكانت الأردن ولبنان والإمارات ودول أخرى هي بدائل لم تكن فيها من نجاحات الشيء الذي ولم تنفع كل الحلول من تغيير اتحادات ومدربين وكوادر وغير ذلك لأن الجرح كان أكبر، وزاد في الطنبور نغم سوء الملاعب في البلدين ما حد من قدرات اللاعبين على العطاء.

موسوعة غينيس في تبديل المدربين:

قد يكون المنتخبان من أكثر المنتخبات في العالم في تبديل المدربين وربما يدخلان أو أحدهما موسوعة غينيس فمنذ عام 2011 وحتى الآن تناوب على تدريب المنتخب السوري 17 مدرباً هم الروماني تيتا فاليريو والفرنسي كلاود لي روي والسوريون نزار محروس، ومروان خوري، وحسام السيد، وأنس مخلوف، وحسام السيد، وأحمد الشعار، ومهند فقير، وفجر إبراهيم، وأيمن الحكيم، والألماني بيرند شتانغه، وفجر إبراهيم، ونبيل معلول، ونزار محروس، وتيتا فاليريو، وغسان معتوق.

أما في العراق ففي عام 2009 قرر الفيفا تعليق اتحاد كرة القدم العراقي (IFA) بسبب التدخل الحكومي، ثم رفع التعليق في مارس 2010 باسم اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية وبعدها شارك العراق بنهائيات كأس آسيا عام 2011 وتصفيات كأس العالم لتمر بعدها الكرة العراقية بمرحلة من عدم الاستقرار، ولأن تغيير المدربين ظاهرة عربية اجتاحت رياح التغيير، كما هو الحال في سوريا ووصل عددهم إلى 14 مدرباً حتى الآن هم على التوالي الألماني فولفانغ سيدكا، ثم البرازيلي زيكو، والعراقي حكيم شاكر، والصربي فلاديمير بيتروفيتش، والعراقيون حكيم شاكر، وراضي شنيشل، وأكرم أحمد سلمان، ويحي علوان، وعبد الغني شهد، وراضي شنيشل، وباسم قاسم، والسلوفيني سريتشكو كاتانيتش، والهولندي ديك أدفوكات، والعراقي عبد الغني شهد.

هذا الجيش من المدربين الذي توالى على تدريب المنتخبين السوري والعراقي يؤكد حجم المعاناة التي تمر بها الكرتان والتي سببتها الحرب، فمن منتخبين كان يحسب حسابهما يخشاه أقوياء القارة إلى منتخبين أصبح الجميع يتمنون وقوعهما في مجموعتهم.

الحرب وحّدت الكرتين:

وبسبب الظروف التي مرت بها سوريا بدأت هجرة نجوم الكرة السورية وكانت الملاعب العراقية أقرب مكان لهم بسبب التشابه الكبير بين البلدين في العادات والتقاليد، بالإضافة لقرب المسافة بينهما وبسبب العلاقة الأخوية حيث كانت سوريا ملجأً وبيتاً لكل العراقيين خلال الحرب على بلدهم، وكانت هجرة اللاعبين والمدربين بالعشرات بحثاً عن الرزق فرحل فراس الخطيب، وفراس اسماعيل، ورجا رافع، وعمر خريبين، وباسل مصطفى، وبرهان صهيوني، وأديب بركات، وكنان ديب، وعلي دياب، ونديم الصباغ، وعبد الرزاق

الحسين، وعلاء الشبلي، ومحمد حيان الحموي، وبكري طراب، ومجد حمصي، ومحمود آمنة، وعاطف جنيات، ونصوح نكدلي، وكاوا حسو، وخالد كردغلي، وعبد الرزاق المحمد، وكامل حميشة، وحمدي المصري، وحميد ميدو، وتامر حاج محمد، وعدي جفال، وعبد الناصر حسن، ومنهل كوسا، وأحمد العمير، وقصي حبيب، ومحمد الواكد وغيرهم.

أما من المدربين فقد عمل في العراق فجر إبراهيم، ومحمد قويض، وحسام السيد، وأيمن الحكيم، ونزار محروس وغيرهم.

ذات الأمر انطبق على الكرة العراقية فما مر بالكرة السورية مر بالكرة العراقية قبلها، وكان من الطبيعي أن تبدأ الكرة العراقية بالتراجع بعد تأثير الحرب عليها وهجرة نجومها ليلعبوا في الدوريات العربية وكان الدوري السوري هو الأقرب لهم لاعبين ومدربين، فاستقطبت الملاعب السورية عدداً كبيراً من نجوم الكرة العراقية، أبرزهم محمود مجيد، وعلاء ستار، وماهر عكلة، وفؤاد جواد، وعصام حمد الدين احترفوا في تشرين، وجمعة عباس في حطين، وعلي صلاح في الوحدة، وهشام محمد وحيدر عبد الجبار في الاتحاد وغيرهم.

بالإضافة للمدرب طارق طعيمة الذي درب 5 أندية سورية هي جبلة واليقظة والجهاد والفتوة والجزيرة، وأيوب أوديشو الذي درّب الجيش والوحدة، وعبد الإله حميد الذي درب الوثبة والنواعير والطليعة، وتحسين جباري الذي يحمل الجنسية الهولندية أيضاً ودرب فريق المجد، كما دربه باسل مهدي ودرب كاظم ناصر حراس الوحدة وغيرهم من المدربين الذين عملوا في الأندية السورية التي كانت خير ملاذ لهم في أزمتهم ولم يشعروا بالغربة، وقدموا كل إمكانياتهم وبصموا في الملاعب السورية.

سوريا والعراق مع كسر حظر الملاعب المحلية:

وللتاريخ والذرى فقد استضاف منتخب العراق نظيره السوري في 13 تشرين الثاني عام 2017 في استاد كربلاء بمباراة جاءت بمساعٍ من السلطات الرياضية هناك لرفع الحظر عن ملاعبه وحضر أكثر من 20 ألف متفرج تلك المباراة التي انتهت بالتعادل بهدف لهدف، والطريف أن لاعبيْن سورييْن سجّلا الهدفين فسجل لسوريا فراس الخطيب، وعادل للعراق، عمرو جنيات بالخطأ في مرماه.

عسى أن يأتي اليوم الذي يستضيف فيه “نسور قاسيون” منتخب “أسود الرافدين” في إحدى الملاعب السورية بعد إلغاء الحظر عنها.

محسن عمران

اقرأ أيضاً