تكثّف الولايات المتحدة الأمريكية تحركاتها في الملف السوري، سياسياً وعسكرياً، وذلك وسط إصرار عدد من حلفائها الشرق أوسطيين على تغيير سياستهم من دمشق واستكمال مسارات التقرّب منها.
فعلى الصعيد العسكري، وصل إلى القواعد الأمريكية شرقي سوريا منظومة صواريخ “هيمارس” الصاروخية، إلى الجانب الحديث عن نية واشنطن لتشكيل قوّة عربية في تلك المنطقة، وفي إطار الحديث عن هذه التحركات نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصادرها تأكيدها على أن التحركات الأمريكية العسكرية في سوريا لم تخرج بعد عن السياق الإعلامي ولا تزال تحركات أولية، مشيرة إلى أن واشنطن تهدف من هذه التحركات إلى “الضغط على المقاومة الشعبية، والتهديد بإشغال الجيش السوري والمجموعات الرديفة في معارك جانبية مع قوّات لا تملك أيّ ثقل ميداني على الأرض، وعلى رأسها ميليشيات جيش سوريا الحرة وجيش مغاوير الثورة الموجودة في التنف، والتي تعاني أصلاً انقسامات داخلية، وعديدها غير كافٍ لخوض معركة ولو صغيرة ضدّ الجيش السوري، مهما ارتفع مستوى الدعم الأمريكي المقدَّم لها”، موضحة واشنطن تهدف من الحفاظ على وجود هذه الفصائل في منطقة التنف إلى “تأمين غطاء لاحتفاظ القوات الأمريكية بقاعدة لها في المنطقة، وعرقلة استعادة الدولة السورية لكامل أراضيها، بما فيها معبر التنف المهم”.
وحول الأنباء التي أكدت أن واشنطن تعمل على تأسيس قوة عربية قوامها “قوات الصناديد” وأبناء القبائل العربية شرق سوريا، استبعدت المصادر التي نقلت عنها “الأخبار” تورّط “الصناديد” في أيّ نشاط ضدّ الجيش السوري، خاصة أن شيوخ قبيلة شمر يملكون علاقات متّزنة مع دمشق وموسكو وحتى طهران، مبيّنةً أن “المعروف عن الصناديد أنها قوى تشكّلت لحماية قرى قبيلة شمر على الحدود، ومن المستبعد انخراطها في أيّ أنشطة مشبوهة تمسّ سيادة الدولة السورية.
وعلى الصعيد السياسي، فيحضر الملف السوري في لقاءات المسؤولين الأمريكيين مع حلفائهم الشرق أوسطيين كافة والتي كان آخرها الاجتماع الذي عقده وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، مع أعضاء مجلس التعاون الخليجي في 7 حزيران الجاري، إلى جانب حضور ممثلين عن واشنطن في الاجتماع الذي عقدته “هيئة التفاوض المعارضة” لبحث مستجدات المرحلة المقبلة بعد عودة الانفتاح العربي على سوريا.
ويُضاف إلى هذه التحركات السياسية، تحافظ واشنطن على سلاح العقوبات، حيث أفاد مؤخراً موقع “ذا فويس أوف أمريكا” بأن المشرعين الأميركيين يدرسون تشريعاً من شأنه أن يشدد العقوبات على سوريا، ويعرقل تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية، وذلك في الوقت الذي تشدد فيه واشنطن على رفضها للتقارب العربي مع سوريا.
يشار إلى أن مساعد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سابقاً بول بيلار، أكد سابقاً في حديث مع قناة “الحرة” الأمريكية أن “العزلة المفروضة من قبل أمريكا والحكومات العربية على سوريا لم تُثمر وبالتالي من غير المنطقي أن نقول أننا سنحافظ على هذه السياسات” مضيفاً أن “العرب ليسوا أغبياء ويعرفون ما هي مصالحهم والسياسات الحالية لم تحقق أي نتيجة”.