اعتبر المحلل السياسي الأمريكي فريد زكريا أن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران سيكون له آثار سلبية عديدة على بلاده على المستوى الاقتصادي والسياسي.
وقال زكريا خلال مقال نشر في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، ووجه إلى وزير خارجية بلاده الجديد مايك بومبيو: “إن الانسحاب من الاتفاق النووي سيكلف أمريكا ثمناً باهضاً وسيضع عقبات كبيرة أمام المفاوضات المقبلة مع كوريا الشمالية”.
واعتبر المحلل الأمريكي أن التحدي العاجل الذي يواجهه بومبيو لايتمثل بإعادة هيكلية وزارة الخارجية الأميركية واستعادة كوادر الوزارة لمعنوياتهم بل المواجهة مع الأزمة التي وصفها بـ”المختلقة” والتي تتمثل بالاتفاق النووي مع ايران.
وأكد أنه يتوجب على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحديد موقفه النهائي من الاتفاق النووي قبل دخوله في أي حوار حول اتفاق نووي خلال مفاوضاته المقبلة مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، مشيراً إلى أن نقطة ضعف واشنطن في هذه الاتفاق تكمن في أن البلدان الأوروبية يبدو أنها غير راغبة بإجراء تغييرات في الاتفاق النووي، مشيراً إلى أن إيران أعلنت بصراحة موقفها الرافض لمراجعة الاتفاق.
وأفاد زكريا بأنه “حين يلاحظ كيم عدم التزام أميركا بالاتفاق النووي مع إيران فلماذا يوقع على اتفاق مماثل؟”.
وأشار إلى أن تغيير أميركا لسياساتها الخارجية باستمرار سيؤدي إلى تحملها لتكاليف باهظة ويشوه سمعتها بشدة.
ويأتي هذا بعد تهديد ترامب باستمرار بأنه ينوي الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران في ظل رفض بقية الدول المشاركة فيه، الذين وصفوا يوم الإعلان عن هذا الاتفاق بـ”اللحظة التاريخية”.