يبدو أن المملكة السعودية لم تعد قادرة على السيطرة على الأزمات التي يمر بها نظامها والملفات المفتوحة حول ممارساته، من حرب اليمن وقتل الإعلامي السعودي المعارض جمال خاشقجي، خصوصاً بعد ضربة أرامكو التي لا تزال السعودية إلى الآن تعيش تبعاتها الاقتصادية من جهة، وعلى مستوى علاقاتها الخارجية من جهة أخرى ويبدو أن الداخل السعودي بدأ يتأثر معيشياً ويشعر بالخطر الاقتصادي الذي بات محيطاً بالمملكة، الأمر الذي أكده التقرير الذي نشرته شبكة “بلومبيرغ” الأمريكية عن صندوق النقد الدولي والذي أفاد بأنه: ” تم تخفيض توقعات النمو الاقتصادي للسعودية في العام 2019، للمرة الخامسة خلال فترة قصيرة، وهو ما جعلها واحدة من أسوأ الدول الكبرى على صعيد تحقيق النمو الاقتصادي “.
وهذا الخلل في السياسة السعودية لا سيما الاقتصادي تناولته بعض الصحف العربية والأجنبية.
حيث جاء في صحيفة “الرياض” السعودية:
“تصر العديد من الشركات الكبرى في العالم على الثبات على موقفها بعدم القيام بأعمال في السعودية خشية على سمعتها، خاصة بعد مقتل خاشقجي، بجانب ما يثار عن سجل المملكة في مجال حقوق الإنسان، ويشار إلى أن المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس اعترض على سرقة السعودية اسمه في مؤتمر الاستثمار السعودي، والذي تلقبه الرياض بدافوس الصحراء”.
وتناولت صحيفة “الغارديان” البريطانية ملف الحرب السعودية على اليمن، فنشرت:
“إن منظمة الإنقاذ الدولية حذرت في آخر تقرير لها من أن استمرار الحرب الأهلية في اليمن لخمس سنوات أخرى قد يكلف العالم ما قيمته 29 مليار دولار من المساعدات الغذائية والطبية، مطالبة بانتهاز ما تقول إنه فرصة نادرة لإحلال السلام في اليمن.. التحذير موجه بالأساس للملكة العربية السعودية ودولة الإمارات اللتان تقودان الحرب ضد اليمنيين”.
كما أن من أبرز الملفات التي سلطت الضوء على الفساد في أجهزة السلطة السعودية هي قضية مقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي والذي اتهم فيها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بشكل مباشر، وفي هذا الصدد نشرت صحيفة “USA Today“:
“ولم تساعد إدارة دونالد ترامب بل نظرت إلى الجانب الآخر رغم تقييم سي آي إيه من أن ولي العهد هو الذي أمر بعملية الإغتيال، وفي تقرير أصدرته الأمم المتحدة جاء فيه: إنه من غير المحتمل أن تكون عملية بهذه قد تمت ونفذت بدون علم ولي العهد، على الأقل بالحد الأدنى، وعملية إجرامية الطابع بهذا النوع استهدفت خاشقجي، كما قام السعوديين باستعراض من خلال وضع 11 شخصاً اتُهموا بالجريمة أمام المحكمة إلا أن إجراءات المحاكمة سرية ومستمرة منذ أشهر”.
يبدو أن رؤية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حول التطوير والتحديث والتي أعلن عنها عند توليه للحكم، انحصرت فقط في بعض الأمور الفنية من افتتاح سينما والسماح بإقامة حفلات كانت مرفوضة شعبياً في السعودية، في حين أثبتت فشلها في النواحي الاقتصادية والسياسية، فمنذ بدايات تولي ابن سلمان الحكم زار بريطانيا واستقبله الشعب البريطاني بالاحتجاجات بعبارات تؤكد أنه غير مرحب به في بلدهم بسبب الحرب على اليمن، وبعدها تورط بجريمة تصفية الخاشقجي، والآن يفشل في الخروج من تبعات ضربة أرامكو التي زادت السعودية تراجعاً من الناحية الاقتصادية عالمياً.