خاص|| أثر برس تزامناً مع قدوم شهر رمضان، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل لافت في الأسواق السورية، ما شكّل عبئاً على بعض العائلات خاصة وأن مصاريف العائلة تزداد خلال الشهر الكريم.
ربى (ربة منزل) قالت لـ “أثر”: “شهر رمضان يشكل عبئاً ثقيلاً فعائلتي المكونة من أربعة أشخاص تحتاج لما يقارب 175 ألف يومياً لتحضير وجبة إفطار بأقل التكاليف”؛ وتشرح: “مثلاً أقوم بتحضير وجبة رئيسية ربما تكون (صينية بطاطا مع الدجاج) بحجم (نصف فروج) مع صحن فتوش أو سلطة إضافة لنوع من أنواع الشوربات، وبذلك تصل تكلفة الوجبة إلى 175 ألف وأكثر”.
وتضيف: “الشوربة قد تكفي لمدة يومين لأنها قابلة للتسخين؛ أما الفتوش فقد بات مكلف جداً، فالخضار الداخلة في تحضيره سعرها مرتفع ويرتفع أكثر مع قدوم شهر رمضان فكيلو البندورة بـ 8000 ليرة وباقة البقدونس بـ 1500 ليرة والخس بـ 6000 وجرزة البصل الأخضر بـ 1700 ليرة، والنعنع الأخضر بـ 2500 ل.س، أي نحن بحاجة إلى ما يقارب 50 ألف لتحضير صحن فتوش لذلك قررنا تحضير السلطة أو الفتوش مرة واحدة في الأسبوع”.
أما عواطف هي الأخرى تشتكي من ارتفاع الأسعار؛ وتقول لـ “أثر”: “بالرغم من أنني أحضر طبخة رئيسية واحدة إلا أنني أشعر بأن تكلفتها مرتفعة”، مضيفة: “تحضير طبخة الفريكة يحتاج إلى 300 ألف فهي تحتاج لشرحات دجاج بـ 100 ألف أو لحم موزات بـ 200 ألف، فيما يبلغ سعر كيلو الفريكة من النوعية الممتازة، تقريباً 75 ألف؛ إضافة إلى سلطة (لبن مع خيار) اللبن بـ 12 ألف والخيار بـ 8000 ليرة، إذاً هكذا تكون تكلفة وجبة إفطار واحدة فاقت القدرة ومع ذلك (مجبر أخاك لا بطل) فبعد صيام ما يقارب 14 ساعة يحتاج الجسم إلى بروتينات وغذاء، وبالنسبة للفتوش صرت أحضره مرة في الأسبوع إلى جانب طبخة مقالي لا أكثر ولا أقل”.
بدوره، أبو موفق (موظف) بيّن لـ”أثر” أن عائلته تتألف من 3 أبناء ويحتاج يومياً ما يقارب 300 ألف تكلفة إفطار في حال كانت الطبخة عادية، مضيفاً: “يومياً يجب أن يتألف الإفطار من مجموعة من حبات التمر بعدها نتناول طعام الإفطار الذي يكون مثلاً فتوش؛ مع لحمة بالصحن وأرز علماً أن وجبة الإفطار لدينا يزيد منها لليوم التالي فنقوم بتحضير الفتة أو الفول بجانبها”.
أما، جنان (ربة منزل) تؤكد أنها هي وجيرانها أصبحوا يلجؤون إلى التوفير في إعداد وجبات الإفطار في ظل عدم استقرار الأسعار الذي تشهده البلاد.
وكان الباحث والخبير الاقتصادي د.شفيق عربش اعتبر في حديث لـ “أثر” أن القرارات الحكومية التي صدرت مؤخراً هي السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار الذي تشهده الأسواق وخاصة القرارات الحكومية المتعلقة بتحريك المشتقات النفطية، معتبراً أنها غير مدروسة وأن الواقع أصدق من القرارات والبيانات وما يليها، وسينعكس ذلك على تكاليف تأمين متطلبات شهر رمضان.
وأشار عربش لـ”أثر” إلى أن كلفة تأمين متطلبات وجبات الإفطار والسحور خلال شهر رمضان إذا أراد أن يكتفي الشخص بالإفطار بوجبة فول فقط والقليل من اللبن الرائب ستتجاوز المليونين ليرة سورية، بينما إذ أرادت أسرة مؤلفة من 5 أفراد أن تحضر خلال الشهر وجبات تضمن تغذية سليمة، ستتجاوز الكلفة 15 مليون ليرة سورية على اعتبار أن الوجبة المغذية تكلف وسطياً نحو 400 ألف لأسرة مكونة من 5 أفراد.
جدير بالذكر أن عضو لجنة الخضار والفواكه في سوق الهال بدمشق محمد العقاد توقع بحديثه مع “أثر” أن تنخفض أسعار الخضار في الأسواق خلال اليومين القادمين بسبب زيادة الكميات الواردة إلى السوق من المنطقة الساحلية بعد انحسار المنخفضات.
دينا عبد