نشرت صحيفة “ذي أتلانتك” الأمريكية مقالاً للكاتب “جون ستيوترن” يتحدث فيه عن ما جرى تحت الطاولة بين أمريكا وتركيا، حيث تنازل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن وجود قواته في سوريا مقابل تكتم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن أحداث جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وجاء في المقال:
لم يتراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولو لثانية واحدة، عن الدفاع عن حليفه الأقوى في الشرق الأوسط، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فيما يخص اتهامه المباشر في مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية.
ورغم تأكيدات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بمسؤولية ولي العهد السعودي المباشرة بقتل خاشقجي، إلا أن ترامب أكد أن بن سلمان صادقٌ معه بعد أن جزم عدم تورطه في القضية.
السعودية، “الزبون الدسم”، عقدت صفقاتٍ بمئات الملايين لشراء الأسلحة الأمريكية، وهو ما تحجج به ترامب بدفاعه عنها، مؤكداً أنه يمنع أن تذهب هذه الأموال إلى الجيوب الصينية والروسية.
وهنا، استغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الوضع ورسم المعادلات على طريقته، بعد أن هدد بأنه سيكشف خبايا قضية خاشقجي، وكتمها بعد ذلك، ولوّح بعملية عسكرية ضد الكرد شرق الفرات في سوريا، بعد الانسحاب الأمريكي من المنطقة، والذي ضمنه له ترامب رغم معارضة سياسيين أمريكيين.
يبدو أن الرئيس أردوغان قد حقق غايته من الحملة الإعلامية التي ضجّت العالم بقضية مقتل خاشقجي، فقد بدا منها أنها تتقصّد التوصل إلى تفاهمات إقليمية مع الرئيس ترامب ومشاركة السعودية، التي أعلن أردوغان أنه يسعى إلى تفاهم معها، في الاعتراف بدور تركي مؤثر يحتمل عقد الصفقات السياسية، أمام هذه المتغيرات الكبرى التي أصبحت عليها أنقرة، يبدو أن قضية خاشقجي أصبحت وراءها.