أثر برس

سوق الأثاث المستعمل للمقبلين على الزواج ينتعش في ظل ارتفاع الأسعار.. مصدر لـ “أثر”: 70% من الشباب يلجؤون لهذا الحل

by Athr Press B

خاص || أثر برس يلقى سوق الأثاث المستعمل رواجاً واسعاً في ظل الظروف الاقتصادية وارتفاع الأسعار، ومع هذا الغلاء الفاحش الذي طال كل السلع حتى أثاث المنزل والأدوات الكهربائية فإن عدداً كبيراً من الشباب المقبلين على الزواج يضطرون إلى تأسيس منازلهم بشراء الأثاث والأدوات الكهربائية المستعملة إما من الأسواق أو في مواقع التواصل الاجتماعي كونها رخيصة أو قد يكون مضطراً لبيعها نظراً إلى حاجته للمال.

دريد الشاب الموظف الذي مر على ارتباطه بفتاة ما يقارب الأربع سنوات يشرح لـ “أثر” قائلاً: “إذا كنا ننتظر أن نفرش منزلنا من الراتب فهذا من سابع المستحيلات، فأنا مثلاً من ذوي الدخل (المهدود) الذي لا يكفيني ثمن مواصلات ذهاباً وإياباً إلى العمل فكيف لي أن أشتري أثاث منزل يكلفني (10 ملايين)”، من هذا المنطلق يتابع دريد مواقع التواصل الاجتماعي فبعض الأسر الميسورة تلجأ إلى عرض ما تملك من أثاث وأدوات كهربائية بقصد التجديد فيراها دريد لقطة لأنها لم تتعرض للتخريب.

ثائر هو الآخر شاب مقبل على الزواج يجد في شراء المستعمل حلاً اقتصادياً لتخفيف أعباء الزواج؛ ويقول لـ “أثر”: “ليس بمقدوري شراء جميع المستلزمات جديدة لأنها مرتفعة الثمن لذلك فإن الأنسب والأسرع لكسب الوقت شراء الأثاث من سوق الأدوات المستعملة”، مؤكداً أن خطيبته لا تمانع في ذلك.

دور الوساطة

الوساطة حالة خاصة أدواتها: “شاب خبير بالبيع والشراء والإعلانات مثل وسيم الذي يعمل وسيطاً بين تجار المستعمل وأصحاب الأثاث المعروض للبيع في مواقع التواصل الاجتماعي أو الواتس آب”؛ مبيناً لـ “أثر” أن دور الوسيط عرض الأثاث على التجار والزبائن مقابل الحصول على المال من الطرفين؛ وهنا نقول إن هذا العمل نشأ في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

ماذا يجري في السوق؟

في السوق محال عدة ملاصق بعضها لبعض وهذا ما يطلق عليه سوق الأدوات المستعملة، حيث توجد قطعة في محل قد لا توجد في الآخر لذلك يقال عنها (لقطة) والذكي من يشتريها قبل أن تصبح من نصيب عابر آخر.

أبو خلدون صاحب محل للأدوات المستعملة يشير إلى أن هذه الأسواق لها زبائنها الخاصة ومن مختلف الشرائح؛ مضيفاً لـ “أثر” أنه يشتري المستعمل وفق شروط ويبيع كل ما يجب أن يقتنيه العروسان من: “برادات وأفران، ومكيفات، ومراوح، وسجاد، وتلفزيونات” وهذه المعدات طبعاً مستعملة وبعضها (بنص عمر) وكلها لها زبائنها الذين لا يتمكنون من اقتناء الجديد؛ وجميع هذه الأغراض _والكلام لأبو خلدون_ تجري لها الصيانة قبل بيعها للزبائن.

من جانبه، الدكتور في جامعة دمشق كلية الاقتصاد محمد كوسا، أوضح لـ “أثر” أن الشباب يرى في شراء المستعمل حلاً للتخفيف من مصاريف الزواج؛ مشيراً إلى أن الظروف الاقتصادية دفعت أكثر من 70% من الشباب لاتباع هذه الطريقة ومثال ذلك: “البالة طريق بديلة بسبب غلاء الأسعار لكن أسعارها أيضاً مرتفعة ولا تناسب الكثيرين، واستئجار فساتين الزفاف أيضاً بسبب غلاء أسعارها، وفي هذه الحالة فإن العروسين مضطران للقبول بأدنى الاحتياجات؛ فيجدون الشراء بوساطة النت حل مشكلة من يحتاج إلى بيع بعض مقتنياته لأسباب عدة ومختلفة وأتاح فرصة للعرسان لشرائها ضمن مقدرتهم الشرائية أو ما تسمح به إمكاناتهم بغض النظر عن طموحاتهم أو آمالهم”.

وأضاف د.كوسا: “وهناك من خفف على نفسه مصاريف زائدة عن طريق استبعاد طريقة البيع أو الشراء عن طريق حلقة السماسرة أو أرباح التجار وغيرهم وهذا خفض التكلفة نوعاً ما، لكن هذا لا يعوض العروسين عن فقدانهم الفرح بجهاز وأثاث جديد”.

 

 

دينا عبد ـ دمشق

اقرأ أيضاً