خاص || أثر برس تشهد المنطقة الشرقية وجود عمليات بيع للسيارات المعروفة باسم “إدخال”، وهي سيارات “مستعملة” تم جلبها عبر الأراضي التركية أو إقليم شمال العراق تحت مسمى “استعمال أوروبي”، لتباع بأسعار رخيصة جدا مقارنة بالأسعار ببقية أراضي سوريا، وتعد سيارات الـ “جيب” وتحديداً من تصميم الـ “سنتافيه”، الأكثر رواجاً في المنطقة.
وبحسب مصادر “أثر”، يتراوح سعر السيارات الحديثة من طراز “سنتافيه” وبتاريخ تصنيع 2015 وما بعد بين 4500 – 6000 دولار أمريكي، أي بسعر لا يزيد عن 84 مليون ليرة سورية، فيما يصل سعر هذه السيارة في أسواق دمشق لأربعة أضعاف هذا السعر.
كما طُرحت سيارة من طراز bmw تصنيع العام 1995 بسعر 1400 دولار أمريكي (19.6 مليون ليرة سورية)، علماً أن سيارة بذات المواصفات قد يزيد سعرها عن 150 مليون ليرة في أسواق دمشق.
يقبل سكان المنطقة الشرقية على شراء هذه السيارات لاستخدامها في حياتهم اليومية دون الدخول في مناطق سيطرة الدولة السورية، فهي تعد “مهربة” و”مجهولة المصدر”، وبحسب أحد المحامين في مدينة الحسكة لـ”أثر” فإن عملية تسجيل السيارات في المؤسسات الحكومية المختصة تعد مستحيلة لكونها دخلت من دون موافقة الحكومة السورية، ولا يوجد حالياً قانون يسمح بـ “المصالحة” على مثل هذه السيارات وربما لن يصدر لكون هذه السيارات أدخلت بطريقة يشتبه بمصدرها، فقد تكون سيارات مسروقة من تركيا أو العراق وتم تصريفها في سوريا، وقد يكون بعضها مسروقاً من محافظات سوريّة وتم بيعها على أنها “مستعمل أوروبي”.
أسعار سيارات “الإدخال” في المنطقة الشرقية دفعت لحالة من الركود في أسواق تجارة السيارات المسجلة بشكل رسمي في دوائر الحكومة السورية، إذ يقبل السكان على “المستعمل الأوروبي” نتيجة رخصه مقابل السيارات المسجلة بشكل نظامي في دوائر الحكومة السورية، وتشير المعلومات لوجود عدد ضخم من السيارات غير المسجلة في المحافظات الشرقية.
يقول أحد التجار في مدينة الرقة خلال حديثه لـ “أثر برس” إن مبلغ 1200-1500 دولار أمريكي يكفي للحصول على سيارة من صناعة العام 2000 وما بعد، وهناك سيارات من صناعة العام 2010 بمثل هذا السعر، والسيارات غالباً من الأنواع الأوروبية أو اليابانية التي تصل أسعارها إلى ما يزيد عن مئة مليون في أقل تقدير في أسواق دمشق وحلب وبقية المحافظات السورية (ما يزيد عن 8000 دولار).
والأمر نفسه ينسحب على المناطق التي تحتلها القوات التركية وفصائلها شمالي حلب، وتنظيم “جبهة النصرة” في إدلب، حيث تناقلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تقاريراً عن دخول السيارات الكهربائية، إضافة إلى وجود تجار مرتبطين بالفصائل المسلحة يقومون بإدخال كميات ضخمة من السيارات الأوروبية الحديثة والمستعملة من تركيا إلى مدينة “سرمدا”، التي تعد العاصمة الاقتصادية لـ”النصرة “وحلفائها، ومن هذه المدينة تنقل كميات من السيارات إلى المناطق التي تسيطر عليها “قسد”، حسب تأكيد مصادر خاصة بـ “أثر برس”، وتتم عملية النقل من معابر متعددة، في ريف حلب والرقة.