كشفت مصادر سورية أن معهد بحوث الصناعات الصيدلانية والكيميائية في مركز الدراسات والبحوث العلمية، عاد للعمل وإنتاج كميات من الأمصال المضادة للدغات منذ مطلع شهر أيار الحالي، والذي يعتبر الوحيد في البلاد المتخصص بإنتاج الأمصال الخاصة بلدغات العقارب والأفاعي.
وصرّحت المصادر لصحيفة “تشرين” السورية، بأنه سيتم تدريجياً تأمين حاجة البلاد المقدرة لهذا العام بنحو 5 آلاف جرعة مصل ضد لدغات الأفاعي، إضافةً إلى نحو 3 آلاف جرعة مصل ضد لدغات العقارب.
وكان المعهد الخاص بإنتاج تلك الأمصال منذ 1992، ويتم التصدير أيضاً لأسواق لبنان والأردن والعراق، إلا أنه منذ شهر نيسان 2018، توقف العمل في المعهد الكائن في منطقة برزة ضمن دمشق وذلك بعد وقوع دمار كبير في بنيته ومرافقه، إذ كان المعهد الواقع في مركز الدراسات والبحوث العملية أحد المواقع التي استهدفها القصف الأمريكي-الفرنسي-البريطاني.
ونقلت الصحيفة عن أحد الأطباء العاملين في “المشفى الوطني” باللاذقية، أنه بعد توقف المعهد عن العمل تراجعت مخصصات المشافي من المصول، ففي اللاذقية تراجعت الكميات التي تحصل عليها من 1300 أمبولة إلى النصف خلال العام الماضي، ولم يتسلموا أي كميات خلال هذا العام.
وبيّن الطبيب أنه في الحالات الشديدة يحتاج الملدوغ إلى ما لايقل عن 5 أمبولات، في حين المتوافر من مصول كان لا يتجاوز 4، مؤكداً أن عدم حصول الشخص الذي يتعرض للدغ على المصل المضاد في الحالات الشديدة يتسبب بوذمة شديدة قد تحتاج تداخلاً جراحياً، وقد تتطور الأعراض إلى قصورات متعددة تصبح مميتة.
وإضافة إلى المصول، يختص المعهد بتحضير التراكيب الكيميائية الخاصة بالأدوية السرطانية، والتحاليل كيميائية للمواد الداخلة في صناعة الأدوية والمواد الغذائية، والتحقق من سلامة المبيدات الزراعية المستوردة، والملونات المستعملة بصناعة الألعاب.
الجدير بالذكر أن إنتاج الأمصال يتم عبر عملية مركبة، إذ يتم حقن الخيول بمقدار آمن من سم الأفاعي أو العقارب، ثم يستخرج المصل المضاد الذي تشكله الخيول بآلية دفاعية.