أعادت أجواء مونديال العالم 2018، طقوس فقدها السوريون منذ أعوام، فعدة أماكن كان يحظر على السوريين التواجد فيها خشية من القذائف التي قد تصل إليها، باتت ملاذهم لمتابعة المباريات ضمن أجواء طال انتظارها.
“قلعة حلب” عادت اليوم لتجمع محبي السهر الذين يقضون ليلتهم يتسامرون حتى ساعات الصبح في مقاهي الرصيف مقابل مدخلها الرئيسي وعلى المقاعد الحجرية المخصصة للجلوس بجانبها.
مشجعو الفرق الرياضية في مونديال كأس العالم في روسيا وحدهم من ينصرفون إلى بيوتهم قبل منتصف الليل مع انتهاء المباريات التي تعرضها شاشة عملاقة نصبت أمام القلعة دون أن يتحملوا تكاليف الركون إلى مقاهي المدينة، وخصوصاً في شطرها الغربي، التي تواظب على عرض المباريات وتجتذب جمهوراً عريضاً من المشجعين الشبان.
يفضل بعض الشباب والعائلات قضاء ليلتهم كاملة فيما بات يعرف لـ “ليالي القلعة” في مقاهي الرصيف التي افتتحت أبوابها مع قدوم الربيع ومع عودة النشاطات الاجتماعية والترفيهية إلى الشارع المحيط بالقلعة ولاسيما عند مدخلها الرئيسي في الجهة الجنوبية منها”، وفق قول صاحب إحدى المقاهي لصحيفة “الوطن أون لاين” السورية.
ويرى أحد أبناء الأحياء أن الساحة أمام القلعة، والتي يقصدها الآلاف من محبي السهر كل ليلة مع ارتفاع درجات الحرارة، أفضل مكان للسهر في حلب بسبب هوائها العليل المنعش الذي لا يتوافر في أي مكان آخر حتى في طريق المحلق الغربي للمدينة والذي انتعش خلال سنوات الحرب كمقصد بديل للقلعة المغلقة في وجه زائريها لوقوعها على أخطر خطوط تماس المعارك.
واستغل بائعو المشروبات الباردة والساخنة، وخصوصاً “الإكسبرس”، والمكسرات والبوشار والذرة وألعاب الأطفال، ارتياد الحلبيين للسهر في محيط القلعة ووفروا لهم ما يحتاجونه، كما قصد المكان أصحاب الخيول لالتقاط الصور على صهواتها مقابل 100 ليرة سورية أو قطع دور ركوباً عليها بـ 300 ليرة.
وتدرج قلعة حلب التي تقع على هضبة كلسية ترتفع نحو 750 متر فوق سطح البحر، وتعد أعلى نقطة مرتفعة في المدينة، ويحيط بها خندق دائري كان يستخدم كخط دفاع أول عنها عن طريق ضخ الماء فيه لمنع عبوره عند المعارك، على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، كأضخم قلعة في العالم بموجب موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية طبعة عام 1977.