أثر برس

طبيب نفسي عاد إلى العراق لتأهيل الفارّين من “داعش”.. وهذه خطته

by Athr Press

على ما يبدو أن الحرب المشتعلة في الشرق الأوسط، ولا سيما العراق وسوريا، خلّفت عدداً من الضحايا النفسيين الذين نجوا من ويلات الحرب جسدياً، لكنهم لم يفلتوا نفسياً، مما استلزم علاج هؤلاء الضحايا، بسبب ما شاهدوه من عنف على يد مسلحي “داعش” وغيرهم من التنظيمات المتطرفة الأخرى.

العديد من الأطباء اهتموا بالجانب النفسي للضحايا ولكن تأثروا بما شاهدوه من حالاتٍ نفسية، واضطروا بذلك إلى التوقف عن مزاوله المهنة، ولكن من بين الأطباء الذين اهتموا إنسانياً بالضحايا فضلاً عن حبهم للمهنة، الطبيب النفسي الألماني ذو أصول كردية “يان إلهان كيزيلهان”، الذي عالج أكثر من 1000 شخص هربوا من جحيم تنظيم “داعش”، عاد من ألمانيا إلى شمال العراق بخطة لإنقاذ العديد من الضحايا النفسيين، بحسب تقرير لوسائل إعلام غربية.

الخطة التي جاء بها الطبيب الكردي، مدعومة من ولاية “بادن فورتمبيرغ” الألمانية، بدأت بتدريب جيلٍ جديد من أخصائيي علم النفس والصدمات النفسية، والذين يعتقد أنَّهم سيكونون من ضمن الأطباء الأكثر جاهزية في الشرق الأوسط، بالتعاون مع برنامج اللجوء الخاص بولاية “بادن فورتمبيرغ” الألمانية  الذي كان له دور خاص في هذه المبادرة، بنقل بعض النساء والأطفال الأكثر تضرراً من الناحية النفسية في شمال العراق إلى جزءٍ من العالم، يمكنهم فيه الوصول بسهولة أكبر إلى الرعاية الصحية النفسية المناسبة.

ويتباهى الطبيب الكردي بأنَّه من بين 1100 المستفيدين من هذا البرنامج، والذي يعالج الكثير من المرضى، معظمهم من النساء اللاتي احتُجِزنَ مع أطفالهن كسبايا لدى تنظيم “داعش”،  فيما لم يتعرض أحد المرضى إلى حلالت انتحار، بعكس بعض الناجين الآخرين من “داعش”.

فيما استثمرت ولاية “بادن فورتمبيرغ” 1.3 مليون يورو، لمعهد “كيزيلهان” الجديد، الذي يهدف إلى تدريب الخبراء في أي مكانٍ يحتاج إليهم.

لكن يتعرض هذا البرنامج لموجة من الانتقادات لأنه يُعرض ضحايا الصدمات لضغوطٍ إضافية متمثلة في الصدمة الثقافية التي يواجهونها بعد نقلهم إلى مكانٍ أجنبي.

من جهته قال الطبيب “كيزيلهان”: “إنَّ المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كانت من بين المنتقدين، الذين أثاروا هذا القلق حيال إبعاد الضحايا عن جذورهم”، مضيفاً أن “هناك أناسٌ في العراق يعيشون في المخيمات، وآباؤهم قُتلوا، ليس لديهم جذور،! إنَّه أمرٌ سخيف، هم بحاجة إلى الاستقرار والآمان قبل أنَّ يتمكنوا من التحدث عن شعورهم بالاغتصاب والعجز. كيف يمكن القيام بذلك في خيمة؟” حسب وسائل إعلام أجنبية.

يذكر أن أطباء ألمان حذروا سابقاً من أن صدماتٍ نفسية سوف يعاني منها ضحايا الحرب في العراق وسوريا، وليس لدى البلدين القدرة على معالجة تلك الأزمات.

 

 

اقرأ أيضاً