بعد انتهاء أحداث سجن غويران في الحسكة بعد معارك عنيفة بين “داعش” من جهة و”قوات سوريا الديمقراطية-قسد” والقوات الأمريكية من جهة أخرى والتي خلّفت ضحايا من المدنيين وحالات نزوح كثيفة، أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بسام صباغ، أن هذه الأحداث تأتي في إطار محاولات واشنطن لإعادة تدوير تنظيم “داعش” وإعطاء مبرر لبقاء قواتها.
وأضاف خلال جلسة لمجلس الأمن أمس الأربعاء، أن ما جرى ويجري في مدينة الحسكة يستدعي من مجلس الأمن النظر بشكل عاجل في تداعيات هذه الأحداث الخطيرة الناجمة عن جرائم تنظيم “داعش” الإرهابي مسلحي “قسد” الانفصالية وقوات الاحتلال الأمريكي” وفقاً لما نقلته وكالة “سانا” الرسمية.
وتابع أن هذه الأحداث نتيجة لـ “إصرار حكومات بعض الدول على عدم تحمل مسؤولياتها في استعادة إرهابييها وعائلاتهم المحتجزين في مخيمات ومراكز اعتقال في شمال شرق سوريا بما يضع وبشكل نهائي حدا لوجودهم على الأراضي السورية”، مشدداً على أن ما حدث في الحسكة يتطلب من مجلس الأمن العمل على إنهاء وجود قوات الاحتلال الأمريكي في شمال شرق سوريا وفي منطقة التنف وإنهاء رعايتها لميليشيا قسد الانفصالية والكيانات الإرهابية.
وبدوره أعلن النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، أن روسيا طلبت أمس الأربعاء عُقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي اليوم الخميس بشأن الهجمات الأخيرة التي شنها تنظيم “داعش” شمال شرقي سوريا، حيث قال بوليانسكي للصحفيين: “نشعر بقلق عميق إزاء التقارير المتعلقة بهجمات تنظيم “داعش” الأخيرة شمال شرقي سوريا والوضع العام في ذلك الجزء من البلاد”، مضيفًا: “تم طلب عقد اجتماع يوم الخميس” وفقاً لما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية.
وأفاد النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة بأنه من المتوقع أن يتم خلاله الاستماع إلى تقرير نائب الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس إدارة مكافحة الإرهاب بالمنظمة، فلاديمير فورونكوف، وممثلين آخرين عن الأمانة العامة للأمم المتحدة حول آخر التطورات شمال شرقي سوريا.
ويشير العديد من المحللين والمراقبين إلى أن هجوم “داعش” على سجن الصناعة في الحسكة حصل بالتعاون والتنسيق مع “قسد”، لافتين في الوقت ذاته إلى أن الأخيرة وبمساندة القوات الأمريكية كانوا قادرين استعادة السجن خلال ساعات.
يذكر أن سجن الصناعة في الحسكة الذي يضم مسلحين من تنظيم “داعش” وتسيطر عليه “قسد” تعرّض لهجوم من التنظيم بدأ بتفجير سيارة مفخخة في محيط السجن، واقتحامه فيما بعد من قبل مسلحي التنظيم والسيطرة على مساحة لا تتجاوز 10 كم مربع.