انطلقت اليوم الثلاثاء، الاجتماعات التمهيدية للقمة العربية المرتقبة بشقها السياسي، وذلك بعد اجتماعين اقتصاديين عُقدا في مدينة جدة السعودية خلال اليومين الفائتين.
وحضر الاجتماع اليوم معاون وزير الخارجية أيمن سوسان، وقال في تصريح صحفي عقب اجتماع المندوبين وكبار المسؤولين في جدة: “الجلسة الأولى للاجتماع انتهت قبل قليل و تم خلالها مناقشة مشاريع القرارات المدرجة على جدول الأعمال، وكانت المناقشات بأجواء جدية وشديدة الشفافية والصراحة”.
وأضاف معاون وزير الخارجية أن “هناك إدراك بضرورة أن تكون قمة الرياض فاتحة لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك وتجاوز الماضي بكل الآثار التي انعكست على دولنا العربية والتطلع للمستقبل”، مضيفاً “أمل أن تكون هذه القمة على مستوى تطلعات شعوبنا، فالموضوعات التي تمت مناقشتها تتعلق بمختلف قضايا الدول مثل السودان وليبيا وما يخص عودة المهجرين السوريين وغيرها من المواضيع” وفقاً لما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط”.
وأكد سوسان أن “الدولة قامت بكل ما يترتب عليها من مراسيم العفو والمصالحات الوطنية والإجراءات لكن عودة المهجرين لها متطلبات وأهمها توفير الخدمات في مناطق هؤلاء المواطنين، وهنا ندرك التلازم بين عودتهم وإعادة الإعمار لتوفير العودة الكريمة لهم، ولكن هل تتم إعادة الإعمار بوجود عقوبات وحصار اقتصادي” مشيراً إلى أن “الدول التي تمارس تلك الإجراءات القسرية على الشعب السوري هي التي تعيق عودة المهجرين السوريين إلى بلدهم”.
وتشارك سوريا بتاريخ 19 أيار الجاري بالقمة العربية لأول مرة منذ 12 عاماً، حيث نص قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية بنود عدة أبرزها، “الحفاظ على وحدة سوريا وسيادة الدولة السورية، والالتزام بالبيانات العربية الصادرة عن اجتماع جدة بشأن سوريا يوم 14 نيسان 2023، واجتماع عمان بشأن سوريا يوم الأول من أيار 2023، والتأكيد على ضرورة اتخاذ خطوات عملية وفاعلة للتدرج نحو حل الأزمة، وفق مبدأ خطوة مقابل خطوة وبما ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، وتشكيل لجنة اتصال وزارية مكونة من وزراء خارجية (الأردن، السعودية، العراق، لبنان، مصر) بالإضافة للأمين العام، لمتابعة تنفيذ بيان عمّان، والاستمرار في الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصل لحل شامل للأزمة السورية يعالج جميع تبعاتها”، إلى جانب “استئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، اعتباراً من يوم 7 أيار 2023”.
وتضم مبادرة “خطوة بخطوة” البنود التي تم التوصل في الاجتماع الذي مهّد لعودة سوريا إلى الجامعة العربية في عمّان بين وزراء خارجية سوريا والسعودية ومصر والعراق والأردن، وأبرز هذه البنود كانت “ضبط الأمن والحدود لتحديد مصادر إنتاج المخدرات في سوريا وتهريبها، والبدء باتخاذ خطوات جدية لإعادة اللاجئين، بالإضافة إلى العمل على استئناف أعمال لجنة مناقشة الدستور في أقرب وقت ممكن وتشكيل فريق فني على مستوى الخبراء لمتابعة مخرجات هذا الاجتماع وتحديد الخطوات القادمة لمعالجة الأزمة السورية وتداعياتها”.