وصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إلى العاصمة السورية دمشق على رأس وفد وزاري ضم وزراء الخارجية والطرق والبناء والدفاع والنفط والاتصالات ورئيس مكتب رئيس الجمهورية ومعاون الشؤون السياسية لمكتب رئيس الجمهورية وممثل عن مجلس الشورى الإسلامي.
وقال رئيسي خلال لقاء تلفزيوني أجراه أمس على قناة “الميادين”: “نؤكد ترسيخ هذه العلاقات لتكون علاقات أفضل وأن تتطور في جميع المجالات سواء الاقتصادية أو الثقافية، لدينا علاقات متجذرة، ونأمل بتطويرها” متابعاً “نحن نؤكد أن قراراتنا هي لتقوية جبهة المقاومة، ولن نندم على تقوية هذه الجبهة، وإيران أعلنت بشكل واضح أنها لن تتردد في دعم جبهة المقاومة، وزيارتي لسوريا هي في إطار دعم جبهة المقاومة”.
وأضاف الرئيس الإيراني أن “الظروف اختلفت بشكل كبير في سوريا، والفرق أنه عُلم بأن المقاومة أتت أكلها والرئيس بشار الأسد صمد، وهو جدير بالتقدير، والشعب السوري صمد ووقف بشجاعة، وأثبت أنه شعب مقاوم، وأن هذه المقاومة تعتبر ورقة ذهبية في تاريخ سوريا أمام الأعداء وأمام الانفصاليين وأمام التكفيريين”.
وتعقيباً على الزيارة نشر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، تغريدة على “تويتر” قال فيها: “أهمية هذه الزيارة، إلى جانب الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية، فهي تبيّن تجسيد انتصار الإرادة السياسية للمقاومة ونجاح دبلوماسية الحكومة في استكمال عملية التكامل الإقليمي”.
كما قال عباس غولرو، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الإيراني الذي يرافق الرئيس الإيراني إلى دمشق: “في مثل هذا الوضع، عندما تكون العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين، إيران وسوريا، في أفضل مستوياتها، فإن القيام بهذه الرحلة وتوقيع المذكرات المعدة سيعزز العلاقات بين البلدين” مضيفاً أن الخطط الاقتصادية التي تم إعدادها قبل الحرب تدخل حيز التنفيذ الآن، وفقاً لما نقلته وكالة “الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
جدول أعمال الزيارة:
نقلت صحيفة “الوطن” السورية عن مصادر مطلعة أن “الزيارة ستثمر عن توقيع عدد كبير من اتفاقيات التعاون الاقتصادي، لاسيما في مجالات الكهرباء والطاقة والنفط، كما سيتم التوقيع على اتفاقية تعاون استراتيجية شاملة بين البلدين”.
وفي جدول أعمال هذه الزيارة التي ستستمر لمدة يومين، أكدت وكالة “تسنيم” الإيرانية أنه بعد زيارة القصر الجمهوري، سيتجه الرئيس الإيراني إلى مجلس الشعب وسيلقي كلمة بحضور أعضاء المجلس، وسيلتقي ممثلين عن الفصائل الفلسطينية وحزب الله وسيزور مرقد السيدة زينب في ريف دمشق، وسيجري لقاء مشترك مع وفد وناشطين من غرف التجارة والصناعة بدمشق، ليتوجه يوم غد الخميس إلى محافظة حلب.
واهتم الإعلام “الإسرائيلي” بشكل لافت في هذه الزيارة، وفي هذا السياق، نشرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” تقريراً أشارت خلاله إلى أن الرئيس الإيراني يزور سوريا بدعوة رسمية من الرئيس السوري على خلفية التقارب بين إيران والسعودية، وزيادة التواصل العربي مع دمشق، لافتة في تقريرها إلى أن “الرئيس الإيراني أشار إلى أن العلاقات الدافئة بين بلاده والسعودية، وهي انتكاسة لجهود القدس المستمرة لإقامة علاقات دبلوماسية مع الرياض، كمصدر للإحباط والغضب لإسرائيل”، فيما لفتت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية في معرض حديثها عن الزيارة إلى أنه “بمساعدة عسكرية ودعم اقتصادي من كل من إيران وروسيا، تمكنت الدولة السورية من قلب دفة الصراع واستعادة السيطرة على معظم أنحاء بلاده”.
يشار إلى أن هذه الزيارة هي الأولى من نوعها لرئيس إيراني إلى سوريا منذ عام 2011 وفي هذا السياق نشرت صحيفة “النهار” اللبنانية: “زيارة الرئيس الإيراني إلى سوريا في هذا التوقيت تعكس نجاحاً إيرانياً في الدفاع عن حليفها على عكس ما جرى مع أنظمة حليفة للولايات المتحدة خلال موجة الربيع العربي”.