بالتزامن مع ورود تحليلات أمريكية حول احتمال إجراء تغيرات على السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي تجاه سوريا، نقلت صحيفة “البيان”الإماراتية عن مصادر مطلعة أن هناك محاولات عربية لإجراء وساطة بين الغرب وسوريا.
ووفق الصحيفة الإماراتية فإن قرار جامعة الدول العربية بعودة دمشق، وقرار إنشاء “لجنة وزارية عربية” لمواصلة الحوار المباشر مع سوريا، ومشاركة الرئيس بشار الأسد في “قمة جدة”، برهنت على أهمية عودة الحوار إلى سوريا من خلال مساعي أطراف إقليمية ودولية فاعلة في الملف السوري.
وأشارت الصحيفة إلى أن التحركات العربية الأخيرة إزاء سوريا، دفعت الأمم المتحدة إلى زيادة تحركاتها الدبلوماسية لإنهاء تداعيات الأزمة في البلاد، والشروع بـ”عملية سلام”، تنهي 12 عاماً من الحرب، في وقت بدأت عملية الانفتاح على دمشق تأتي تدريجياً من جهات إقليمية ودولية.
ونقلت “البيان” الإماراتية عن مصادرها إن “المجموعة العربية تعمل على إقناع الاتحاد الأوروبي بالانفتاح على دمشق، إلا أن الأمر يحتاج إلى انتهاج سياسة خطوة خطوة وفق ما تم الاتفاق عليه في قمة جدة”.
الحديث عن تحركات أممية دبلوماسية إزاء سوريا ترافق مع بروز المبعوث الأممي غير بيدرسون، الذي كثف نشاطه مؤخراً من خلال الزيارات الخارجية واللقاءات مع مسؤولين عرب، وأشار في 31 أيار الفائت خلال جلسة لمجلس الأمن إلى اجتماع موسكو الرباعي بين روسيا وإيران وسوريا وتركيا، واجتماع عمان، وقرار جامعة الدول العربية بشأن عودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة، وقرار إنشاء اللجنة الوزارية العربية لمواصلة الحوار المباشر مع الحكومة السورية، ومشاركة الرئيس بشار الأسد في القمة العربية بجدة، لافتاً إلى أنه “من الضروري أن تقترن هذه التحركات الدبلوماسية بعمل حقيقي على الأرض لإنهاء الحرب في سوريا” منوّهاً إلى أن التحركات الأخيرة يمكن أن توفر فرصة حقيقية للمضي قدماً.
وكذلك سبق أن أكد بيدرسون خلال اتصالات أجراها مع وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن، على ضرورة تحريك المسار السياسي كجزء من مبادرة خطوة مقابل خطوة، وأولى تلك الخطوات بحسب طرحه، استئناف اجتماعات “اللجنة الدستورية”.
وفي هذا الصدد، سبق أن أشارت صحيفة “الأخبار” اللبنانية إلى وجود وساطة عربية بين الغرب وسوريا، ونقلت عن مصدر دبلوماسي سعودي، قوله: “من دون إحداث توازن بين الغرب وروسيا والدور العربي، وتبديد مخاوف دمشق، فإن ما سيقدّمه العرب قد يقتصر على عودة العلاقات الدبلوماسية وفتح السفارات، وتوزيع بعض المساعدات في مجالات ضيّقة ومحدودة الاستدامة والتأثير” مشيراً إلى أنه “في انتظار تحقّق ذلك التوازن، تسعى الرياض حالياً لأن تكون بمثابة الوسيط بين دمشق والغرب، وهذا ما يدلّ عليه حديث وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، في ختام القمة العربية، عن أن بلاده ستتواصل مع الشركاء الغربيين لتبديد مخاوفهم، مؤكّداً أنه جرى الاتفاق مع الحكومة السورية على تطبيق خطّة خطوة مقابل خطوة”.
وتتفق بنود خطة “خطوة مقابل خطوة” مع بنود البيان الختامي لاجتماع عمّان الذي عُقد في بداية أيار الفائت بين وزراء خارجية سوريا والأردن ومصر والسعودية والعراق، والذي كانت أبرز بنوده: “ضبط الأمن والحدود لتحديد مصادر إنتاج المخدرات في سوريا وتهريبها، والبدء باتخاذ خطوات جدية لإعادة اللاجئين، بالإضافة إلى العمل على استئناف أعمال لجنة مناقشة الدستور في أقرب وقت ممكن وتشكيل فريق فني على مستوى الخبراء لمتابعة مخرجات هذا الاجتماع وتحديد الخطوات القادمة لمعالجة الأزمة السورية وتداعياتها”.
يشار إلى أنه أكد مؤخراً عدد من الديبلوماسيين الأمريكيين على ضرورة إجراء تغييرات على السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية إزا الشرق الأوسط بشكل عام وإزاء سوريا بشكل خاص، لافتين إلى أن واشنطن لم يعد بإمكانها أن توقف الانفتاح العربي على سوريا، وفي هذا السياق قال بول بيلار مساعد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سابقاً، في لقاء تلفزيوني أجراه مع قناة “الحرة” الأمريكية، أن “العزلة المفروضة من قبل أمريكا والحكومات العربية على سوريا لم تُثمر وبالتالي من غير المنطقي أن نقول أننا سنحافظ على هذه السياسات” مضيفاً أنه “لا أعتقد أن الحكومات العربية تنتظر إذناً من أمريكا فالعرب ليسوا أغبياء ويعرفون ما هي مصالحهم والسياسات الحالية لم تحقق أي نتيجة”.