أثر برس

صحيفة أمريكية: هل نجح مؤتمر “وارسو” كما خططت له واشنطن؟

by Athr Press M

نشرت صحيفة “ذي أتلانتيك” الأمريكية مقالاً للباحث السياسي “إلدار ماميدوف” يتحدث فيه عن فشل مؤتمر “وارسو” التي نظمته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضغطٍ من “إسرائيل” والسعودية.

وجاء في المقال:

إن أحد أهداف إدارة ترامب في تنظيمها لمؤتمر وارسو هو تقويض الاتحاد الأوروبي بصفته واحداً من المدافعين عن نظام عالمي متعدد الأطراف يقوم على القوانين بأفكاراً يسارية، مشيراً إلى أنه من خلال مطالبة نائب الرئيس مايك بنس، الأوروبيين بالتخلي عن الاتفاقية النووية مع إيران، التي صادق عليها مجلس الأمن، كان في الواقع يحاول إملاء ذلك عليهم، ولم يقدم شيئا في المقابل، عدا عن خضوع كامل “للقيادة الأمريكية”.

وكشف الاجتماع في وارسوعن محدودية إعادة اصطفاف اليمين المتطرف مع أمريكا الذي ينشط في دول شرق أوروبا، فحتى عندما استماتت أمريكا ورئيس والوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو ومجموعة من الأنظمة العربية في جعل المؤتمر تماماً حول إيران.

إلا أن المستضيفين البولنديين وغيرهم من الأوروبيين الشرقيين كانت لديهم أولويات أخرى، فبالنسبة لهم لم يكن الأمر يتعلق بإيران، لكن حول تحقيق مصالحهم القومية، فلطالما سعت بولندا مثلاً لأن تقنع أمريكا بإقامة قاعدة عسكرية في أراضيها، أما دول البلطيق الصغيرة فتسعى للحصول على ضمانات إضافية للحماية من روسيا.

ولم تذكر تلك الدول إيران في بيان مديري المؤتمر، وبالنظر إلى أن هذا كان اجتماعاً لدول متقاربة، فإن غياب الإجماع عكس فقط مدى الفشل الأمريكي.

الأهم من ذلك هو أنه قبل أسبوع فقط من مؤتمر وارسو، فإن مجلس الاتحاد الأوروبي تبنى موقفاً من إيران يحدد سياسة عامة للمجموعة تجاهها، وفي ذلك البيان تكرر الدعم التام للاتفاقية النووية، ورحب بالتزام إيران الكامل بالاتفاقية، وصادق على إقامة الثلاثي الأوروبي فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة (أنستكس)، وهي آلية لمساعدة التجارة بين الاتحاد الأوروبي وإيران لتجاوز العقوبات الأمريكية.

هناك تعارض واضح بين الدفاع عن السيادة الوطنية واتباع أمريكا دون شروط، فليس كل الدول الأوروبية تهتم بالسياسة المعادية لإيران التي نتجت عن ضغط من “إسرائيل” ونظام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

اقرأ أيضاً