أثر برس

صوت غريب يشبه “الهمهمة” على بعد 22 مليار كلم من الأرض!

by Athr Press B

أرسلت المركبة الفضائية Voyager-1 التابعة لوكالة ناسا، التي تسافر حالياً خارج المجموعة الشمسية، بيانات جديدة تكشف عن وجود صوت غريب يشبه “الهمهمة” صادر من الغاز بين النجوم على بعد 22 مليار كلم من الأرض.

ووفقاً لصحيفة “Nature Astronomy”، فإن المركبة الفضائية أُطلقت قبل 44 عاماً لدراسة العمالقة الغازية للنظام الشمسي الخارجي، وسجلت أجهزتها الآن صوت الهمهمة للبلازما الفيزيائية الفلكية وهي الحالة الرابعة للمادة التي تشكل 99.9 في المائة من الكون، بينما هي في الفضاء بين النجوم.

وأُرسل الصوت الخافت والرتيب إلى الأرض بواسطة Voyager-1 في “نطاق ترددي ضيق”، ويقول علماء الفلك في جامعة “كورنيل”، الذين أجروا تحليلاً للطنين البينجمي: إن “الإشارة التي تحمل البيانات كانت ضعيفة جداً بحيث لا يمكن سماعها من دون معالجة”.

ومن المتوقع أن يساعد اكتشاف الطنين المستمر علماء الفلك، على فهم المزيد حول كيفية تفاعل الوسط مع حواف الرياح الشمسية.

ومن خلال فحص البيانات المرسلة ببطء من مسافة تزيد عن 14 مليار ميل، كشفت ستيلا كوخ أوكر، طالبة الدكتوراة في جامعة كورنيل في علم الفلك، عن الانبعاث، قائلة: “إنها خافتة ورتيبة للغاية، لأنها في نطاق ترددي ضيق، نحن نرصد الطنين الخافت والمستمر للغاز بين النجوم”.

وعبرت Voyager-1 إلى الفضاء بين النجوم في شهر آب، من عام 2012، وتواصل جمع البيانات، ولم يسافر أي جسم من صنع الإنسان إلى أبعد من مركبة الفضاء الشهيرة التابعة لناسا، فضلاً عن أنها تحمل نسخة من السجل الذهبي “رسالة للكائنات الغريبة” جمعها عالم الفلك الأسطوري كارل ساغان.

وتُظهر الدراسة المنشورة في الصحيفة المذكورة أعلاه، كيف يتشكل الغلاف الشمسي، كما يقول فريق نيويورك.

وبعد دخول الفضاء بين النجوم في عام 2012، اكتشف نظام الموجات البلازمية في Voyager-1 انفجارات غازية تسببها شمسنا، مع إشارة ثابتة ومستمرة من الفراغ شبه الهش للفضاء بين الانبعاثات.

وقال كبير المعدين، البروفيسور جيمس كوردس: “الوسط النجمي يشبه المطر الهادئ أو اللطيف”، مضيفاً أنه عندما يكون هناك انفجار شمسي، فإنه يشبه اكتشاف انفجار برق في عاصفة رعدية، ثم العودة إلى المطر اللطيف.

وتعتقد أوكر أن هناك نشاطاً منخفض المستوى في الغاز البينجمي أكثر مما كان يعتقده العلماء سابقاً، ما يسمح للباحثين بتتبع التوزيع المكاني للبلازما – أي عندما لا تتأثر بالتوهجات الشمسية.

بدوره، شامي شاترجي، المعد المشارك، قال: “لم تتح لنا الفرصة أبداً لتقييم الأمر، نحن نعلم الآن أننا لسنا بحاجة إلى حدث عرضي متعلق بالشمس لقياس البلازما بين النجوم، وبغض النظر عما تفعله الشمس، فإن Voyager ترسل التفاصيل مرة أخرى”.

ويبدو أن انبعاث موجات البلازما الضيقة النطاق والضعيفة للغاية التي اكتشفها الفريق، تستمر لحوالي 10 AU (929 مليون ميل) من الفضاء بين النجوم، ويبدو أن الانبعاث يختلف عن تذبذبات البلازما الناتجة عن الصدمات، أي تلك الناتجة عن الرياح الشمسية القوية، والتي كانت تستخدم سابقاً لقياس الكثافة المحلية للبلازما خارج الغلاف الشمسي، حسب شاترجي.

ويتوقع معدو الدراسة أن “الطنين” قد يتولد عن تذبذبات البلازما شديدة الإثارة حرارياً أو فوق سطح الأرض، وهي جسيمات نشطة للغاية.

ويشير استمرار الانبعاثات من خلال أحدث البيانات المنشورة من Voyager-1، إلى أنه قد يظل قابلاً للاكتشاف بواسطة Voyager-1.

أثر برس

اقرأ أيضاً