بعد روايات الفشل الأمريكي في أفغانستان وتراجع “الهيبة الأمريكية” في الشرق الأوسط واحتمالات الانسحاب الأمريكي وسيناريوهات السياسة الأمريكية الخارجية، انتقلت الأروقة السياسية العربية والأجنبية إلى مرحلة استعراض الوجود الأمريكي في عدة مناطق، بنتائجه وما يتوجب على السياسة الأمريكية خلال المرحلة المقبلة.
وتخصص موقع “أتلانتيك” الأمريكي في مقال نشره حول الوجود الأمريكي عن سوريا حيث قال:
“على مر السنين، مع استمرار الصراع السوري وفقد أهميته على المسرح الدولي، تواصل الولايات المتحدة الكفاح من أجل تحديد استراتيجيتها في سوريا، دون أن تعين إدارة جو بايدن بعد مبعوثاً خاصاً جديداً لسوريا، على الرغم من استمرار وجود الولايات المتحدة عسكرياً ودبلوماسياً في شمال شرق سوريا، إلا أنها فشلت في تحديد ما تأمل في تحقيقه هناك بما يتجاوز التصريحات الغامضة للأمن والاستقرار، ومع ذلك، كيف ستحقق الأمن والاستقرار -ولأي غرض- هو السؤال النهائي، بالنظر إلى الأحداث المأساوية التي تتكشف في أفغانستان، يجب على الولايات المتحدة الآن إنشاء سياسة أمريكية قابلة للحياة تجاه سوريا يمثل تحدياً أكثر من أي وقت مضى، لم تكن سوريا كما كانت في عهد إدارة أوباما أو حتى أثناء إدارة ترامب. لقد استعادت الدولة السورية مساحات شاسعة من الأرض -بمساعدة إيران وروسيا-وأظهر أنه خصم لا يلين ولن يوقف شيئاً لتحقيق نصر عسكري”.
أما موقع قناة “روسيا اليوم” نشر مقالاً تحليلاً حول العلاقات الروسية-الأمريكية في سوريا جاء فيه:
“لقد حاولت الولايات المتحدة الأمريكية في بداية الأزمة السورية، عام 2011، أن تلعب دوراً رئيسياً فيها، يتماشى مع ما كانت تتصوره آنذاك من قدراتها “غير المحدودة” في الهيمنة على العالم.. وأحد جوانب الخلاف الاستراتيجي بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، وهي مشاركة روسيا في الحرب إلى جانب الدولة السورية، في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها على الجانب الآخر من المعادلة”.
أما صحيفة “الخليج” فتوجهت إلى مشهد أكثر شمولية لتتحدث عن الحالة الجديدة للقوة الأمريكية في سوريا، حيث نشرت:
“الولايات المتحدة ليست في أزهى عصورها، نحن حين نفتتح نقاشنا بهذه العبارة لا نعلن جديداً، ولا نطلق قنبلة إثارة، إنما نريد أن يجري تأملنا وحواراتنا ونحن متحررون من سيطرة حالة فكرية هيمنت لمدة طويلة، هيمنت إلى حد أننا كنا نحرم أنفسنا من متعة الخوض في المستحيل، فأمريكا ما بعد أفغانستان قوة دولية كبيرة، وليست قوة عظمى، لكن أظن في الوقت نفسه أن دولاً قليلة جداً في الشرق الأوسط سوف تحاول في ضوء نتائج الحرب الأمريكية في أفغانستان إعادة ترتيب أوراقها وتحالفاتها، ودوافع ظني ليست خافية”.
أمام جميع هذه الأحاديث، تنشغل الإدارة الأمريكية اليوم بإعادة تثبيت مرتكزاتها في المنطقة والحفاظ على ثقة حلفاءها بها، وتحديد أولوياتها من جديد.