نشرت صحيفة “تايمز” البريطانية مقالاً للصحفي ريتشارد سبنسر يتحدث فيه عن القرار السعودي الأخير بوقف العملية العسكرية في اليمن.
وجاء في المقال:
حرب اليمن كانت بمثابة “تسلية” لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ولكنه يريد حالياً الخروج منها، فرغم أن الإعلان السعودي الأخير جاء كمحاولة للمساهمة في مواجهة فيروس كورونا، فإنه يعتبر أيضاً محاولة لوقف الحرب.
ومع شن الحرب على اليمن، فشل “التحالف العربي” حتى اليوم بالسيطرة على العاصمة اليمينة صنعاء.
وعلى خلفية هذه العملية العسكرية، وجهت انتقادات للسعودية بسبب استهدافها المدنيين، وقتل الآلاف منهم ما خلق كارثة إنسانية وجوعاً لملايين اليمنيين.
ويأمل السعوديون الآن، من خلال قرار وقف إطلاق النار الذي بدأ مساء الخميس الماضي ويمتد لأسبوعين، وقف الخسائر التي أصابتهم خلال السنوات الخمس الماضية.
ويمكن فهم القرار السعودي الأخير، بأن الحرب في اليمن (الكارثية بالنسبة لليمنيين) لم تكن بالنسبة لمحمد بن سلمان مركزية في رؤيته للسلطة، بل كانت مجرد “تسلية” ولا بد من تنحيتها عن الطريق.
استطاع ابن سلمان جمع سلطات لم يحظ بها أي أمير سعودي من قبل، وخلق عدداً كبيراً من الأعداء في الداخل، وهو الآن بحاجة للتركيز على ما حصل عليه.
الطريق الذي سلكه للحصول على تلك السلطات، بدأ من سجن رجال الأعمال في فندق ريتز- كارلتون، وتحييد الأمراء من أبناء عمه عن خط الوراثة ومراكمة الصلاحيات في يديه، والثمن الذي يجب دفعه لتحرير الاقتصاد ومنح المرأة مزيداً من الحقوق الوهمية.
إلا أن مقتل خاشقجي فتح العيون على الجانب المظلم للسعودية في زيادة حالات الإعدام للمعارضين بمن فيهم ناشطون شيعة ومتظاهرون قصر واعتقال الناشطين الليبراليين بما في ذلك ناشطات طالبن بحق المرأة وإنهاء الحرب المستعرة في اليمن.
تدل المؤشرات الآن على توجه في المملكة نحو حل سياسي شامل في اليمن، فقرار وقف إطلاق النار نابع من رغبة ملحة من السعودية بمناقشة مقترحات لحل سياسي شامل.
وتعتقد الأمم المتحدة أن هناك 22 مليون يمني من 28 مليون نسمة بحاجة إلى مساعدات غذائية، والتي يصعب الحصول عليها بسبب الحصار الذي تفرضه السعودية على اليمن.