خاص || أثر برس يفضل الصيادلة في الأجزاء التي تسيطر عليها “قوات سورية الديمقراطية”، من مدينة الحسكة، إغلاق صيدلياتهم والامتناع عن المناوبة ليلاً، خشية من مدمني المخدرات الذين يطوفون ليلاً الأحياء ليبحثوا عن صيدلي يجبرونه تحت تهديد السلاح على بيعهم للمواد والحبوب المخدرة، ويؤكد عدد من الصيادلة الذين تواصل معه “أثر برس”، أن المسألة قد تصل إلى الإيذاء إذا ما امتنع الصيدلي عن إعطاءهم ما يريدون.
يوضح الصيدلي “خالد”، أن عدداً من عناصر “الأسايش”، المدمنين على الحبوب التي تسبب الهلوسة اقتحموا صيدليته، مشهرين أسلحتهم قبل أن يطلبوا المواد المخدرة، وتحت تهديد السلاح قرر إعطائهم المواد التي طلبوها دون مقابل، إلا أن ما يسمى بـ “اتحاد الصيادلة” التابع لـ “الإدارة الذاتية” المعلنة من قبل “قسد”، قام بفرض غرامة مالية كبيرة عليه نتيجة لعدم تقديم “وصفات طبية”، تخوله بيع الحبوب التي سُلبت منه.
ويضيف “خالد”، الذي يفضل عدم الكشف عن هويته، إن “اتحاد الصيادلة” يفرض غرامات على الصيدليات التي تمتنع عن المناوبة على الرغم من خطورة الأمر، وسط غياب كامل للأمن في المناطق التي تنتشر فيها “قوات سوريا الديمقراطية” داخل مدينة الحسكة، الأمر الذي يضع الصيادلة بين نارين وفقاً للتعبير الشعبي، فهم يدركون تماماً أن عدم المناوبة قد تتسبب بعواقب خطيرة على المواطنين الذين قد يضطرون لأنواع من الأدوية في وقت لا يتمكنون فيه من الدخول إلى المناطق التي تقع تحت نفوذ الدولة السورية بسبب العراقيل والممارسات المسيئة التي يمارسها عناصر “الأسايش”، على الحواجز المتاخمة لمناطق سيطرة الدولة.
عبد المنعم، الذي تقع صيدليته في حي “تل حجر”، تعرض لطعن بالسكين في منطقة الكتف على يد ملثمين اقتحموا مكان عمله للحصول على مادتين تعتبران من المخدرات هي “بالتان” و”أوفربان”، وعلى الرغم من إعطاءهم المواد المطلوبة، إلا أن الملثمين أصروا على أخد كامل ما تحتويه الصيدلية من هاتين المادتين وأنواع أخرى من المخدرات إضافة إلى محتويات درج العائدات، قبل أن يطعنه أحدهم في منطقة الكتف بجرح بالغ الخطورة ليفروا من المنطقة، ويقول لـ “أثر برس”: “لولا أن أحد الجيران تدخل لإسعافي لكنت في خبر كان، والإدارة الذاتية اليوم ترفض تأمين الحماية الكافية للشوارع، وترفض أن نقوم بإغلاق الصيدليات ليلاً”.
فيما يؤكد “أبو ربيع”، في حديثه لـ “أثر برس”، إن عدم وجود صيدليات مناوبة في أحياء مثل “الصالحية – العزيزية – المفتي”، تسبب بحالة صحية حرجة لزوجته التي احتاجت لأدوية انسداد الأوعية الدموية في ساعة متأخرة من الليل، وفي حين أنه تمكن من الوصول إلى وسط مدينة الحسكة الذي بات يعرف باسم “المربع الأمني”، بعد أن أوقفه حاجز “دوار الطير” التابع لـ “الأسايش”، وطلب منه أن يجلب التقارير الطبية التي تؤكد حالة زوجته ليبرزها لعناصر “الأسايش”، ليسمحوا له بمتابعة الطريق.
بحسب المعلومات التي حصل عليها “أثر برس”، من عدد من الصيادلة، فإن حالات السلب والسطو المسلح التي تعرضت لها الصيدليات الواقعة ضمن المناطق التي تحتلها “قوات سوريا الديمقراطية”، وصلت خلال الأسبوعين الماضيين إلى ١٢ حالة، سجل في ثلاثة منها حالات بالاعتداء الجسدي، وفي أكثر من حادثة، كانت سيارات “الأسايش” دليل على هوية المنفذين، الأمر الذي يجبر ما يسمى بـ “الإدارة الذاتية” على “لفلفة” أي شكوى تقدم من الصيادلة، لتدفع “اتحاد الصيادلة” نحو فرض غرامات على من تسميهم بـ “المخالفين” لنظام المناوبات الذي تضعه.
محمود عبد اللطيف – المنطقة الشرقية