خاص|| أثر برس تشهد محافظة الحسكة حالة من التوتر منذ مساء أمس الثلاثاء، إذ اندلعت اشتباكات بين الجيش السوري، والدفاع الوطني، بعد أن حاصر الجيش مقر قائد الدفاع الوطني عبد القادر حمو الكائن في حي القضاة وسط مدينة الحسكة بغية إلقاء القبض عليه وإخراجه من المربع الأمني.
وأكدت مصادر “أثر” اليوم الأربعاء أن الاشتباكات مستمرة بتقطع منذ مساء أمس الثلاثاء حتى اليوم، مشيرة إلى أنه لوحظ تصاعد أعمدة دخان من مكان إقامة حمو في الحسكة.
وأشارت مصادر “أثر” إلى أن الجيش يقترب من إنهاء العملية التي تهدف إلى نقل حمو إلى دمشق، موضحة أن وجود المدنيين في محيط مقر قائد الدفاع “حمو” أعاق عملية الجيش.
وفي أثناء الاشتباكات مساء أمس فجّر الدفاع الوطني عدداً من العبوات الناسفة في محاولة إعاقة تقدم الجيش باتجاه المقر، كما ضرب قذائف هاون سقطت واحدة في حي الصالحية والثانية في حي غويران من دون وقوع أضرار بشرية.
وأفادت مديرية الصحة في الحسكة لـ”أثر” بأن حصيلة الاشتباكات حتى الآن هي، استشهاد عنصر من الجيش السوري وإصابة 4 آخرين بينهم ضابط برتبة نقيب، كما أُصيب 6 مدنيين بينهم طفل.
ونتيجة هذا التصعيد، تم إلغاء دوام المدارس الموجودة في تلك المنطقة اليوم الأربعاء، كما تم تأجيل الامتحانات المقررة في كليات جامعة الفرات في الحسكة إلى موعد يحدد لاحقاً.
وتعود أسباب هذا التصعيد، إلى خلاف نشب في آب الفائت، بين قبيلة “الجبور” وقائد الدفاع الوطني عبد القادر حمو، نتيجة اعتداء الأخير على أحد وجهاء شيخ القبيلة الشيخ عبد العزيز محمد أحمد المسلط، ما تسبب بحالة من التوتر واستنفار لأبناء قبيلة “الجبور” في المحافظة مهددين باقتحام مقر الدفاع الوطني كون الاعتداء على أحد الوجهاء إهانة لكرامة القبيلة.
وأعلنت حينها قيادة الدفاع الوطني إعفاء حمو من منصبه وتعيين نائبه بديلاً عنه، بينما طالبت القبيلة بعد ذلك بإخراج حمو من المربع الأمني ومحاسبته في دمشق، إلّا أن الأخير لم يلتزم بقرار الإقالة ولم ينتقل إلى دمشق.
وفي مطلع أيلول الجاري، زارت لجنة مؤلفة من ضباط عدة في الأمانة العامة لقيادة الدفاع الوطني في دمشق، محافظة الحسكة للتحقيق بالتجاوزات التي ارتكبها الحمو، وغادرت بعد أربعة أيام من دون أي تسريب عن مجريات التحقيق وانتشار معلومات تتحدث عن نقل قائد الدفاع الوطني إلى خارج المحافظة، ليتبين في وقت لاحق أنه ما زال في منزله القريب من المقر الرئيس للدفاع الوطني.
وإلى جانب عدم التزامه بقرار عزله، استمر حمو، بإثارة البلبلة في المنطقة، إذ أقدم في يوم الإثنين 11 أيلول الجاري، على تفجير عبوتين ناسفتين في أراضي “حبو” عند الساتر الفاصل بين مناطق سيطرة الدولة السورية ومناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية- قسد”، كما نفّذ عرضاً عسكرياً في شوارع المدينة عند الفجر، على خلفية انشقاق أربعة عناصر من قادة المجموعات في الدفاع الوطني، وانسحابهم بآلياتهم وتوجههم إلى القائد العسكري لمحافظة الحسكة ورئيس اللجنة الأمنية في المحافظة، ما أدى إلى استنفار وحدات الجيش السوري والجهات الأمنية في المدينة تحسباً لأي طارئ.
الحسكة