تحدث خلافات كثيرة بين اللاعبين على حمل شارة كابتن الفريق ويعتبر بعضهم أنه الأحق في حملها عن غيره ربما بسبب أقدميته في الفريق أو تميزه فنياً أو بشعبيته.
امتيازات كابتن الفريق لا تقتصر على كونه سيجري عملية القرعة مع الخصم والتقاط الصور بعد ذلك أو مجاملة الحكام له والسماح له بمناقشتهم في أرض الملعب لبعض الوقت، بل له مهمات أخرى تجعل منه صاحب امتياز بحملها.
ويختار بعض المدربون اللاعب الأقدم أو الأكبر سناً حاملاً للشارة بينما يختار آخرون اللاعب الأكثر نجومية والأفضل فنياً وفي كلتا الحالتين يجب أن يكون اللاعب يتمتع بشخصية قيادية وأن يكون محبوباً من زملائه بحيث يستطيع فرض شخصيته عليهم وقيادتهم داخل الملعب وإيصال تعليمات المدرب لهم، أي أن يكون مدرب داخل أرض الملعب في أثناء المباراة.
وعلى المدرب أو إدارة الفريق اختيار من سيحمل الشارة في حال طرد الكابتن أو تعرّض للإصابة فتنتقل الشارة تلقائياً من لاعب لآخر حسب المعايير التي تُوضع.
وقد لا يشكل عمر اللاعب عائق في حمل الشارة وتذهب للاعب صغير السن كما فعل مدرب المنتخب الإنجليزي عندما منح شارة القيادة للاعب مايكل أوين وهو لم يبلغ الـ 22 من عمره بديلاً لبيكهام المصاب، كما حمل لاعب منتخب البرازيل كاكا شارة القيادة في سن العشرين.
حادثة طريفة:
ولعل من أطرف الحوادث في هذا الموضوع تلك التي حصلت في نادي تشرين بعد دورة المتوسط عام 1987 عندما انتقل إليه نخبة من لاعبي سوريا (وليد أبو السل ونزار محروس وجورج خوري والمرحوم أحمد عيد) وكان يلعب معه من أبناء النادي حينها (عبد القادر كردغلي وعمار حبيب ويوسف هولا والمرحوم موفق كنعان) وغيرهم وكل هؤلاء كانوا نجوم في الكرة السورية حينها ولكل منهم شعبيته وشخصيته القوية فعمدت إدارة النادي والمدرب إلى توزيع الشارة على اللاعبين بحيث كنا نجد في كل مباراة كابتن جديد للفريق.
أشهر الأحداث بسبب شارة الكابتن:
لم تكن حادثة المنتخب البلجيكي الأخيرة حول حمل شارة الكابتن بين الحارس كورتوا والمهاجم لوكاكو عندما رفض كورتوا السفر مع منتخب بلاده لمواجهة أستونيا بسبب منح شارة الكابتن في مباراة النمسا للمهاجم لوكاكو ولن تكون الأخيرة في هذا المجال، بالتأكيد ما لم يكن الجهاز الفني وكذلك الإداري أكثر حزماً في هذا الموضوع.
في شباط 2010، قرر الإيطالي فابيو كابيلو، مدرب منتخب إنجلترا في ذلك الوقت، سحب شارة القيادة من جون تيري، وتسليمها لفرانك لامبارد؛ بسبب تورط الأول في علاقة غير شرعية خارج حدود الزواج، مع صديقة اللاعب واين بريدج.
في نهائي دوري أبطال أوروبا 2012، أُوقف جون تيري، قائد تشلسي، وحُرم من خوض النهائي؛ بسبب حصوله على بطاقة حمراء أمام برشلونة في إياب نصف النهائي، ليحمل الشارة نائبه فرانك لامبارد.
وفي عام 2014 سحب مدرب منتخب الأرجنتين أليساندروا سابيلا شارة القيادة من خافيير ماسكيرانو ومنحها لميسي الأمر الذي لم يعجب ماسكيرانو وذهب اعتراضه أدراج الرياح؛ ولكن ميسي تعرّض بعدها لانتقادات بسبب النتائج السيئة للمنتخب كونه لا يمتلك شخصية القائد على الرغم من أنها لم تفارق ذراعه منذ ذلك الوقت.
وفي عام 2019 جرد مدرب البرازيل تيتي اللاعب نيمار من شارة القيادة ومنحها لداني ألفيش لأسباب انضباطية ولم يهتم باعتراض نيمار.
وفي عام 2021 تم منح شارة كابتن منتخب مصر للاعب محمد صلاح على الرغم من وجود لاعبين أقدم منه في المنتخب.
أما بوروسيا دورتموند الألماني فمنح شارة القيادة للاعبه الإنجليزي الشاب جود بيلينغهام في عددٍ من المباريات، وهو لم يتعدَ الـ19 عاماً من عمره، في وجود عددٍ من اللاعبين الأكبر سناً والأقدم منه في الفريق.
وكاد الفرنسي هوغو لويس، حارس مرمى وقائد توتنهام، أن يفقد شارة القيادة في عام 2018، بعدما اعتقلته الشرطة البريطانية وهو يقود سيارته تحت تأثير الكحول.
وفي سوريا حصل خلاف بين عدد من اللاعبين على حمل شارة كابتن المنتخب لتذهب في النهاية للحارس إبراهيم عالمة.
أشهر من حمل شارة الكابتن:
هناك الكثير من اللاعبين حملوا شارة الكابتن؛ ولكنهم لم يكونوا على قدر المسؤولية ولم يكن لديهم تأثير في زملائهم وأيضاً هناك الكثير ممن أثبت حضوره وشخصيته وكان قائداً حقيقياً داخل أرض الملعب وفي التمارين ومن أشهر هؤلاء:
البرازيليون بيليه وزاغالو وزيكو ودونغا، والإيطاليون دينو زوف وباريزي ومالديني، والفرنسيان ديشامب وزيدان، والهولنديان كرويف وكويمان، والنمساوي كرانكل، والأرجنتينيون مارادونا وباساريلا وزانيتي وميسي، والبرتغالي رونالدو والكولومبي فالديراما، والإسبانيون راؤول وبويول وهييرو، والألمانيون بيكنباور ورومنيغه وماتيوس وأوليفر كان، والإنجليزيون بوبي مور وجيرارد وجون تيري والكاميروني روجيه ميلا، والإيراني علي دائي، والبولنديان بونييك ولاتو، ومن العرب بادو الزاكي حارس منتخب المغرب ومحمود الخطيب، وحسن شحاته من مصر، وعدنان درجال من العراق، وصالح النعيمي وماجد عبد الله وعبد الله الدعيع من السعودية، ومنصور مفتاح من قطر، وحمود سلطان من البحرين، وجورج مختار وعبد القادر كردغلي ونزار محروس من سوريا، ومن تونس عبد المجيد الشتالي وطارق ذياب وجاسم يعقوب وأحمد الطرابلسي من الكويت والقائمة تطول.
إذن كرة القدم لعبة جماعية وكل لاعب فيها له عقليته وسلوكه الخاصين به، لذا على القائد أن يتمتع بثقة كبيرة بنفسه حتى يستطيع أن يكون ملهم لزملائه ويستطيع السيطرة عليهم ويكون مدرباً لهم في أرض الملعب وبالتالي تكون شارة الكابتن امتياز.
محسن عمران || أثر سبورت