أثر برس

شمالي حلب نحو “صيف ساخن”.. أنقرة تعطي بعض الفصائل مهلة إلى نهاية شهر رمضان

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس بدأت القوات التركية عملية إعادة هيكلة فصائل “الجيش الوطني” المنتشرة في مناطق شمالي سوريا، من بوابة تفكيك الفصائل الموالية لـ”هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)”، إذ كشفت المعلومات التي حصل عليها “أثر برس” من مصادر عدة، أن ضباطاً أتراكاً أبلغوا كلاً من “تجمع الشهباء”، و”حركة أحرار الشام – القاطع الشرقي”، بضرورة حل نفسها والاندماج مع “الجيش الوطني”، بالسرعة القصوى.

ويتألف “تجمع الشهباء”، من مجموعة من الفصائل منها “حركة نور الدين الزنكي”، وهي ذات ميول متطرفة، و”الفرقة 50″، و فصيلي “أحرار عولان – صقور أعزاز”، بينما تعد مجموعة “القاطع الشرقي”، من فصيل “حركة أحرار الشام”، تنظيماً منفصلاً منذ فترة بعيدة عن قيادة الحركة الموالية بشكل مطلق للقوات التركية، وكانت هذه المجموعة قد اشتبكت مع “الجيش الوطني”، في أيلول من العام الماضي بهدف السيطرة بشكل مطلق على “معبر الحمران”، الرابط مع المناطق التي تسيطر عليها “قسد”، شمالي وشرقي سوريا، والذي يعد المعبر الأساس لمرور قوافل النفط والمحروقات القادمة من الحقول النفطية باتجاه شمال حلب وإدلب.

وأفادت مصادر -فضلت عدم الكشف عن هويتها- خلال حديثها لـ”أثر برس” بأن القوات التركية أمهلت قيادات الفصائل المذكورة حتى نهاية شهر رمضان، لتعلن حلّ فصائلها والاندماج ضمن “الجيش الوطني” التابع لأنقرة، وإلّا ستعمل القوات التركية لتفكيك هذه الفصائل بالقوة.

وفي الوقت نفسه، أكدت المصادر أن قيادات هذه الفصائل رفضت المهلة، ورفضت أن تحل نفسها أياً كانت العواقب، الأمر الذي يرجح تنفيذ عملية عسكرية من القوات التركية وفصائلها ضد هذه الفصائل بعد عيد الفطر.

وتحمل الخطوة التركية هدفين بشكل أساسي، الأول تنفيذ مشروع إعادة الهيكلة بما يسهل عملية السيطرة على الشمال السوري وإدارته من قبل القوى الموالية لها، والثانية التخلص من نفوذ “هيئة تحرير الشام” في المناطق التي تسيطر عليها من ريف حلب الشمالي، وإنهاء سيطرة “الجولاني” على تجارة النفط والحبوب القائمة مع “قسد”، فعلى الرغم من أن الأخيرة تعد عدواً مفترضاً لكل من “الهيئة” وفصائل أنقرة، لكن التبادل التجاري بين الطرفين لم يتوقف إلا مرات قليلة ولفترات محدودة جداً.

ورجّحت المصادر أن يتوسع احتمال الاشتباك بين القوات التركية والفصائل المقربة من “هيئة تحرير الشام” في ريف حلب إلى داخل المناطق التي يسيطر عليها “الجولاني” بشكل مطلق في ريف إدلب، في محاولة من تركيا الاستفادة من الأجواء المتوترة التي تشهدها هذه المناطق على إثر المظاهرات المستمرة ضد “الهيئة”، من قبل خصوم “الجولاني”، الأمر الذي قد يدفع أنقرة للتنسيق مع الشخصيات المتطرفة الموجودة في المنطقة لتوظيفها ودعمها في حرب تشن على “الجولاني”، وسيبدأ الاشتباك في إدلب بالتضييق على “الجولاني”، بإغلاق المعابر الرابطة بين شمالي إدلب، وشمال غربي حلب.

ونوّهت المصادر بأن اشتعال مناطق الشمال السوري باقتتال بين الفصائل بات مسألة وقت، لكن أمر انتقال الاقتتال بجزء منه إلى داخل محافظة إدلب يبقى رهين الاحتمالات، ورد فعل “الجولاني” نفسه على تقليم أظافره في مناطق شمال حلب، وأخذ “معبر الحمران” منه، ما يفقده جزءاً أساسياً من عملية التمويل الذاتي لتنظيمه، الأمر الذي قد يدفعه لاستخدام أوراق قوته مثل تنظيم “الحزب الإسلامي التركستاني”، المشكل من مقاتلين ينحدرون من أقلية “الإيغور” الصينية، والذي يعد من التنظيمات الأكثر شراسة في شمال سوريا، والموالية بشكل مطلق لـ”الجولاني”.

المفارقة الغريبة إنه وعلى الرغم من المواقف التي تتخذها تركيا ضد نفوذ “الجولاني” شمالي حلب، تأتي مع استمرار فتح معبر “باب الهوى”، من قبل الحكومة التركية بوجه تجارة “الجولاني”، ومن يواليه من وإلى الأراضي التركية، وهنا تؤكد المصادر أن “الجولاني” الذي يحاول أن يصدر نفسه على إنه “القائد الإسلامي المعتدل”، منذ سنوات قد يستفيد من موقف أمريكي لصالحه بعد أن كشف بنفسه في مرات عدة عن تعاون ومراسلات مع “التحالف الأمريكي”، في خطوات يسعى فيها لإزالة نفسه خصوصاً، وتنظيمه عموماً، من اللائحة السوداء لمجلس الأمن الدولي.

 

اقرأ أيضاً