نشرت صحيفة “فورين بوليسي” الأمريكية مقالاً للصحفي مايكل هيرش يتحدث فيه التطورات الأخيرة بين المغرب والسعودية على ضوء استدعاء الرباط سفيرها من الرياض وإنهاء مشاركتها في “التحالف العربي” في اليمن.
وجاء في المقال:
عاشت العلاقات بين السعودية والمغرب لعدة عقود حال من الصفاء والتفاهم، ليطغى عليها التوتر منذ سنتين، ويستدعي المغرب سفيره في السعودية، مصطفى المنصوري، بعد أن بثت قناة “العربية” السعودية فيلماً وثائقياً عن الصحراء الغربية أشار إلى أن المغرب غزا هذه المنطقة بعد أن غادرها المستوطنون الإسبان سنة 1975.
وبدأت تتدهور العلاقات منذ تعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد سنة 2017، لتتغير بذلك السياسة الخارجية للسعودية، وكانت نقطة التحول في العلاقات الثنائية بين البلدين، عندما فرضت السعودية حصاراً اقتصادياً على قطر بعد اتهامها بـ”دعم الإرهاب”، بموجب قرار أيدته كل من الإمارات والبحرين ومصر، بينما حاول المغرب التوسط بين الدولتين.
وبتاريخ 24 كانون الثاني الماضي صرح وزير الخارجية المغرب بأنه على الرغم من الاستمرار في التحالف العربي مع السعودية، إلا أن التزام البلاد قد تغير.
وسلط الوزير المغربي الضوء على البعد الإنساني للحرب اليمنية، مشيراً إلى أن هذه الحرب هي “أعظم كارثة إنسانية في العالم”، ولم يشارك المغرب في الاجتماعات العسكرية والوزارية الأخيرة لهذا التحالف.
ويبدو أن الحياد الإيجابي الذي ينتهجه المغرب لم يرق كثيراً للسعودية، فيما يواصل المغرب تقليص مشاركته في حرب اليمن، إلى أن تمكن في نيسان من سنة 2018 من سحب مقاتلاته من طراز إف-16 المتمركزة في السعودية.
وبعد مرور شهرين، رفضت السعودية دعم الملف المغربي لاستضافة كأس العالم لكرة القدم لسنة 2026، المنافس العربي الوحيد ضد الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، وعلى الرغم من شروع المغرب في حملة دبلوماسية كبيرة لحشد الدعم، صوتت السعودية لصالح الولايات المتحدة في مؤتمر الفيفا الذي عقد في حزيران في موسكو.
وبعد حادثة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول لم تعرب الرباط عن دعمها لمحمد بن سلمان.
وبعد كل تلك الأسباب، هل انتقلت المغرب إلى الصف القطري-التركي، أم أنها سحابة صيف ستمر سريعاً على حلفاء محمد بن سلمان؟