أثر برس

مظاهرات شعبية بأكثر من بلدة.. تركيا تضيق الخناق المعيشي على أهالي المناطق التي تحتلها شمالي حلب

by Athr Press G

خاص || أثر برس خرج أهالي المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا وفصائلها ليلة أمس، بمظاهرات واسعة النطاق ضد الممارسات التعسفية المسيئة التي تنفذها حكومة أنقرة والشركات الخدمية التابعة لها في شمالي حلب، تطورت هذه المظاهرات لاحقاً إلى منحى أكثر عنفاً بعد تدخل مباشر من عناصر الجيش التركي، ما تسبب بوقوع ضحايا بين المتظاهرين.

فبعد سلسلة من الدعوات التي أطلقها ناشطون ضمن المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية، بادر أهالي منطقة عفرين مساء الأمس إلى الخروج في مظاهرات شعبية حاشدة، ضد الواقع المعيشي السيئ الذي يسببه استغلال الشركات التركية المستحوذة على كافة الخدمات الرئيسية لجيوب المواطنين، حيث تجمهر الأهالي في ساحات عفرين المدينة بداية، قبل أن تمتد المظاهرات الاحتجاجية وتشمل عدة بلدات أخرى من المنطقة في مقدمتها بلدة “جنديرس” جنوب غرب المنطقة.

وأفادت مصادر “أثر” بأن آلاف المتظاهرين تجمهروا بشكل سلمي بداية في ساحتي “النيروز، وكاوا” وسط مدينة عفرين، مطالبين بوضع حدٍ للاستغلال الفاضح الذي تقوم به الشركات الخدمية التركية، وفي مقدمتها الشركة المستثمرة للتغذية الكهربائية التي عملت مؤخراً على رفع أجور التغذية وتخفيض عدد ساعاتها إلى حد كبير، قبل أن تتخذ المظاهرات منحى العنف إبان تدخل مسلحي ما يسمى بـ “الشرطة المدنية” ومحاولتهم تفريق المتظاهرين بالقوة بمؤازرة من جنود الجيش التركي.

موجة الغضب بين متظاهري عفرين تصاعدت بشكل كبير بعد التهديدات التي تلقوها من مسلحي “الشرطة المدنية”، فبادروا إلى الهجوم على المسلحين وضربهم، قبل أن يتوجهوا مباشرة نحو مقر الشركة التركية، ويقتحموه باستخدام العصي والحجارة، كما عمل المتظاهرون على نهب محتويات الشركة من حواسيب وأجهزة إلكترونية وأثاث، وأضرموا النيران في بعضٍ من أجزائها.

وامتد غضب المتظاهرين أيضاً نحو ما يسمى بـ “المجلس المحلي” الموالي لتركيا، ليلاقي مقر المجلس مصير مقر شركة الكهرباء لناحية اقتحامه من قبل المتظاهرين، وتنفيذهم عمليات نهب وحرق طالت أجزاء واسعة منه، لتصل الاشتباكات لاحقاً إلى محيط مبنى السرايا حيث يقيم ممثل الوالي التركي، الأمر الذي دفع بالقوات التركية إلى إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة، قامت بالاشتباك مع المتظاهرين مدة نصف ساعة، ما أوقع عدداً من الإصابات بين المدنيين.

بالتزامن مع ذلك، كانت بلدة “جنديرس” تشهد مظاهرات مماثلة بمشاركة معظم القاطنين فيها، إلا أن ما ميّز مظاهرات البلدة، تمثل في مشاركة عدد كبير من مسلحي فصائل أنقرة بالمظاهرات إلى جانب المدنيين، الأمر الذي تسبب بحالة من الفوضى ودفع بالقوات التركية وباقي مسلحي الفصائل إلى إطلاق الرصاص مباشرة نحو المتظاهرين، ما أسفر وفق ما أوردته مصادر محلية لـ “أثر”، عن مقتل أحدهم وإصابة 5 آخرين على الأقل.

مشهد المظاهرات في عفرين، شجّع أهالي باقي المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية في ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي، على اتخاذ خطوات مماثلة، ليتطابق مشهد الأحداث في عفرين لاحقاً، مع المشهد العام في بلدتي “مارع، وصوران أعزاز” ومدينة الباب، حيث شهدت تلك المناطق مظاهرات شعبية حاشدة، تطورت أيضاً، على غرار ما حدث في عفرين، إلى أعمال دهم ونهب وإحراق مقرات الشركات التركية والمجالس المحلية، وفي مقدمتها مقرات فروع شركة الكهرباء.

ورغم إصدار الشركة الكهربائية التركية عدة بيانات متلاحقة لتوضيح ما حدث في محاولة لتهدئة الوضع العام، إلا أن المتظاهرين استمروا في تصعيدهم إلى وقت متأخر من الليل، قبل أن تنفض تلك المظاهرات بعد وعود تركية بالاستجابة لكافة المطالب المقدمة في أسرع وقت.

ورغم توقف المظاهرات في الوقت الراهن، إلا أن التوتر ما يزال مخيماً على كافة المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل أنقرة، وسط حالة غليان شعبي رصدتها مصادر “أثر” صباح اليوم، مشيرة إلى احتمالية تجدد المظاهرات في أي لحظة، بالتزامن مع وصول تعزيزات جديدة من عناصر الشرطة العسكرية التركية إلى كافة المناطق التي خرجت فيها المظاهرات، استعداداً للتعامل مع أي حراك شعبي قد يحدث في حال لم تتم تلبية مطالب متظاهري الأمس.

وتتحكم الشركات التركية في مختلف نواحي الحياة المعيشية ضمن المناطق التي تسيطر عليها أنقرة ومسلحوها شمالي حلب، وخاصة على صعيد التغذية الكهربائية التي تحتكرها شركة “AK Energy”، والتي تعمل بين كل حين وآخر على رفع أسعار الاشتراك بأرقام كبيرة وبالعملة التركية، بالتزامن مع تخفيضها بشكل متواتر لعدد ساعات التغذية اليومية، الأمر الذي خلّف حالة من السخط والغليان الشعبي غير المسبوق بين كافة سكان تلك المناطق.

زاهر طحان – حلب

اقرأ أيضاً