أثر برس

“سيّار” فريق تطوعي.. لمكافحة ظاهرة تسول الأطفال في حمص

by Athr Press G

خاص || أثر برس

كثرت في السنوات الماضية ظاهرة التشرد والتسول في شوارع وأزقة مدينة حمص وكان اللافت فيها زيادة عدد الأطفال المتسولين الذين يعملون ليلاً ونهاراً لإشباع رغبات ذويهم ومشغليهم، ولم يعد الأمر يقتصر على حالات فردية بل تعدى ذلك ليصبح أمراً منظماً يقوده الكبار ووسيلته الأطفال الصغار.

وخلال الأشهر الماضية، عملت مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل على مكافحة هذه الظواهر ومحاولة منع انتشارها من خلال ملاحقة الأطفال المتسولين والمتشردين وذويهم إلا أن تلك المحاولات بقيت ضمن القوانين والأعراف السائدة وبالتالي لم تقدم المنفعة المرجوة منها بالشكل الأمثل، حيث تحتاج مثل هذه الحالات إلى دراسة معمقة لوضع حلول أكثر فاعلية تضمن عدم عودة الطفل المستهدف إلى عادة التسول والتشرد في الشوارع.

ومن هنا انطلقت فكرة العمل التطوعي لدى فريق من الشباب الذي توجه للاهتمام في علاج هذه الظاهرة المنتشرة بشكل كبير في الآونة الأخير.

فريق “سيّار حمص” التطوعي الذي يضم عدداً من الاشخاص ذوي الكفاءة والاختصاص وضع ضمن أهدافه العمل مع الأطفال المتسولين والمشردين والمتسربين من المدارس بحسب ما أكدت حنين صليبي منسقة الفريق لمراسل “أثر برس”، مضيفةً أن عمل فريق “سيّار” بدأ منذ عام ونصف العام حيث يتم العمل في الشوارع والحدائق داخل الأحياء التي تشهد أكثر تجمع للأطفال المتسولين ولا سيما الاحياء النائية والتي تضم عدداً من المهجرين، والهدف من العمل في شوارع تلك الأحياء هو عدم جعل الطفل ينتقل الى مركز الفريق وخصوصاً اذا كانت المسافة بعيدة فقررنا أن نتوجه نحن الى الطفل والى الحي الذي يعيش فيه لكسب ثقته وليس العكس.

وحول طبيعة عمل الفريق أشارت حنين إلى أن فريق “سيّار” يعمل على أربعة محاور هي محور التعليم  ومحور التوعية ومحور العلاج بالفن ومحور التنشيط.

نعمل في محور التعليم على محاولة محو الأمية لدى الاطفال وذلك بتعليمهم  الأحرف والارقام والاشكال الهندسية والمعلومات العامة كأيام الأسبوع والأشهر ومعرفة العدد الاكبر والعدد الاصغر والألوان.

أما محور التوعية فينقسم الى عدة أقسام منها التوعية الثقافية والتوعية المجتمعية حيث نحاول أن نزرع بهم القيم وحب التعاون والمحبة والتسامح بالإضافة للتوعية الصحية التي نعلم بها الأطفال كيفية الحفاظ على النظافة والطعام الصحي.

وأضافت: “كذلك التوعية الجنسية حيث أن هذه الفئة من الأطفال تقضي معظم ساعات اليوم في الشارع وبالتالي ممكن أن يتعرض الطفل لحالات تحرش على سبيل المثال، لذلك نعمل على توعيته بأن مثل هذه الحالات غير طبيعية وخاطئة ونعلمه أيضاً كيفيه حماية نفسه من التعرض لهذا الأمر”.

وبالنسبة لمحور العلاج بالفن فإن معظم الأطفال يحبون الرسم لذلك نعمل على مساعدتهم على الرسم وتفريغ الطاقة الذهنية لهم من خلال الرسم بالألوان.

بينما محور التنشيط الذي يهدف الى جمع الأطفال في ساعات معينة وتعليمهم كيفية الانضباط والالتزام ومفهوم الخسارة والربح والعمل مع فريق واحد والتعاون من أجل الفوز وذلك لتعزيز فكرة أن الطفل لا يمكن له الفوز لوحده بل يجب عليه التعاون مع الآخرين.

يبقى فريق الرصد الذي يقوم برصد ومتابعة حالات الأطفال كلاً على حدى ويعمل على معرفة كافة المعلومات الخاصة بالطفل كما يعمل على تقديم المساعدة الممكنة في علاج بعض الحالات بالتعاون مع المرشدين والاخصائيين النفسيين المتواجدين في الفريق.

بالسؤال عن عدد الأطفال المستهدفين وتجاوبهم ودور الأهالي في نجاح العمل، قالت حنين: “نستهدف حالياً نحو 100 طفل بينما يبلغ عدد المتطوعين 30 متطوعاً وهذا العدد قابل للزيادة إلى الضعف أما التجاوب فكان كبيراً جداً وقد استطعنا إعادة بعض الأطفال المتسربين من المدراس إلى مدارسهم بالتعاون مع مديرية التربية ولاحظنا خلال عملنا أن بعض الأطفال بدؤوا ينتظمون في مواعيد الحضور المحددة كل يوم سبت بين الساعة 10 والساعة 12”.

وبالنسبة لدور الأهل فكان اللافت أن بعض الأهالي كانوا يحضرون خلال ساعات اللقاء مع الأطفال وكانوا من المشجعين للفكرة بينما بعض الأهالي كانوا ضد الفكرة تماماً وهنا أضافت: “لقد خسرنا الكثير من الأطفال خلال الجلسات بسبب منعهم من قبل الأهل من التواجد في هذا التوقيت الذي من المفترض أن يكون خلاله الأطفال في ساعات العمل بل طالب عدد من الأهالي بمبالغ مالية لقاء السماح لأطفالهم بالجلوس معنا والتعلم”.

وعن الدعم المادي للفريق قالت حنين: “إن الدعم المادي غير متوفر بشكل دائم فليس لدينا مردود مادي مستدام ولكن هناك بعض الجهات و بعض الأشخاص قدموا بين الحين والآخر مبالغ مالية ساهمت في تأمين المواد القرطاسية وبعض مستلزمات العمل مع الأطفال”.

وتحدثت أكثر عن هدف الفريق فقالت: “نهدف من هذا العمل للفت نظر المجتمع إلى أن هؤلاء الأطفال ليسوا مجرمين وليسوا مذنبين بل يجب أن نتعامل معهم بقليل من الإنسانية لأن هذا الطفل مغلوباً على أمره وهو مسير وليس مخير وبالتالي التعامل معهم بوصفهم أطفالاً فقط”.

أما الهدف الأسمى للفريق فهو أن يتم تأمين هؤلاء الاطفال في مراكز مختصة مشابهة لمراكز الرعاية الاجتماعية تتمتع بالبيئة النظيفة والتي يستطيع من خلالها يعيش طفولته بالطريقة الصحيحة.

حيدر رزوق – حمص

اقرأ أيضاً