نشرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” مقالاً للكاتب “جدعون راتشمون” يتحدث فيه عن وجود مشاورات ملحة في الخفاء بين السعودية والولايات المتحدة، وذلك لإغلاق ملف خاشقجي نهائياً، مقابل تنازلاتٍ جديدة من السعودية للولايات المتحدة.
وجاء في المقال:
يعتبر اختفاء الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي وربما قتله مأساة و لغزاً محيراً، وضربة خطيرة لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط أيضاً.
وشغل ولي العهد السعودي المنصب الافتراضي المستقبلي الذي سيقود التحالف ضد إيران، ويبرم معاهدة سلام مع “إسرائيل”، ويقوض سيطرة رجال الدين في بلاده، وسيسحق تنظيم “داعش” في موطنه وفي الخارج.
ووفقاً لتصريحات محمد بن سلمان، فإنه يريد تحرير المجتمع السعودي وتغيير هيكله الاقتصادي من خلال جذب الصفقات المربحة من أكبر الشركات الأمريكية.
الصداقة السريعة نشأت بين الأمير السعودي وجاريد كوشنير، صهر الرئيس الأمريكي، حيث أن كلاهما في الثلاثينات من عمرهما، سمح لمها بالتخطيط لإعادة رسم جيوسياسية منطقة الشرق الأوسط.
الأمير السعودي كان يعتبر خطيراً منذ البدء، وهناك الكثير من الأدلة التي تؤكد ذلك ومنها: الحرب في اليمن التي أدت إلى حصول كارثة إنسانية والعداء المرير مع الجارة قطر الذي تمثل بفرض حصار عليها، والسجن المؤقت لرئيس الوزراء اللبناني سعد الدين الحريري، وابتزاز أغنى رجال الأعمال السعوديين، وسجن العديد من الصحفيين والناشطين في مجال حقوق الإنسان – ومنهم الصحفي جمال خاشقجي الذي عاش في منفاه الاختياري في الولايات المتحدة.
بدون وجود علاقة جيدة بين السعودية والولايات المتحدة، فإن تأثير الأخيرة على منطقة الشرق الأوسط سوف يتدهور أكثر فأكثر، حيث أن الولايات المتحدة، عكس روسيا، تلعب دوراً فعالاً مع جميع القوى السياسية الرئيسية في المنطقة ومن بينها إيران والسعودية و”إسرائيل” ومصر وتركيا، لذا فإن من مصلحة إدارة ترامب الحد من تدهور العلاقات الدبلوماسية مع السعودية، ونستدل على ذلك بقول ترامب: “قتلة خارجين عن السيطرة ربما كانوا وراء اختفاء خاشقجي في تركيا”.
ربما استطاع الملك سلمان غسل يده من دماء خاشقجي بفضل النفط، وأيضاً لتخوف ترامب من فقد مكانته في الشرق الأوسط.