خاص || أثر برس في ظل ارتفاع مستلزمات الزراعة في سوريا والتي أنهكت المستهلك قبل المزارع نتيجة الإرتفاع الجنوني في أسعار الخضراوات بمختلف أصنافها في أسواق الساحل السوري والذي يعتبر المصدر الأساسي في إنتاج بعض محاصيل الزراعة المحمية كالبندورة والخيار والفليلفة.
عدد من المزارعين في ريف طرطوس أكدوا لـ”أثر” أن استمرار ارتفاع مستلزمات الإنتاج الزراعي سيجبر العديد منهم لاعتزال الزراعة المحمية.
المزارع أيمن قال: جميع من يعمل في القطاع الزراعي يعلم أن ارتفاع أسعار المواد الزراعية أصبح أكثر من 10 أ أضعاف، مثل: النايلون الخاص بالبيوت البلاستيكية المحمية للخضروات، وكذلك الأسمدة والبذار وشتلات البندورة والأدوية الزراعية ورغم ذلك لم نرَ أن تحرك جدي لمساعدة مزراعي الزراعات المحمية.
بدوره بيّن المزارع محمد أن معاناة المزارعين بشكل عام ازدادت مؤخراً، وانعكس ذلك بشكل كارثي على إنتاجهم الزراعي ولقمة عيشهم، بسبب تحكم تجار الأزمة وجشعهم، بالإضافة إلى رفع أسعار المحروقات والأسمدة الأمر الذي أدى إلى صعوبة كبيرة بالاستمرار في زراعة محصول البندورة التي يباع كيلوا الغرام منها في السوبرماركت ب 1500 بينما يبيعه المزارع للتاجر كحد أعلى 750 ليرة.
من جهة أخرى أوضح أبو ابراهيم أن تكلفة إنتاج كيلو واحد من البندورة يتجاوز 750 ليرة في حين أن المزارع يقوم بييعه في سوق الهال بين 700- 750 وبالتالي لن يتكمن من الحصول على مردود تعبه المادي والجسدي، مشيراً إلى أن التاجر هو الرابح الوحيد فالمزارع يسعى طيلة الموسم الزراعي لإنتاج المحصول من البندورة أو الخيار لبيعه بسعر مقبول ليأتي التاجر ويشتري المحصول بأسعار زهيدة ويبيعه بضعف ثمن التكلفة من دون أي تعب وإرهاق.
وأضاف أبو ابراهيم طالبنا مراراً وتكراراً من الجهات المعنية تقديم تسهيلات للمزارعين عن طريق بيعهم النايلون والأسمدة والأدوية الزراعية بالتقسيط وبأسعار مقبولة ومخفضة عن أسعار السوق لكن لم نصل إلى نتيجة ولم تنفذ مطالبنا.
مطالب المزارعين في طرطوس لم تغب عن إتحاد فلاحي المحافظة الذي أكد رئيسه محمود ميهوب أن جميع مطالبهم محقة وضرورية حيث تم مخاطبة الاتحاد العام للفلاحين في سوريا بضرورة إيجاد حلول لهم مع الجهات العامة ذات الصلة.
وأوضح محمود ميهوب لـ”أثر” أن اتحاد فلاحي طرطوس أرسل خلال العام الحالي إلى الإتحاد العام عدة كتب تتضمن تأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي كشرائح النايلون والأسمدة والأدوية الزراعية بأسعار مقبولة ومنخفضة عن أسعار القطاع الخاص الذي يستورد المستلزمات الزراعية ويبيعها للمزارع بأسعار مرتفعة.
وأشار إلى أن المعنيين في وزارة الزراعة وعدوا بحل مشكلة المازوت الزراعي والأسمدة خلال الأيام القادمة.
صفاء علي – طرطوس