أجرى وزير الخارجية بسام صباغ ونظيره الإيراني عباس عراقتشي مؤتمراً صحافياً مشتركاً اليوم، عقب إجرائهما اجتماعاً بحثا فيه العلاقات الثنائية بين دمشق وطهران على جميع المستويات.
وقال الوزير الصباغ في المؤتمر، إنّ “محادثتنا كانت إيجابية لتعزيز التعاون في جميع المجالات بما فيه مصلحة شعبي البلدين”، مضيفاً أنّ “مباحثاتنا تطرقت إلى العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة وتوسعه إلى لبنان والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية”، وفق ما نقلته وكالة “سانا” الرسمية.
وأكد صباغ، أنّ “سوريا وإيران تدينان جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي وتطالبان بمحاسبته على جرائمه وتؤكدان حق الشعوب في المقاومة”، لافتاً إلى أنّ “المنطقة لن تنعم بالاستقرار ما لم يزل الاحتلال الإسرائيلي، ويتوقف دعم بعض الدول له” .
وشدد الوزير السوري على أنّ “سوريا وإيران تدينان الإجراءات القسرية غير الشرعية المفروضة عليهما ويتعاونان من أجل التنسيق لمواجهة آثارها”.
وفي سؤال عن وجود تنسيق أمريكي- إسرائيلي في مواجهة سوريا، قال صباغ، إنّ “التصعيد الإسرائيلي الحالي في منطقتنا يندرج بإطار مشروع أمريكي- صهيوني قديم لإعادة تشكيل منطقتنا والأدوات الإرهابية تُستخدم لهذه الغاية”، مؤكداً أنه “منذ 2011 تواجه سوريا هذه الأدوات وتم دحرها في معظم المناطق، وما زالت هناك بؤر موجودة في شمال وشمال غربي سوريا”.
كما لفت وزير الخارجية السورية في سياق آخر، إلى أنّ “اللجان المشتركة بين سوريا وإيران تُشرف على كل أوجه التعاون الاقتصادي بين البلدين وتحدد مستويات التنفيذ، وراضون تماماً عمّا تم إنجازه”.
بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي في المؤتمر، أنّه “بحثنا العلاقات الثنائية بين بلدينا على جميع المستويات وأكدنا أننا إلى جانب سوريا وسنبقى كذلك”، مشدداً أنّ “إيران تدين الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية وسرقة الولايات المتحدة ثروات الشعب السوري”.
وأوضح الوزير الإيراني، أنّ “سوريا تواجه حالياً أزمة اقتصادية وعلى الرغم من ذلك تستضيف نحو 500 ألف مهجّر من لبنان وسنقدم كل مساعدة ممكنة بهذا الخصوص وندعو المجتمع الدولي للمساعدة أيضاً”.
وفي خصوص الرد الإيراني على الاعتداء الإسرائيلي الأخير، أكد عراقتشي، أنّ “أي اعتداء على إيران لن يبقى من دون رد وأثبتنا ذلك خلال عمليات الوعد الصادق 1 و2″، مشيراً إلى أنّ “الرد سيكون بالوقت والظرف والشكل المناسبين”.
وبيّن عراقتشي أنّ “إيران أثبتت أن قراراتها كانت ذكية وتعتمد على الحكمة وعدم الاستعجال والتهور”، مؤكداً أنها “لن ترضخ لسياسة الضغوط القصوى التي انتهجها الأمريكيون ضدنا”، داعياً واشنطن إلى اتباع العقلانية القصوى بدلاً من الضغوط القصوى للحصول على نتائج إيجابية”.
ولفت وزير الخارجية الإيراني إلى أنّ “جهود إيران السياسية لوقف العدوان الصهيوني المستمر على المنطقة متواصلة مع جميع الدول والمنظمات الأممية ودائماً ننسق مع سوريا في ذلك”، مشيراً إلى أنّ المقاومة في الميدان تتصدى للاعتداءات الإسرائيلية وهي التي تقرر مصير المنطقة”.
وكان وزير الخارجية بسام صباغ قد وصل إلى العاصمة الإيرانية طهران، مساء أمس، للقاء نظيره الإيراني عباس عراقتشي ومسؤولين إيرانيين آخرين، في زيارة هي الأولى للوزير السوري إلى إيران.
وتأتي الزيارات المتبادلة بين المسؤولين السوريين والإيرانيين في ظل تصاعد الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان، وتكثيف الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً غاراته الجوية على سوريا وتحديداً في دمشق والمعابر الحدودية بين سوريا ولبنان.
أثر برس