أثر برس

سوريون في ألمانيا: “نريد الحفاظ على أولادنا”!

by Athr Press

كلنا يسمع عن عودة لعشرات العائلات السورية التي تركت سورية خلال فترات الحرب الأولى، وثمّة تقارير يومية عن عودة هذا العدد أو ذاك من بلدان معظمها عربية، لكن عائلات سورية قررت أيضاً العودة من بلدان أوروبية واصطدمت بقرارات لا يمكن وصفها بنظر هؤلاء إلا بأنها “غريبة”!


ممنوع !

ازدادت معاناة العائلات السورية في البلدان التي لجأوا إليها من عرقلة السلطات فيها لاجراءات عودتهم إلى سورية، في ألمانيا مثلا تسمح السلطات للعائلات التي ترغب بالعودة عن طريق “فك اللجوء” لكن في نفس الوقت ترفض فك لجوء أطفال العائلة، ما جعل الأهالي يقفون مرعوبين ومكتوفي الأيدي أمام احتمال فصلهم عن أولادهم.


تحدّث عدد من العائلات والأشخاص السوريين المقيمين في ألمانيا ل”داماس بوست” عن معاناتهم:

 

“أشعر باليأس” !
ينفي رياض سعد الدين، القادم من ريف إدلب، رغبة أبنائه بالعودة إلى سورية ويقول: “أنا أحلم بالعودة إلى سورية، ولكنّ العراقيل تنزل علينا من كل حدب وصوب، غريبة هي القوانين هنا، فكيف للدولة أن تسأل أطفالاً عن رغبتهم بالعودة؟ هل يستطيع الأطفال اتخاذ قرار كهذا؟ وهل من المعقول أن تستجيب السلطات لأطفال في 12و13 من العمر” يضيف رياض: “أحس بأنني عاجز وأنني لست رب هذه الأسرة”.

تائهة هي الوجهة للعائلات السورية المشتتة بين القوانين الألمانية في احترام الإنسان والطفل بشكل خاص، وبين ما نشؤوا وتربوا عليه من معايير دينية وأعراف وتقاليد تحكم علاقاتهم الزوجية وأساليبهم في تربية أبنائهم كالمثل الشعبي (الله يرحم من بكاني وبكا الناس عليي ولا ضحكني وضحك).

أما موضوع منع عودة اللاجئين مع أبناءهم الذي فيه لبس، فلا يوجد هناك قوانين صريحة أو جهات رسمية تمنع العودة، ولكن العراقيل تظهر هنا وهناك، مشبوهة التوجه، كما قال بعض اللاجئين، عن إنّ الحكومة الألمانية تكلفت مبالغ طائلة على الأطفال ولن تقبل بهذه البساطة أن يغادروا ألمانيا، ربما بسبب حاجة تجديد هذا المجتمع الهرم وبث دم الشباب في عروقه، فكيف للحكومة أن تسمح بعودة الأطفال وقد قُدمت أناملهم السمراء على طبق من ذهب، لتصير سواعد عتية تحمل هذه الدولة الصناعية الكبرى.


(الهرب تلتين المرجلة) 

يتناقل اللاجئون روايات عن عائلات غادرت ألمانيا (تهريب)، دون إعلام السلطات، من أجل تجنب مصير العائلات التي تم رفض فك لجوء أطفالها دون ذكر الأسباب الصريحة.

قتيبة صالح القادم من اللاذقية يعلق على الموضوع بقوله: “من خلال عملي مع المشرفين الألمان كمترجم، ومن خلال الناشطين الألمان الذين يساعدون اللاجئين، تعرفت على عدد من الإشكالات التي تواجه اللاجئين وبالأخص الذين يريدون العودة رغم قلتهم، كصعوبة تعلم اللغة وبالتالي صعوبة إيجاد عمل والاندماج في المجتمع الألماني المنفتح والمختلف تماماً عن المجتمع السوري المحافظ، والتذمر من القوانين التي تجبر الآباء على اتباعها، فهنا في ألمانيا الدولة مسؤولة عن الطفل منذ ولادته إلى أن يكبر. وهناك قوانين صارمة وسارية على كل قاطني ألمانيا سواء كانوا من أصول غير ألمانية أو من أصول ألمانية (ممنوع ضرب الطفل، ممنوع سبّه وشتمه، ممنوع الاقتراب من الأطفال في سن معينة خوفاً عليهم من التحرش أو أو…”.

كل هذه القوانين غير مفهومة من قبل عدد كبير من اللاجئين، لذلك يتذمر اللاجئون من مشرفي دوائر الرعاية التي تزور مراكزهم لمراقبة الأهل، وعادة تكون هذه الفترة لدراسة الأشخاص عن قرب، ففي حالة السب والشتم يتم التنبيه وتسجيل نقطة بملف الأهل أما إذا كان هناك ضرب مؤذ فيتم فصل الأطفال فوراً، وإذا كان وضع الطفل بعد الفصل أفضل لا يعيدونه وتتم زيارته بشكل شبه دوري من قبل الأهل، وبسبب كل هذه العوامل قد يحدث هروب لبعض العائلات من هنا إلى دول عربية أو إسلامية.


احترام الإنسان والطفل 

من جهتها، سكينة صالح السورية التي تحمل الجنسية الألمانية تؤكد على عدم وجود قوانين تمنعها من السفر والقدوم إلى سورية، وهي حاملة للجنسية الألمانية منذ الصغر، وتقول: “خلال الأزمة قررت زيارة أمي في سورية ولم تكن ابنتي قد أتمت الشهر من العمر، ولذلك منعني طبيبي بصفة غير رسمية بسبب عمر ابنتي الصغير وعدم استكمالها اللقاحات، لكن ذلك لم يثنيني عن الزيارة التي تمت بدون أي عراقيل، وبالنسبة للأطفال وفصلهم عن الأهل يكون حسب نسبة الضرر اللاحق بالطفل وفيما إذا كان متكرراً أم لا، حالات الفصل غالباً تكون عند الأهل مدمني الكحول أو المخدرات، وتصب في مصلحة الطفل جسدياً ونفسياً”.

 

المصدر: داماس بوست

 

 

اقرأ أيضاً