أثر برس

الأصغر سناً في “المخترة”.. قصة تعيين مختار لقرية بريف طرطوس قبل أن يتم السن القانوني

by Athr Press G

خاص|| أثر برس يعد مختار قرية قرقفتي في ريف طرطوس، محمد زغيبي، أصغر مختار في سوريا فيما يتعلق بالسن، فعندما تقدم بأوراق ترشحه “للمخترة” قبل عام لم يكن مستوفياً شرط العمر الذي كان يجب أن يتم 35 عاماً لمن يحق له الترشح لشغل منصب المختار.

زغيبي يروي لـ”أثر” أنه كان يفصل بينه وبين شرط العمر، شهر واحد فقط، إلا أنه تقدم بأوراق ترشحه، ولم يبدأ بمزاولة “المخترة” إلا بعد أن أتم سن 35 عاماً ليصبح مختاراً فعلياً.

ليس صعباً على من يلتقي زغيبي ويحدّثه عن موضوع “المخترة”، أن يكتشف على عجل كم هو سعيد بأنه يصنف أصغر مختار في السن بين مخاتير بقية القرى، نزولاً عند رغبة أهالي قرية قرقفتي بترشحه لمنصب المختار ودعمهم له، إذ قال زغيبي: لم يكن في بالي موضوع “المخترة” لكن عدد كبير من أهالي القرية طلبوا مني الترشح، معللين بأنهم يثقون بي ولا يجدون من هو أفضل مني لدعمهم والوقوف إلى جانبهم، مؤكداً أنه نزولاً عند رغبتهم تقدم بطلب الترشح.

ولم تقف محبة الأهالي ودعمهم لزغيبي عند حد طلب الترشح، وإنما بقيام البعض ممن كان يهم بتقدم الترشح بسحب طلبه عندما علم أن زغيبي ترشّح “للمخترة”، معللين أنه أنسب للمنصب لما يتمتع به من سمعة حسنة ومحبة الناس، ويضيف زغيبي: رغم ذلك كان ينافسني شخص الذي أبقى على ترشحه لكن لم يتم اختياره، وهو شخص مناسب أيضاً لمنصب المختار وكنت أتمنى له النجاح كما تمنيته لي.

زغيبي مواليد 1987، أمضى بعد خدمته الإلزامية في الجيش السوري، 8 سنوات خدمة احتياطية، تسرّح عام 2021، وراح يعمل في الزراعة كغيره من أبناء القرية التي تشتهر بالزراعة، وليس رأسماله في الحياة، كما يؤكد، سوى محبة الناس التي أوصلته “للمخترة” التي هي لخدمة أهله في القرية.

إلى جانب الكثير من الحب والدعم لأهالي قرقفتي، في جعبة زغيبي الكثير من الأحلام التي تتلمّس طريقها على مهل، حيث يدرس حالياً تعليم مفتوح- إدارة أعمال.

كما في جعبة زغيبي الكثير من المواقف الطريفة التي حدثت معه خلال عامه الأول في “المخترة”، إذ يروي لنا أحد المواقف التي حصلت معه: جاء أحد الأشخاص من قرية مجاورة إلى منزلنا في قرفقتي،  وعندما رأى والدي ألقى السلام عليه وقال له كيفك يا مختار، وتابع حديثه مع والدي الذي ظنه المختار، حتى سألته لماذا ظننته المختار، ليجيبني بأن “هيئته مختار وليس مثلك صغير في السن”.

“مافي منو”، “الرجل المناسب في المكان المناسب”، “ابن ضيعة شهم وأصيل”، “مختار المخاتير رغم صغر سنه”، فلاشات سريعة لأكثر العبارات التي ترددت على لسان أهالي قرية قرقفتي معبرين فيها عن محبتهم لزغيبي الذي كما يقولون عنه “شهم يسعى وراء حقوق أهالي القرية، وينصف الصغير قبل الكبير”.

وأشار الأهالي إلى أن زغيبي معروف عنه بمساعدته للغير وتقديم الخدمات التي يستطيعها، قبل أن يصبح مختار، ولذلك طلب أهالي القرية منه أن يترشح لمنصب المختار لأنه الأنسب.

صفاء علي – طرطوس

 

اقرأ أيضاً